حرصت الحكومة الإسرائيلية على بلورة خطة جديدة لحماية الجاليات اليهودية في مختلف أنحاء العالم، قبل وصولها إلى فرنسا للمشاركة في مظاهرة المليون، اليوم (الأحد)، واتخذت سلسلة إجراءات جديدة ومشددة على الممثليات (الديبلوماسية) الإسرائيلية لضمان أمن العاملين فيها، ومن يحصل على خدماتها من يهود. وأعلن وزير شؤون الاستخبارات يوفال شطاينتس، أن التعاون الاستخباري يأتي في مركز هذه الخطة، وتوقّع التجاوب مع المطلب الإسرائيلي بتكثيف التعاون بين مختلف وكالات استخبارات الدول الغربية في أحداث فرنسا. وشرعت إسرائيل، عبر لجنة خاصة، في بحث العلاقات مع الجاليات اليهودية في فرنسا ودول أوروبية أخرى وسبل تعزيزها، وفي هذا الإطار، ستتم بلورة خطة لهجرة أعداد كبيرة من يهود فرنسا والدول الأوروبية. وفي اول معطيات طُرحت خلال هذا البحث ادّعى وزارة الاستيعاب، أن هجرة يهود فرنسا الى اسرائيل اجتازت، خلال عام 2014، عدد المهاجرين من أوكرانيا وروسيا، وتحولت فرنسا الى الدولة الأولى من حيث هجرة اليهود إلى إسرائيل. وبحسب ادعاءات الوزارة فقد بلغ عدد المهاجرين اليهود من فرنسا خلال العام الماضي 6960 مهاجراً، أي ضعفي عدد المهاجرين في 2013. وفي هذه المعطيات إن نسبة كبيرة من المهاجرين كانت من الشبان، ومن الشرائح المتوسطة. ونُقل عن مسؤولين في الوزارة أن معظم المهاجرين أوضحوا أن سبب هجرتهم يعود في الأساس إلى التخوف من معادة السامية وعدم الشعور بالأمن. وجاء تشكيل لجنة هجرة يهود أوروبا بناءً على طلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، الذي دعا يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل، مساء أمس (السبت)، خلال بيان قال فيه: «إن تنظيمات الإرهاب الإسلامية تحمل أسماء مختلفة ومنوعة، ولكنه تحركها جميعاً الكراهية الدامية والتزمّت ذاته، وإذا تجاهلنا حقيقة الحديث عن إسلام متطرف، يتحدث عن إبادة الحضارة الغربية كلها والشعب اليهودي كله، فإن ما نراه في باريس هو البداية فقط». وتنافس القياديون في إسرائيل، خلال ردودهم على أحداث فرنسا، لتصل المنافسة ذروتها في إعلان حضور واسع لهم في مسيرة المليون في فرنسا، وهو ما أسماه سياسيون ب«المهزلة». فبعد ساعات طويلة من النقاش والضغط، والتقلب في الرأي، قرر نتانياهو السفر إلى باريس للمشاركة، وكان ديوانه قد بدأ في نهاية الأسبوع المنصرم، بالتحضير لمشاركة نتانياهو في التظاهرة، وأجرى مستشاروه اتصالات مع قصر الإليزيه والسفارتين الإسرائيلية في باريس، والفرنسية في تل أبيب، لفحص الترتيبات. وساد الانطباع بأن نتانياهو سيغادر إلى باريس مساء امس، لكن مسؤولين في ديوانه أعلنوا أنه قرر عدم السفر بسبب صعوبة تأمين الحدث الذي سيشمل مسيرة في الشارع. وفي هذه الأثناء عقدت وزارة الخارجية جلسة تقييم للأوضاع برئاسة الوزير أفيغدور ليبرمان، نوقشت خلالها مسألة حماية التمثيليات الإسرائيلية في الخارج، وفي أوروبا خاصة، خشية تعرضها لعمليات. وفي ختام الجلسة أعلن ليبرمان نيته السفر للمشاركة في المسيرة، اليوم (الأحد)، لتمثيل إسرائيل. وبعد عدة دقائق أعلن مكتب الوزير نفتالي بينت، الذي يشغل منصب وزير الجاليات، إلى جانب الاقتصاد، أنه سيشارك في المسيرة، ويلتقي مع الجالية اليهودية الفرنسية. وتم تبليغ ديوان نتانياهو بقرار ليبرمان وبينت، فسارع بعد فترة وجيزة إلى الإعلان بأن قرار سفر نتنياهو إلى باريس لم يُحسم بعد. وبعد ثلاث ساعات، أعلن ديوانه بأنه قرر السفر. ونقلت صحيفة «هارتس» عن مسؤولين إن السلوك الإسرائيلي الرسمي أثار استهجاناً في الجانب الفرنسي، الذي تلقى تقارير متناقضة كل عدة دقائق حول التمثيل الإسرائيلي في المسيرة.