شكّلت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني أمس، هيئة تضم خبراء «تُشرف» على تنفيذ اتفاق جنيف المبرم بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، فيما طالب 150 نائباً بإطلاعهم على فحوى الاتفاق. وقال الناطق باسم اللجنة حسين نقوي حسيني إن الهيئة سيقودها رئيس اللجنة علاء الدين بروجردي، مبرراً تشكيلها ب «التأكد من حسن تنفيذ الاتفاق والإشراف على زيارات مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والخبراء الدوليين المنشآت النووية الإيرانية». وأضاف أن البرلمان قرر تشكيل الهيئة ل «تبديد قلق نواب وأعضاء في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، إزاء آليات تنفيذ اتفاق جنيف». وأشار إلى أن الهيئة ستضمّ، إضافة إلى بروجردي، ثلاثة رؤساء للجان فنية في لجنة الأمن القومي. أما عضو اللجنة سيد باقر حسيني، فرجّح أن تضمّ الهيئة 6 أعضاء من لجان برلمانية، بينها الاقتصاد والصناعة والطاقة. في الوقت ذاته، وجّه 150 نائباً رسالة إلى رئيس البرلمان علي لاريجاني، تحضّه على أن يطلب من الحكومة إطلاعهم على «كل بنود» اتفاق جنيف، و «عدم إبقائه سرياً». وقال النائب محمد سليماني إن لاريجاني «أكد أنه على رغم كونه أحد رؤساء السلطات الثلاث الذين اطلعوا على تفاصيل مفاوضات جنيف، لكنه يدعو إلى إطلاع النواب على فحوى الاتفاق، مثل الكونغرس الأميركي». وأضاف النائب: «إذا كان الاتفاق سرياً، يجب ألا تنشره وسائل إعلام في الدول الست، لكننا لا نريد الإفصاح عن تفاصيله».أما النائب إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي، فقال إن طهران «لا تثق بالغرب، وهي بدأت تنفيذ التزاماتها طبقاً لاتفاق جنيف، ولن تتوانى عن الرد بحزم على الغرب إذا نكث عهوده». وبعد بدء إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) تنفيذ اتفاق جنيف، أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، أن «حق تخصيب اليورانيوم يُعتبر خطاً أحمر بالنسبة إلى إيران، والوفد المفاوض لم يتراجع عنه». واتهم «الغربيين» بالسعي إلى «القضاء على الإجماع الداخلي» في إيران، مضيفاً: «لذلك علينا التحرّك في مسار وحدة وتضامن». واستدرك أن هذا الأمر «لا يعني عدم توجيه نقد بنّاء في مسار تعديل الأمور وتصحيح المسار». ولفت إلى أن طهران التي جمّدت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، «تملك مخزوناً من هذا اليورانيوم (يكفيها) لثلاث أو أربع سنوات»، مشدداً على أن بلاده «لم تخسر شيئاً بتجميدها التخصيب بتلك النسبة»، إذ أكد أن استئناف ذلك لن يتطلب أكثر من «ساعات». وكرّر صالحي أن إيران «لا تواجه أي قيود في اختبار أجهزة طرد مركزي وتطويرها»، مشيراً إلى أن أجهزة الطرد الجديدة «تفوق قوتها الجيل السابق 15 مرة». نتانياهو في المقابل، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى «وقف البرنامج النووي العسكري الإيراني»، مضيفاً: «وسيتم إيقافه». وزاد في مؤتمر صحافي مع نظيره الكندي ستيفن هاربر في القدس: «إيران نووية لن تُعرّض إسرائيل فقط لخطر، بل ستهدد السلام والأمن في منطقتنا، ما سيؤمن مظلة نووية لوكلائها الإرهابيين». وتابع: «سيُطلق ذلك سباق تسلح نووي متعدد الأطراف في الشرق الأوسط، وقد يحوّله برميل بارود نووي». وكان هاربر أبلغ الكنيست (البرلمان) الإسرائيلية، أن كندا «ستُبقي كامل عقوباتها» على إيران. في غضون ذلك، أعلن مستشار للرئيس الإيراني حسن روحاني أن الأخير سيتوجّه اليوم إلى دافوس للمشاركة «ضيف شرف» في «المنتدى الاقتصادي العالمي». على صعيد آخر، أعلنت طهران أن المدمرة «سبلان» وحاملة المروحيات «خارك» غادرتا مرفأ «بندر عباس» جنوبإيران، متجهتين إلى المحيط الأطلسي للمرة الأولى، في رحلة تستغرق 3 أشهر تقطعان خلالها 25 ألف كيلومتر. وقال قائد البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري، إن الأسطول الذي يضمّ حوالى 30 بحاراً، «مهمته تأمين الخطوط الملاحية الإيرانية في المياه الحارة، وتعليم الكوادر الجديدة».