صدرت طبعة جديدة من ديوان «ظلال الأيام» للشاعر أنور العطار، بعد 66 عاماً من إصدار الطبعة الأولى. والعطار كان عاشقاً للشعر والأدب، بحسب وصف الشيخ والأديب علي الطنطاوي، إذ حفظ 10 آلاف بيت من الشعر، كما كان من عباقرة الفن لتميز شعره بالصدق والجزالة والبلاغة، وفقاً للأديب المصري حسن الزيات. واعتبره الأديب السعودي حسن القرشي من الطراز الرفيع في الأدب والشعر. ووفقاً للكتاب، الذي يقع في 380 صفحة، فإن الشاعر الراحل تنقل في عمله مدرساً وموجهاً للغة العربية في دول عدة، منها العراق وليبيا والسعودية، التي قال فيها: ليت شعري عن الذين تركونا/ خلفنا بالرياض هل تذكروني/أم يكون المدى تطاول حتى/ قدم العهد بيننا فنسونا/ إن نسوا حرمة الوادي فإنا/ لهم في الهوى كما عهدونا». وبحسب الدارسين فإن أنور العطار بحتري الأسلوب لتأثره وحفظه أشعار البحتري، وكذلك أشعار أمير الشعراء أحمد شوقي، حتى إنه أعد مخطوطاً بقصائد شوقي التي لم تنشر، أسماها «الشوقيات التي لم تنشر». ترجم عدد من قصائده إلى الفرنسية والإنكليزية، كما لُحن وغني بعضها، ومنها: نشيد الشجرة الوطني السوري، وكذلك سمي باسمه أحد شوارع ومدارس العاصمة السورية دمشق. وللعطار الكثير من الدواوين الشعرية قيد التجهيز لطباعتها، منها: البواكير، ووادي الأحلام، والنهر الشاعر والليل المسحور وربيع بلا أحبه ومنعطف النهر، وكذلك مع قصائد الخالدين، وعلمتني الحياة، التي يقول في إحدى قصائدها: علمتني الحياة أن حياتي ملك أرضي/ عزت على الدهر أرضي/ من ينابيعها تلقيت شدوي/ من شحاريرها تعلمت قرضي/ هي نجواي إن جنحت لصحو/ والخيالات إن جنحت لغمض». ومن المعروف أن العطار صحح ونقح كتباً لغوية، منها قصة «الطفل وجودي»، التي تحكي قصة طفل وغزالته، والخلاصة في الأدب والنصوص، وكتاب الزاد، وأغني الديار الذي شمل حزمة من المقطوعات الشعرية والنثرية. وتحضر سورية بأماكنها وطبيعتها في شعر العطار، فتغنى ببردى، والغوطة، ودمشق، وربيع الشام، ومدن لبنان، والعراق، وفلسطين، ومناطق سورية، ومنها قصيدة الوادي، التي يقول فيها: يظل قلبي حواماً على الوادي/ كأنه نغم يحدو به حادي/ وادي مهد الهوى لا زلت مؤتلقاً/ ترف رفة إنعام وإسعاد». وتضمّن ديوانه عدداً من الأشعار الدينية، منها قصائد بعنوان: الله، وذكرى المولد، والشهيد، التي مطلعها: يا دماء على (فلسطين) سالت/ من شباب زكية أعواده/هكذا المجد أن تموت قريراً/ يا شهيداً يلذه استشهاده».