أرسلت الحكومة العراقية تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، لمنع سقوطها بيد تنظيم «داعش» الذي نجح في السيطرة على مناطق استراتيجية أتاحت له فرض حصار على المدينة التي تضم مبنى المحافظة ومقار قيادة العمليات العسكرية الحكومية. وجرت لقاءات مستعجلة في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس بين مسؤولي الأنبار ونوابهم مع نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ووزير الدفاع خالد العبيدي لمناقشة التطورات الخطيرة في الرمادي، فيما طالب شيوخ عشائر إشراك «الحشد الشعبي». وقال ضابط كبير في «قيادة عمليات الأنبار» ل «الحياة» أمس إن «تعزيزات عسكرية عاجلة وصلت إلى الرمادي قبل ساعات وضمت ثلاثة أفواج مدرعة تابعة للجيش وفوج من جهاز مكافحة الإرهاب وفوجين من الشرطة الاتحادية». وأضاف أن نحو 500 عنصر من أبناء العشائر أعلنوا مشاركتهم في المعارك لحماية الرمادي، وتم التنسيق ليرافقوا القوات الأمنية أثناء سير المعارك الجارية شمال المدينة لاستعادة السيطرة على مناطق نفوذ «داعش». وأشار إلى أن التنظيم يُحِكم سيطرته على منطقة البوفراج الاستراتيجية الواقعة على خط الإمدادات بين بغداد والرمادي وسيطر أمس على منطقة الملاحمة، مؤكداً أن هجوماً واسعاً سيُشن خلال ساعات على معاقل التنظيم. وزاد أن «داعش» قام بتفجير جسر البوفراج الاستراتيجي بالكامل فجر أمس بواسطة سيارة مفخخة لمنع تقدم القوات الأمنية باتجاه هذه المنطقة التي سيطر عليها التنظيم أول من أمس. وأوضح الضابط نفسه أن طيران الجيش العراقي شارك بقوة في ضرب معاقل «داعش» في مناطق السجارية والبو بالي والبو عبيد والحامضية، كما نفذ طيران التحالف الجوي ضربات في مناطق البوعيثة والبوفراج والجزيرة والتأميم. وأفادت مصادر أمنية أن «داعش» واصل عمليات إعدام واسعة بين صفوف السكان في البو فراج والملاحمة من عناصر الشرطة المحلية والصحوات وعدد من شيوخ القبائل بتهمة التعاون مع القوات الحكومية. وأضافت المصادر أن سكان مناطق الشركة والجمعية والورار والشهداء والصوفية اضطروا إلى حمل السلاح والانتشار في مناطقهم لمنع تنظيم «داعش» من الدخول إليها واحتمال ارتكابه مجازر. إلى ذلك، أجرى رئيس الوزراء حيدر العبادي لقاء مع محافظ الأنبار وعدد من المسؤولين المحليين الليلة قبل الماضية لمناقشة تطورات الأوضاع في الرمادي، وأوضح الراوي بعد الاجتماع أن العبادي أوعز بإرسال شحنات اسلحة إلى الأنبار. كما عقد نائب رئيس الوزراء صالح المطلك اجتماعاً ضم محافظ الأنبار ورئيس مجلسها ووزير الدفاع ونواب ووزراء الأنبار لبحث التطورات في الرمادي ولعمل على منع سقوطها بيد «داعش». وأوضح بيان صدر عقب الاجتماع أن وزير الدفاع خالد العبيدي أصدر أمراً بإرسال تعزيزات عسكرية وأسلحة وذخيرة إلى الرمادي على وجه السرعة، لصد هجوم «داعش». وأعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، أمس عن إنشاء صندوق لجمع التبرعات من التجار والمسؤولين لشراء الأسلحة والأعتدة لمقاتلي العشائر، وأوضح أن إنشاء الصندوق جاء بطلب عدد من الشخصيات للتبرع بأموال لشراء ما يحتاجه مقاتلو العشائر. وقال عبد المجيد الفهداوي أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة» إن عدداً من شيوخ الرمادي أعلنوا موافقتهم على مشاركة «الحشد الشعبي» في القتال، مضيفاً أن عدم مشاركتهم كان وراء الانتكاسة الأخيرة بسبب اعتراضات بعض الجهات على دخولهم إلى الأنبار. وتوقع الفهداوي مشاركة «الحشد الشعبي» في المعارك خلال اليومين المقبلين «بعد وعود وردتنا من قادة في الحشد بتقديم الدعم والإسناد في معركة تحرير الأنبار».