غيّب الموت أمس أيقونة كرة القدم البرتغالية أوزيبيو دا سيلفا فيريرا عن 71 عاماً، بعد تعرضه لسكتة قلبية. وفارق أوزيبيو الشهير ب«الفهد الأسود» الحياة باليوم نفسه الذي ولد فيه عام 1942 في الموزمبيق المستعمرة البرتغالية السابقة. وبحسب ناديه السابق بنفيكا، فإن أسطورة الكرة البرتغالية فارق الحياة بعد تعرضه لسكتة قلبية، مشيراً إلى أنه ظل يعاني خلال الأعوام الأخيرة وهو داخل المستشفى لمشكلات صحية مختلفة. ففي أوائل 2012، أدخل إلى المستشفى ثلاث مرات في غضون شهرين، لعلاج أزمة ارتفاع ضغط الدم والتهاب في رئتيه وآلام شديدة في الرقبة. وفي يونيو 2012، أدخل إلى مستشفى دا لوز في لشبونة بسبب جلطة دماغية، ثم أدخل إلى مستشفى في مدينة بوزنان البولندية بسبب ارتفاع في ضغط الدم. وتألق أوزيبيو صانع أحلام البرتغاليين طوال مسيرته الكروية مع نادي بنفيكا، الذي بدأ اللعب معه قبل بلوغ ال18 من عمره، واشتهر طوال مشواره كأحد أفضل الهدافين في أوروبا، إذ تمكن من تسجيل 317 هدفاً في 301 مباراة، وأسهم في إحراز الفريق البرتغالي كأس الأندية الأوروبية (دوري أبطال أوروبا حالياً) عام 1962 على حساب ريال مدريد العتيد، بقيادة الأسطورة دي ستيفانو. وفي 1974، تحول أوزيبيو إلى أميركا، حيث خاض تجربة قصيرة هناك ومنها إلى كندا، قبل أن يلتحق بالمكسيك، حيث أنهى مشواره الكروي الحافل بالألقاب والتتويجات والنياشين، كان أبرزها إقامة مجسم له بمدخل مقر نادي بنفيكا البرتغالي تقديراً لعطاءاته مع النادي والمنتخب البرتغالي على السواء. وظهر أوزيبيو للمرة الأولى مع المنتخب البرتغالى في أكتوبر 1962 ضد لوكسمبورغ، قبل أن يلمع نجمه بقوة معه في كأس العالم 1966 بإنكلترا مقدماً أداء رائعاً جعل الكثيرين يقتنعون بموهبته الفذة، ليقود منتخب بلاده إلى احتلال المركز الثالث في مونديال 1966 بعد إحرازه تسعة أهداف كاملة. كما توج النجم البرتغالي ب11 لقباً لبطولة الدوري البرتغالي مع ناديه بنفيكا و5 بطولات كأس محلية، علاوة على كأس أوروبا للأندية البطلة «دوري أبطال أوروبا حالياً» عام 1962، والتأهل لنهائي البطولة ذاتها 3 مرات أخرى، كما حصد على المستوى الشخصي لقب الحذاء الذهبي عامي 1968 و1973. ومثلما فعل حين كان لاعباً، نجح أوزيبيو أخيراً في توحيد الجماهير حوله والإشادة بموهبته وإنجازاته التي جعلت منه أفضل لاعبي البرتغال على الإطلاق، وذلك رداً على مقارنته بنجم ريال مدريد الحالي كريستيانو رونالدو حول تقويم الإنجازات التي حققها الأول خلال عقدي الستينات والسبعينات، والتي حققها الثاني خلال العقد الأخير. واستشاط الرجل الهادئ في طباعه غضباً مما اعتبره حينها ب«المقارنة الظالمة»، مضيفاً: «لعبت نحو 60 مباراة فقط وسجلت كل هذه الأهداف، بينما لعب رونالدو 106 مباريات». ويمتلك أوزيبيو 41 هدفاً في 60 مباراة دولية، بينما سجل رونالدو 43 هدفاً في 106 مباريات. وأوضح أوزيبيو: «متوسط أهدافي مع البرتغال أفضل من رونالدو، إذ أمتلك 0.64 هدف في كل مباراة، في مقابل 0.40 هدف لرونالدو». واختتم: «أشعر بالحزن لمقارنتي برونالدو». وانضم النجم السابق للريال والإنتر لويس فيغو إلى صف المؤيدين «للفهد الأسود»، معتبراً إياه «الأفضل على الإطلاق». وقال فيغو: «أعتقد أن إيزيبيو لا تمكن مقارنته بأي شخص، بالنسبة إلي هو الملك»، مشيراً إلى أن «أية مقارنة تعتبر كريهة بالنسبة إليه». وأضاف: «من غير الموضوعي تحديد من هو الأفضل، بين أوزيبيو كريستيانو رونالدو لويس فيغو ومارادونا أو أي لاعب آخر لأن كل شخص له رأي». أما نجم النادي الملكي كريستيانو رونالدو الذي هوّن حينها من هذه المقارنة، معتبراً أن «الملك يبقى الملك»، فأعرب أمس عن حزنه لرحيل الأسطورة وصانع أحلام البرتغاليين ودوّن على حسابه الشخصي في «تويتر»: «ستظل للأبد أوزيبيو، فلترقد روحك في سلام».