بعد فترة من الخطاب النظري والتوعية الإعلامية التي لم تحقق إقناعاً كبيراً لدى العامة بشأن التطعيم ضد فيروس «أنفلونزا الخنازير»، لم يجد وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة بداً من تقديم خطوة عملية لكسب ثقة المستهدفين من اللقاح، عندما تقدم بنفسه وبإحدى بناته أمام وسائل الإعلام أمس لأخذ أول جرعة. وفاجأ الربيعة الجميع خلال تدشين الحملة الوطنية للتطعيم باللقاح المضاد للفيروس، لمناسبة بدء موسم الحج، في مقر الوزارة في الرياض عندما اصطحب ابنته الأخرى، وأعلن إصابتها بالفيروس في وقت سابق، إذ تمّ إعطاؤها العلاج اللازم فشُفيت، وأنها الآن لا تحتاج إلى اللقاح لأن التحاليل المخبرية أثبتت أن من أصيب بالعدوى سابقا لا ضرورة لأن يأخذ اللقاح. وأوضح أن هذا الإجراء يأتي إنفاذاً للتوجيهات بأن يكون مسؤولو وزارة الصحة أول من يأخذ اللقاح الذي تم تأمينه بكميات كبيرة بعد التأكد من مأمونيته وتسجيله في الهيئة العامة للغذاء والدواء والهيئات الدولية، لافتاً إلى أن اللقاح سيُعطى للمشاركين في أعمال الحج من كل القطاعات الحكومية كمرحلة أولى، مشيرا الى ان السعودية «لم تخطر أي دولة بمنع فئات معينة من أداء فريضة الحج لهذا العام، وإنما وضعت نصائح مشددة للدول». وذكر الربيعة ان السعودية استعانت بخبرات طبية دولية من منظمة الصحة العالمية لإنجاح خطة الوزارة في التصدي لهذا الوباء خلال موسم الحج، منهم 40 طبيباً في غرف العناية المركزة وفي الطب الوقائي، و40 من خبراء أميركيين مسلمين يعملون في مركز مكافحة العدوى. وأضاف أن اللقاحات وزعت على القطاعات الصحية الحكومية بنسب مدروسة، مشيراً إلى أنه يتعين على الحجاج المصرح لهم من وزارة الداخلية الذهاب إلى أحد المرافق الصحية لأخذ اللقاح الذي سيوفر في المناطق اليوم. ولفت إلى أن الوزارة بدأت الاستعدادات باكراً لموسم الحج لكشف الحالات القادمة للبلاد وتم تجهيز المستشفيات للعزل عند الحاجة، وأنه تم اكتشاف إصابتين بهذا المرض لحجاج وافدين من الخارج تم علاجهما. ونفى أن يكون مرض أنفلونزا الخنازير سيحدّ من عدد الحجاج لهذا العام، وأن الإحصاءات تؤكد ازدياد الأعداد عن الأعوام السابقة. وعن موعد البدء في تطعيم الطلاب والطالبات، ذكر أنه سيتم باكتمال نماذج موافقة أولياء الأمور ووصول الدفعة الثانية، وقال: «من المتوقع أن تصل هذه الدفعة خلال الأسابيع المقبلة، فإذا وصلت قبل الإجازة بدأنا بالتطعيم، وإن تأخرت سنبدأ بعد الإجازة». ورفض التشكيك في اللقاح وأنه مختلف عن اللقاح في أميركا، معتبراً أن ذلك مخالف للصواب، «اللقاح تم شراؤه من أكبر الشركات العالمية واستخدمته جميع الدول».