عقد المكتب الاقليمي لرابطة الأدب الاسلامي العالمية في الرياض ملتقاه الأدبي الأول للأدباء الشباب لهذا العام مساء الاربعاء 14-11-1429ه، ويشرف على الملتقى الناقد الدكتور حسين علي محمد الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد قُدمت فيه أكثر من اثني عشر نصاً بين الشعر والنثر ، وحضره جمهور من الأدباء والمثقفين، والإعلاميين، وعدد من محرري الملاحق الأدبية في مجالات:(البيان، وشباب، والمتميزة، والأدب الاسلامي، والإسلام اليوم). وغيرها. حين يورق الصبح جاءت القصيدة الأولى: (قرابين الشمع) للشاعر علي بن عبدالله المطيري تراوح بين بنائها الوجداني والعقلي مبشرة بالنهوض رغم بكاء الينابيع، ولهجة الحزن التي تتلظى في أسطرها، وهي تنأى عن اللغة التقليدية: وكل النجوم تنام على وجنة النهر ثكلى وقنديل عمري هشيم سينمو ويورق من غصنه ألف صبح ولم يغادر الشاعر الدكتور حيدر البدراني لوعة الحب، وأشواقه ولياليه الملتهبة، ولم يكن هذا الحب إلا حب الوطن، والشوق للأهل، ففي قصيدته (لوعة) نقرأ: ويا لهف قلبي إذ أبيت مسهدا كذلك حر القلب ملتهب الوقد أقول لو اني.. كي أخفف لوعتي فيزداد حر الشجو بعد الأسى عندي يؤرق عيني في المحبة والهوى بأني بعيد عن فراتي وعن وردي وإني وإن أبديت بعض تجلدي حزين لما يطوي الزمان وما يبدي حلم كسير الأهداب وتأتي قصيدة: (حلم كسير الأهداب) للشاعر عبدالرحمن البكري تنزف لوعتها من الغربة، غربة الذات، وغربت الحلم، وغربة الذاكرة معانقة تارة النفي، وتارة الاستفهام الموجع، كما نقوم على المفارقات في أكثر من موضع، وإن كانت من شعر التفعيلة إلا انها تأوي الى قافية واحدة في مقاطعها: ماذا لو فكرت يا أحباب ماذا لو نفذت جريمة وصل وطرق الباب لن أبصر فيهم عطف الود ولا لطف الورد ولا همسات الأهداب ! الرسالة الأخيرة أما قصيدة الاعلامي الشاعر محمد عبدالله التركي التي بعنوان: " الرسالة الأخيرة" فهي تضيء فضاءها من قبس القرآن الكريم لفظا ومعنى في كثير من أبياتها، وهي تحكي قصة جسر آل إلى الهدم بعد عناء السنين، فيحاوره ويشخصّه بأسلوب عذب، ولغة تحمل نكهتها من رياض القرآن الكريم وقافية تتكئ على فواصله: قف قبل هدم التضحيات مليّاً لا تتخذ حلم الصبا سخرياً وانظر بعين العطف منك ألا ترى يحيى هناك وها هنا زكريا آثار خطوي في أديمك لم تزل مذ كنت في درب الحياة صبيا ويستثمر الإعلامي الآخر شاعرنا خالد الغانم المذيع في اذاعة الرياض حفلاً خيرياً ليشدو أعذب القصائد لمعاني الخير والبذل والعطاء التي تنعم بها بلاد الحرمين، فنصغي معه: لا خير في الارض تبقى كنوزها مطمورة البذل معنى وجود الإنسان في المعمورة يزيد من يسعد الناس سعده وحبوره اغتيال الكرامة وتحكي قصيدة (اغتيال الكرامة) للشاعر عاصم العجي الذي يشارك في الملتقى لأول مرة، تحكي هذه القصيدة مأساة العراق الحبيب الذي دنسه الغزاة العلوج برجسهم، واعتدوا على طهر نسائه، فأظلمت شمسه بعد قتل وتشريد الكثير من أبنائه: دنسوها فأظلمت كل شمس واكتسى الصبح بالسواد الخجول دنسوها وبعضنا لم يزالوا في غياب عن المصاب الجليل دنسوها وليس ذلك إلا صورة الخزي في الزمان الذليل مزقوا طهرها بكبر عجيب وهي تبكي بعجزها المستطيل ويكرر الشاعر "دنسوها" هنا إمعاناً في إظهار الأسى لما أصاب العراق من الجراح ، ومشاركة لشعبه الأبي الذي ما زال يقاوم ويجاهد بعناء أعداءه المجرمين أمام صمت العالم، بل تآمره على هذا الشعب المسلم. الشال الأخضر ويمضي شاعرنا الشاب المهندس مؤيد حجازي إلى أفق الطبيعة الغناء فيرسم لنا صورة صادقة لحديقة خاصة نسقها بلمساته الحانية وذلك في قصيدته: (الشال الأخضر)، ويمزج بين الصور الحسية والمعنوية في لوحة ناطقة تحتاج إلى تأمل: أنا شال الربى الأخضر بلوني أصبحت أنضر بضمّة ساعدي الأشقر لخصر التلة الأخضر عليها أنثر الجوهر واعتمد الشاعر بعد المقطع الأول في صياغة القصيدة تدوير الاشطر في محاولة بناء قصيدة عمودية تعتمد التخميس والتفعيلة !! وأخيراً تزداد تألقاً هذه الرياض الشعرية في ملتقى الشباب بمقطوعات نازفة من هموم الوطن للشاعر الفلسطيني أحمد القدومي فشدا بروح محلقة إلى فلسطين والأمل ، فلسطين الشهادة والشجن. تبكي فلسطين الحبيبة شيخها والفجر ينعي سيفها البتارا ومآذن الأقصى الأسير حزينة تبكي الشهيد ترجّع الأذكارا وأنا أسطر بالدموع قصيدتي ودمي يخط توجعي أشعارا يا من تزيّن بالشهادة حلة أضفت على الشيخ الجليل وقارا واحة النثر أما النثر في ملتقى الشباب. فكان خاطرة بعنوان "عشقي" للكاتب فائز الأسمري ومقالة بعنوان: (خدعة باسم الشوق) للكاتب خالد السعيدي، وجاءت خاطرة الاسمري زاخرة بألوان البديع في جمل قصيرة ولغة عذبة، ومضمون مشرق، ومعبّر عن عشق للروح السامية، والقلوب الصافية، وتدل على اقتدار الكاتب في ملامسة نبض وجداننا في جميع فقراتها: كتبت أني أعشق الجمال. أعشقه فقيراً معدما من الكذب والزور، أحببته صافياً كالسماء, عذباً كالنهر، ثقيلاً كالجبال, ثابتاً كالأرض. وقد تميزت مقالة خالد السعيدي - لإلحاح على السخرية والفكاهة في عدة مواضع، كما اتكأت على الحوار وكان يمكن أن تكون أكثر قناعا واشراقا لو تأنى (السعيدي) في كتابتهاز من جهة أخرى يقيم المكتب الاقليمي لرابطة الأدب الاسلامي العالمية بالرياض امسية شعرية يحييها الشاعران محمود بن سعود الحليبي من الاحساء وظافر بن علي السيف من الدمام مساء الاربعاء بمقر المكتب.اعلن ذلك رئيس المكتب د. حسن بن فهد الهويمل.