تواصل القوات الأمنية وحلفاؤها من العشائر في مدينة الرمادي مركز الأنبار، صد هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على المدينة وضواحيها. وتواصلت الاشتباكات أمس بين الطرفين في مناطق محدودة، كما تدخل طيران التحالف الدولي في المعارك. وفي الموصل شمال بغداد، أعلن محافظ نينوى عن استعداد تركيا لتدريب قوات من سكان المحافظة التي ستكلف باقتحام الموصل، وأصبح عدد المعسكرات المخصصة لهذا الغرض ثلاثة. وقال ضابط رفيع المستوى في قيادة عمليات الأنبار ل «الحياة» أمس، إن «القوات الأمنية والعشائر نجحت في صد الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على الرمادي فجر الجمعة»، مشيراً إلى أن الاشتباكات متواصلة مع التنظيم في مناطق محدودة. وأضاف أن تقريراً صدر عن استخبارات الجيش صباح أمس كشف عن أن القوة المهاجمة تكونت من نحو ألفي عنصر، وجاءت من ثلاثة منافذ بهدف إسقاط مدينة الرمادي، واستغلت الظروف الجوية الممطرة لتحاشي القصف الجوي للتحالف الدولي. وأشار إلى أن «موقف العشائر في الرمادي كان له دور بارز في صد هجوم داعش على المدينة، ولولا أبناء العشائر لحصلت نتائج كارثية». وأضاف أن «العديد من أبناء هذه العشائر قتلوا أثناء المعارك لصد الهجوم». من جهة أخرى، قال حسن الفهداوي أحد شيوخ عشائر الرمادي في اتصال مع «الحياة» أمس، إن «هجوم داعش على المدينة كان يستهدف معاقبة عشائر المدينة وتحديداً من عشائر البوفهد والبوعلوان والبوريشة بسبب رفضنا مبايعة التنظيم». ولفت إلى إن «الهجوم تركز على مناطق وجود هذه العشائر شمال الرمادي وغربها وشرقها»، وأشار إلى أن «أبناء العشائر أول من صد الهجوم في ساعاته الأولى ومن ثم وصلت التعزيزات العسكرية لتوقف تقدم التنظيم الذي استقر في مناطق السجرية والمضيج». وانتقد الفهداوي مماطلة الحكومة في تسليح العشائر، وقال إن العشرات من أبناء العشائر قتلوا في المعارك ضد داعش بسبب قلة التسليح، والعشائر لا تطالب سوى تسليح اعتيادي من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة». وأعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت في بيان أمس، أنه اتصل «برئيس الحكومة حيدر العبادي وبالسفير الأميركي في بغداد لإرسال تعزيزات عسكرية عاجلة من الجيش إلى المحافظة». وأعلنت مصادر أمنية في المحافظة أن طيران التحالف الجوي تدخل في المعارك بين قوات الجيش والعشائر وبين داعش ونفذ غارات على أحياء القادسية وشارع النخيل والتأميم. وقال مسؤولون محليون أمس، إن عناصر تنظيم «داعش» قتلوا 25 من أفراد عشيرة سنية خلال هجومهم على مدينة الرمادي غربي بغداد للانتقام على ما يبدو من معارضة العشيرة للإسلاميين المتشددين. وأضاف المسؤولون أنه تم العثور على جثث رجال من عشيرة البوفهد بعد أن شن الجيش هجوماً مضاداً أمس على التنظيم في قرية على الأطراف الشرقية للرمادي. ويأتي الهجوم تكراراً لإعدام مئات من أفراد عشيرة البونمر الشهر الماضي على يد عناصر «داعش» في محاولة لكسر المقاومة المحلية لتقدمهم في محافظة الأنبار التي سيطروا عليها بشكل كبير منذ عدة أشهر. وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أمس، أن «اشتباكاً مسلحاً عنيفاً اندلع بين فرقة المشاة الآلية الثامنة التابعة لوزارة الدفاع، وبإسناد مباشر من قبل قيادة القوة الجوية وطيران الجيش وقوات العشائر والحشد الشعبي وعناصر داعش في منطقة السجارية، شرق الرمادي». وأضافت الوزارة أن «الاشتباكات لا تزال مستمرة لتطهير المنطقة من عناصر التنظيم». وفي الموصل، أعلن محافظ نينوى أثيل النجيفي أمس، نية تركيا تدريب قوات من سكان الموصل لمحاربة تنظيم «داعش» في المدينة. وأشار إلى أنه سيتم فتح معسكر جديد قريباً ليضاف إلى معسكرين آخرين للمتطوعين لاقتحام المدينة. وقال النجيفي في بيان أمس، إنه رافق رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في زيارته إلى معسكر تدريب يتولى فيه الجيش التركي تدريب قوات من البيشمركة، وأبدى أوغلو استعداد بلاده لتدريب المتطوعين من نينوى لمحاربة «داعش». وأضاف النجيفي أن رئيس الحكومة حيدر العبادي طلب من داود أوغلو دعم نينوى في حربها ضد «داعش»، وسيتم فتح معسكر جديد قرب إقليم كردستان بعد أن تم فتح معسكرين آخرين. وفي صلاح الدين، أفادت مصادر في الشرطة بأن «تنظيم «داعش» يواصل هجومه على قضاء بلد جنوب تكريت لليوم الثالث على التوالي، وأضافت أن العديد من قوات الجيش وعناصر الحشد الشعبي قتلوا في المعارك الدائرة لصد الهجوم. وقتلت القوات الأمنية ما يسمى ب «المفتي الشرعي» لتنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة سيد غريب جنوب مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين. وذكرت «قيادة عمليات صلاح الدين» في بيان أمس، أن القوات الأمنية قتلت المفتي الشرعي لتنظيم داعش في منطقة «سيد غريب» غرب قضاء الدجيل جنوب تكريت مركز صلاح الدين. وأضاف أن القوات الأمنية وبدعم من عناصر الحشد الشعبي وعشائر خزرج، سيطرت على طريق منطقة سيد غريب وفرضت حظراً للتجوال فيها لرفع العبوات الناسفة التي زرعها «داعش».