«لا يعتقد احد ان شخصية «هالة» بعيدة من الواقع. إذ قابلت حالات مثل حالها، ولكن لم أستطع أن اقتنع بمبرراتهم لبيع أطفالهم لأن عقلي لم يستوعب أي مبرر لذلك»... بهذه الكلمات تستهل الفنانة ليلى علوي حديثها عن الشخصية التي جسدتها في الجزء الاول من أحدث مسلسلاتها «حكايات بنعيشها»، أي شخصية «هالة» التي أتقنت أداءها بشهادة كثر. وكانت ليلى فاجأت الوسط الفني بتمردها على النمط الدرامي المصري السائد منذ سنوات طويلة، إذ قررت تقديم مسلسلين منفصلين في رمضان، يجمعهما اسم واحد «حكايات بنعيشها»، يتكون كل منهما من 15 حلقة فقط وبإنتاج سينمائي. عن هذه الخطوة تقول: «هي محاولة جريئة لكسر نمط الدراما السائد. إذ كنت أسأل لماذا لا نحاول التجديد، وسرعان ما وجدت أناساً يشاركونني تفكيري. تحدثت في البداية مع المخرج عمرو عرفة، وكنت أتمنى تقديم 3 حكايات وبأسلوب سينمائي، تماماً مثلما أقدم أعمالي السينمائية التي إذا نظرت إليها، تكتشف ان كل شخصية مختلفة عن الأخرى. والحق أن ما شجعني لتقديم «حكايات بنعيشها» فيلم «البنات والصيف» الذي عرض ثلاث حكايات». وتضيف: «في البداية كان هدف المشروع إحداث تغيير في شكل الصورة الدرامية وتغيير في الصوت والإخراج وكل شيء. وكان في بالي حينها مسلسل «مجنون ليلى»، ووجدت ترحيباً من محمد رفعت على اختصار الحلقات الى 15. وبعدها بيومين فوجئت بالمخرج عمرو عرفة يعرض عليّ «هالة والمستخبي» وبدأنا المشروع». وتعترف علوي بأن التجربة كانت مكلفة من كل النواحي، إلا أن «المنتجين كانوا متحمسين، وشعرنا الآن أننا حققنا شيئاً مختلفاً في الدراما». وعن شخصية «هالة» التي جسدتها في الحكاية الأولى تعترف علوي بأنها شخصية صعبة جداً ومرهقة، «اضف الى ذلك ان الأطفال الخمسة في المسلسل يحتاجون الى معاملة خاصة، ولكن كل هذا في خانة، وفكرة ان تبيع ام ابنها في خانة اخرى. والحق انني لم أكن لأتخيل يوماً أن أصادف أماً تبيع أطفالها لأي سبب كان، الى ان قابلت والدين اعترفا لي ببيع طفلهما مقابل ثمانية آلاف جنيه لتجهيز ابنتهما للزواج. ولا انكر انني بعد هذا اللقاء صارت لدي علامات استفهام كثيرة، ولا ازال غير مقتنعة بأي مبرر لجرم من هذا القبيل. فالأم، كما أعرف، ممكن أن تبيع نفسها لتربي أطفالها لا العكس». وتعبّر علوي عن سعادتها بالتعليقات الإيجابية على دورها، وتقول: «أسعدني الأمر كثيراً، ولا أخفي انني كنت أحتاج إلى هذا الدعم لأن كل إنسان يحتاج الى تشجيع يعطيه طاقة للاستمرار عندما يحقق إنجازاً جديداً». وعن تقديمها الشخصيتين في وقت واحد، تقول: «المضطر يركب الصعب. لكن ما سهّل علي الامر أنني حضّرت للشخصيتين جيداً، وكانت الفترة الأصعب عندي هي التوفيق بين تصوير «مجنون ليلى» ومشاهدة «هالة والمستخبي» في الوقت ذاته». وعن استعانتها بمخرجي سينما في المسلسلين بدلاً من مخرجي تلفزيون، تقول: «بدأنا التصوير في وقت متأخر، وكان معظم مخرجي التلفزيون مشغولين. وكانت مريم أبو عوف ومحمد علي في ذهني من بين الأسماء التي فكرت فيها، وكل منهما مناسب للعمل الذي أخرجه». وحول بعض الآراء التي تبين ان نجاح «هالة والمستخبي» سيؤثر في «مجنون ليلى»، تقول: «كنت أعتقد ذلك، ولكن رد الفعل مطمئن جداً، وشخصية «ليلى سلام» قريبة جداً منا، إذ تشبه كثراً من المصريين». ليلى علوي التي حققت نجاحاً كبيراً - منذ ظهورها في الثمانينات - جعلها نجمة سينمائية وتلفزيونية من الصف الأول تؤكد أن جيلها لا يزال في الصدارة الفنية وله وجوده وأعماله المميزة. وعن فكرة تخليها عن الفن لأي سبب، تقول: «أتوقف مضطرة عندما لا أجد عملاً مناسباً مثلما حدث في العامين الماضيين حين عرضت علي مسلسلات اعتذرت عنها لعدم اقتناعي بها».