أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مبادرة سعودية لوقف إطلاق النار خمسة أيام باليمن، لأجل التنسيق مع المنظمات الإغاثية لإيصال المساعدات، شرط أن يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم هذا الوقف، موضحاً أن هذه المبادرة سيتم تحديدها قريباً مصاحبة بالتفاصيل. وقال الجبير في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الأميركي جون كيري في مطار القاعدة الجوية بالرياض أمس، إن مهلة وقف إطلاق النار لم تُناقش مع الحوثيين، مشيراً إلى أن إيصال المساعدات الإنسانية من الجو ليس كافياً. وأضاف: «سنرى إن كان الحوثيون سيوافقون، والواضح أن همهم الوحيد الاستيلاء على السلطة». وكشف الجبير عن أبرز الملفات التي ناقشها الجانب الأميركي، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأبرزها بحث الملف النووي الإيراني، لافتاً إلى أن النقاش في هذا الملف سيستمر بعمق اليوم في بارس مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون. وقال الجبير إن مناقشاته مع وزير الخارجية الأميركي عن «قمة كامب ديفيد» المزمع عقدها في ال 13 وال 14 من أيار (مايو) الجاري، تناولت «الخطوات اللازم اتخاذها لوقف التدخلات الإيرانية السلبية في لبنان والعراق وسورية واليمن وأماكن أخرى». وفي ما يتعلق باليمن أطلع وزير الخارجية السعودي نظيره على أبرز ما قامت به المملكة أخيراً لمساعدة الشعب اليمني، ومنها قرار خادم الحرمين بتصحيح أوضاع اليمنيين القانونية الموجودين في المملكة والسماح لهم بإيجاد فرص عمل ومساعدة عائلاتهم وأشقائهم، منوهاً بأن أعدادهم تراوح بين اثنين وثلاثة ملايين يمني. وزاد: «قرار الملك بتصحيح أوضاع اليمنيين هو عكس ما قامت به دول أخرى من إبعاد اليمنيين أو اعتبارهم لاجئين، وهذه خطوة غير مسبوقة في العالم». وأوضح الجبير حرص المملكة على أن تكون العملية السياسية في اليمن هي الحل لهذه الأزمة في شكل سلمي، مشيراً إلى أن الحوار الوطني اليمني المزمع عقده في 17 من الشهر الجاري سيبحث في قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية بين أطراف يمنية. ونوّه وزير الخارجية الأميركي بأن لقاءه بالقادة السعوديين حضره أعضاء مهمون من فريق الأمن الوطني السعودي، وكان الحديث فيه عن التهديدات التي تواجهها السعودية في اليمن، مشيداً بقرارات المملكة في دعم الحل السلمي، والدعم الإنساني، مقراً بأن الأزمة استمرت في اليمن بسبب تعنت الحوثيين. مؤكداً أن الولاياتالمتحدة والسعودية لم تناقشا إرسال قوات برية إلى اليمن. ورحب كيري بالمبادرة السعودية لوقف إطلاق النار خمسة أيام لأسباب إنسانية، مؤكداً أن هذه المهلة ليست لتحقيق أي مكاسب عسكرية، وأن هذه المبادرة يجب ألّا يستغلها أي طرف من الأطراف، وأن وقف إطلاق النار متوقف على قبول الحوثيين به. وقال: «نحن بقوة نشدد على الحوثيين ومن يدعمهم بألّا يفوّتوا هذه الفرصة». وأضاف: «العمل جار على تحديد تفاصيل ووقت المبادرة السعودية، وسنتحدث عنها في باريس في شكل موسع». وفي الشأن الإيراني، أكد كيري أن بلاده لا تزال قلقة من أعمال إيران لزعزعة الوضع الأمني في المنطقة، وهو ما يدعوهم إلى الإيمان التام بعدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي، مذكراً بأن الدفاع عن أمن الخليج من أولويات أميركا وأن التعاون يمضي قدماً. وكشف كيري عن بعض الخطوات المزمع اتخاذها لوقف التدخلات الإيرانية في المنطقة، منها رفع مستوى الإجراءات البحرية في المنطقة، ومنع النشاطات المخالفة للمعايير الدولية وقرارات الأممالمتحدة، قائلاً إن تلك الخطوات ستناقش في قمة كامب ديفيد المقبلة، ومشدداً على أن بلاده ستكون واضحة في الوقوف أمام أي دولة تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، وبالتالي تشكيل تهديد للأمن الدولي، وهو ما ينطبق على نشاطات إيران، على حد قوله. وقال كيري إن تنظيم «داعش» بات يرزح تحت ضغط كبير نتيجة إضعاف قيادته وقدرته على الاتصالات، إضافة إلى أن «أيديولوجيته البغيضة» في تراجع كبير. أما في ما يخص موقف الولاياتالمتحدة من الوضع في سورية، فأكد كيري أن الموقف الأميركي لم يتغير، والطريقة الوحيدة للتوصل إلى السلام هي وقف أسباب الحرب، وأهم أسبابها وجود بشار الأسد.