شن «داعش» هجوماً مضاداً في الرمادي، تمكن خلاله من السيطرة على شمال المدينة، بعد معارك عنيفة دفعت مئات العائلات الى الفرار سيراً. وأصبح التنظيم على مقربة من المجمع الحكومي في المدينة. وأرسلت الحكومة تعزيزات جديدة الى الأنبار أمس، بعد ثلاثة أيام على بدء عملية واسعة لتحرير المحافظة، وفوجئ الجيش بلجوء «داعش» إلى الهجوم بدلاً من الدفاع، كما شن التنظيم هجوماً على جنوب صلاح الدين، وانفجرت سيارات مفخخة في بغداد. وقال ضابط كبير في مركز العمليات في الأنبار ل «الحياة» أمس، إن «داعش اختار الهجوم لمواجهة العملية العسكرية الواسعة التي بدأت الأربعاء الماضي». وأضاف أن «التقارير أفادت بأن التنظيم استعد لمواجهة العملية منذ أسابيع، خصوصاً أن القوات الأمنية خسرت عنصر المفاجأة بعدما أعلنها المسؤولون مطلع الشهر». وأوضح المصدر أن «عناصر داعش هاجموا ليل الخميس– الجمعة مناطق شمال الرمادي وهي البوفراج والبوبالي والحميرة والحوز والطاش». وأشار إلى انه «سيطر فجر اليوم (أمس) على البو فراج بالكامل بعد هجوم بسيارات مفخخة وانتحاريين اضطرت قطعات من اللواءين 34 و37 والعشائر إلى الانسحاب». وزاد أن «داعش يتقدم باتجاه وسط الرمادي ويبعد حوالي نصف كلم عن المجمع الحكومي الذي يضم مقار الجيش والمحافظة ومجلسها»، ولفت الى إن «تعزيزات عسكرية عاجلة من القوات الخاصة وصلت الى المدينة لصد الهجوم». وقال عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي في اتصال مع «الحياة» إن «داعش الإرهابي أعدم العشرات من سكان البوفراج بعد سيطرته على المنطقة، بتهمة التحالف مع القوات الأمنية». ولفت إلى أن «أزمة نزوح حصلت في مختلف مناطق الرمادي، خصوصاً من البوفراج حيث وصل الى مركز المدينة مئات العائلات التي تركت منازلها وهربت سيراً على الأقدام بسبب اشتداد المعارك والمخاوف من إعدامات داعش». وتعرض موكب عسكري ضم قائد عمليات الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي وقائد الشرطة في المحافظة اللواء الركن كاظم الفهداوي إلى تفجير بسيارة مفخخة، من دون أن يصابا بأذى. وفرضت السلطات الأمنية حظراً للتجول في الرمادي أمس ترافق مع تشديد الإجراءات الأمنية حول المساجد بعد ورود معلومات عن تسلل انتحاريين الى المدينة. وحمّل عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان النائب محمد الكربولي رئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية مسؤولية تدهور الوضع، وقال في بيان إن «الرمادي تتعرض لهجمة إرهابية شرسة في محاولة لاقتحامها». وأضاف أن «ذلك يرجع الى قلة الدعم والإسناد ونقص التجهيز والعتاد لقوات الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر». وأعلنت «كتائب حزب الله» مشاركتها في معارك الأنبار، وأوضحت في بيان أمس أنها «نشرت وأطلقت صواريخها على أطراف منطقة السجارية لمساندة أبناء العشائر التي تشارك في العملية، لتطهيرها من داعش». وفي صلاح الدين، شمال بغداد، شن «داعش» هجوماً مباغتاً على قضاء الدجيل، جنوب تكريت، وخاض اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن ادت إلى قتل وإصابة العشرات من الطرفين. وأوضح مصدر امني أن اشتباكات اندلعت في ساعة متأخرة ليل أول من امس بين عناصر من «داعش» والقوات المشتركة من الجيش و «الحشد الشعبي» في قضاء الدجيل أسفرت عن قتل عشرة عناصر من التنظيم وخمسة من القوات المشتركة وإصابة 22 آخرين. في بغداد قتل وأصيب العشرات بتفجيرات عدة ضربت العاصمة صباح أمس واستهدفت مناطق متفرقة أعنفها تفجير في منطقة الكرادة أسفر عن قتل وإصابة 15 شخصاً.