بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين السعوديين مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، العلاقات الثنائية وتطورات أزمات المنطقة بينها اليمن والعراق وسورية ومشكلة التمدد الايراني والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري: «المعادلة اختلفت الآن، إذ كان الهدف سابقاً إعادة الشرعية الى اليمن فقط، والحوثيون قاموا بأكبر خطأ لهم في الأيام الماضية، واستهدفوا المدن السعودية». (للمزيد). وأكد سقوط طائرة أباتشي بسبب خلل فني دعاها إلى هبوط اضطراري وإصابة الطيار إصابة طفيفة داخل الأراضي السعودية في مدينة نجران. وهدد بان من حق السعودية الرد على القصف الحوثي لاراضيها وقال «العمليات ضد الميليشيات باتت تأخذ طابعا مختلفا منذ هذه اللحظة». وهدد بأن رد التحالف «سيكون مؤلماً جداً» وان التحالف سيستهدف زعماء الجماعة لأن «أمن السعودية خط أحمر وهناك من اخترقه». وأعلن «أن صعدة وضواحيها منطقة استهداف» وحذر المدنيين في صعدة... ودعاهم الى تجنب المواقع العسكرية. وأوضح أن اعتداءات الحوثيين على المدن السعودية استخدمت فيها صواريخ كاتيوشا وراجمات، واستهدفت مساكن ومزارع ومدارس ومناطق خدمية وأحد المستشفيات، لافتاً إلى أنها «لم تستهدف مواقع عسكرية، وإنما استهدفت المدنيين لمجرد القتل». واستعرض كيري مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي التطورات في اليمن، وسبل دعم الجهود المبذولة لتعزيز السلام في المنطقة، قبل ان يعقد مؤتمراً صحافياً مشتركا مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ويغادر الى باريس حيث من المتوقع أن يلتقي ووزراء خارجية دول مجلس التعاون تمهيدأ للقمة الأميركية - الخليجية في واشنطن الاسبوع المقبل. وشدد كيري على أن بلاده تدعم الجهود السعودية في اليمن، وقال في المؤتمر الصحافي: «إن واشنطن تؤيد المؤتمر الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الرياض لجميع الأطراف في اليمن». وأكد أن الجميع يتفق على أن مثل هذا المؤتمر «يجب أن يؤدي إلى إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة، ونحن مسرورون بأن السعودية وافقت على دعم جهود الأممالمتحدة في إيجاد حل سلمي للأزمة في اليمن، وأنا ممتن بشكل خاص للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين على تقديم مبلغ 274 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية للشعب اليمني ولليمن». وأضاف: «الجميع يعرف بأنه قبل أسابيع عدة أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التحول من المرحلة الأولية للحملة العسكرية، إلى مرحلة سياسية وإنسانية، ولكن لسوء الحظ، الحوثيون لم يقبلوا أن يكونوا جزءاً من هذه العملية، في ذلك الوقت، وبالتالي استمر الصراع، واستمرت القوات على الأرض في القتال، واليوم نحن نرحب بمبادرة المملكة من أجل إيجاد حل سلمي من خلال الإعلان عن نيتها في أن تؤسس لوقف لإطلاق النار مدة خمسة أيام لأسباب إنسانية، وألا تكون فيها أي ضربات أو إعادة تموضع للقوات، أو تحقيق أي مكسب عسكري، ولكن هذا التوقف مشروط بموافقة الحوثيين، وأن يلتزموا بذلك، ونحض الحوثيين بقوة وبشدة ومن يدعمهم ألا يخسروا هذه الفرصة الكبيرة في الاستجابة لحاجات الشعب اليمني، كما نشكر السعودية على هذه المبادرة، وقولها للعالم إنها مستعدة لتلبية الحاجات الإنسانية في اليمن». وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن العمل يجري حالياً على «تفاصيل هذا الإيقاف لإطلاق النار، إذ ستكون هناك أيام عدة بين الإعلان وبين البدء الفعلي لوقف إطلاق النار؛ من أجل السماح للمجتمع الدولي، وإعطائه الوقت بأن يحضر، ويُعد الغذاء والدواء والمواد الأخرى، ليتم توزيعها بصورة منظمة متى ما بدأ وقف إطلاق النار فعلياً، إذا ما وافق الحوثيون على ذلك وعلى شروطه، وهو ما سيعطينا الفرصة أيضاً لكي نقوم بالديبلوماسية اللازمة لدفع هذه العملية». وكشف أن بلاده «لا تزال قلقة في شأن الوضع في اليمن»، معلناً عن «تقديم الدعم الكامل لايصال المساعدات الإنسانية من دون أي إعاقة، وعن مضاعفة المجتمع الدولي وأميركا جهودهما من أجل وقف تدفق السلاح إلى اليمن بموجب قرار الأممالمتحدة». وتابع: «من الضروري كذلك أن توافق جميع الأطراف على وقف إطلاق النار». وزاد: «أنا سعيد اليوم بأن الرئيس اليمني وافق على دعم هذه المبادرة، وتم التأكيد على ضرورة دعم المفاوضات عن طريق الأممالمتحدة التي تشمل جميع الأطراف». وحض كيري الحوثيين على التعاون مع مبعوث الأممالمتحدة الجديد، بقوله: «هذا هو الوقت المناسب لتنشيط الديبلوماسية الفعالة». وقال الجبير إنه تم مع كيري البحث في هدنة من 5 أيام للسماح بالإغاثة في اليمن، وأيضاً التدخلات السلبية الإيرانية في المنطقة. وشدد الجبير على أن العدوان الحوثي يصعب من إغاثة اليمنيين، ولابد من ضمانات بألا ينتهك الحوثيون الهدنة الإنسانية، ورحب بجهود الأممالمتحدة لجمع الأطراف اليمنية في أي مكان.