توقّع محللون سياسيون أن تسهم زيارة الملك عبدالله لسورية في حل العديد من القضايا الشائكة في منطقة الشرق الأوسط، وقالوا ل«الحياة»: «هناك بوادر إيجابية تشير إلى أن هذه الزيارة سينتج عنها إيجاد حلول جذرية لحل القضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني، مع إخراج اللبنانيين من نفق تشكيل حكومة جديدة». ولم يستبعدوا أن تشمل المحادثات بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد الملفات الأخرى في المنطقة، كالملفين العراقي والإيراني وحرب المتمردين في اليمن. وقال الأكاديمي والإعلامي الدكتور عبدالرحمن العرابي ل«الحياة»: «زيارة الملك عبدالله لسورية تأتي نتيجة للقاء الذي جمعه بالرئيس السوري بشار الأسد في افتتاح جامعة الملك عبدالله للتقنية آخر أيلول (سبتمبر) الماضي». وحول أجندة المحادثات المتوقع طرحها في لقاء الزعيمين، قال: «هناك عدد من الملفات المشتركة بين البلدين والخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، ولعل من أهمها الملف اللبناني، ويمكن أن تسفر هذه المحادثات عن تقارب في وجهات النظر بين البلدين بما يسهم في إيضاح الصورة، خصوصاً ان تلك الخلافات في وجهات النظر تم استغلالها من بعض الاطراف الخارجية للاشارة الى وجود خلافات سعودية - سورية». مؤكداً أن من أهداف الزيارة هو اعادة العلاقات السعودية - السورية الحميمة المعهودة بين البلدين. ولفت العرابي إلى أن ملفات القضية الفلسطينية ستكون حاضرة، خصوصاً ان السعودية وسورية من الدول المحورية لهذا الملف، وقال: «من المتوقع أن يتم طرح ملف القضية الفلسطينية في المحادثات بين الملك عبدالله والأسد، فكلاهما من دول المحور في هذه القضية، عدا أن الخلافات الفلسطينية في تأجج مستمر في هذه الفترة، ما ينعكس سلباً في الآونة الأخيرة على العلاقات بين الدول العربية». مشيراً إلى أن الدول العربية تطمح للوصول إلى حل جذري لهذه الخلافات، خصوصاً ان الشهور الماضية شهدت انقسامات بين الدول العربية في ما يخص هذا الملف في حرب غزة الأخيرة، وقال: «لا بد ان تكون هناك انعكاسات ايجابية لهذه القضية، بما يضمن اعادة التوازن بين الفصائل الفلسطينية، وإعادة العلاقات العربية - العربية إلى سابق عهدها». وأشار العرابي إلى أن الملف العراقي سيكون حاضراً، خصوصاً ان الرياض ودمشق من دول الجوار، وهناك ملفات مشتركة في ما يبنهم بخصوص هذا الملف. ولم يستبعد العرابي حضور الملف الإيراني في المحادثات السعودية - السورية، وقال: «من المتوقع أن يكون الملف الإيراني حاضراً في هذه المحادثات وبقوة، خصوصاً ان إيران تدخل في الملفات السابقة جميعها». وأضاف: «دخول الملف الإيراني لن يكون بالتصور الغربي، بل ستكون محورية في القضايا والملفات العربية، خصوصاً في ما يتعلق بالملفين اللبناني واليمني وغيرهما». ويتفق معه وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للتطوير الدكتور سالم سحاب بقوله: «ان زيارة الملك عبدالله لسورية تحمل في أجندتها، الكثير من القضايا والملفات التي تخص المنطقة». وأضاف: «من أهم تلك الملفات الملف اللبناني، لاسيما ان هناك اختلافاً في وجهات النظر السعودية والسورية بشأن هذا الملف، ما يتطلب اجراء محادثات للوصول إلى اتفاق مشترك، خصوصاً في ظل غياب تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان». وأضاف: «كما تبرز القضية الفلسطينية بقوة في أجندة المحادثات بين البلدين، اذ لا بد من إيجاد حلول لحل النزاعات بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني». متوقعاً دخول الملف اليمني الى هذه المحادثات، خصوصاً «ان مشكلات المتمردين الحوثيين في اليمن أصبحت أكثر تعقيداً في الآونة الأخيرة في ظل استمرار الحرب مع الحكومة اليمنية». ويرى سحاب أن سورية والسعودية يمكن أن تلعبا دوراً كبيراً في فض هذا النزاع بين الحكومة والمتمردين، ومن المتوقع أن تسفر هذه المحادثات عن حلول لهذا الملف.