أكد رئيس الدائرة السياسية في الأممالمتحدة جيفري فيلتمان أن الصلاحيات التنفيذية الكاملة للهيئة الحاكمة الانتقالية في سورية، والتي على مؤتمر «جنيف - 2» أن يؤسسها تشمل السلطة على الجيش والقوى الأمنية. وقال إن الغاية من عقد جنيف 2 إطلاق عملية سياسية بقيادة سورية «ليس لإدارة الوضع القائم، بل للوصول إلى سورية جديدة»، مشدداً على ضرورة أن يعي المشاركون في المؤتمر ذلك. وقال فيلتمان في حديث إلى «الحياة» إن «ثمن عدم محاولة عقد مؤتمر «جنيف - 2» أكبر بكثير من مخاطر إمكانية الفشل فيه». واعتبر أن «الفشل في عقد المؤتمر واستمرار القتال في سورية سيوصلانا إلى السيناريو الذي يتحدث عنه الرئيس السوري بشار الأسد المتعلق بإمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية العام المقبل. وشدد على أن مشاركة «حزب الله» في القتال في سورية إلى جانب النظام «تزيد التوتر الطائفي في سورية والمنطقة، وهي انتهاك لسياسة الحكومة اللبنانية في النأي بالنفس». وأبدى فيلتمان تفهمه «لإحباط» المملكة العربية السعودية من دور مجلس الأمن في إنهاء العنف في سورية مؤكداً تمسك الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء المحاسبة وإنهاء الحصانة عن الجرائم في سورية. وهنا نص الحديث: بالنسبة إلى المحاسبة في سورية، الأمين العام للأمم المتحدة قال إنه يدعم إنهاء الحصانة على رغم أن ما رأيناه أخيراً بالنسبة إلى سورية أن الحصانة بعثت من جديد وأن المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية ميتة. وعلى رغم أن الأمين العام كان قال إن نظام الرئيس الأسد ارتكب جرائم ضد الإنسانية فقد تم إسكاته من خلال الاحتفال بدور الأممالمتحدة الذي تم إحياؤه بقرار مجلس الأمن 2118. - لن أبالغ في وصف ما يعني أن يكون هناك قرار في مجلس الأمن عن الأسلحة الكيماوية. أنه بالغ الأهمية ويظهر أن مجلس الأمن يمكنه أن يعمل في موقف موحد حتى على مسألة كان منقسماً حولها، على غرار سورية، لكن هذا ليس الكلام النهائي عن سورية. الأمين العام ملتزم بقوة مسألة المحاسبة وإنهاء الحصانة. لكن ما معنى هذا الكلام الآن في وقت لم ينقل فيه أحد هذا الملف إلى المحكمة الجنائية. ما الذي تم إنجازه سوى الكلام في موضوع المحاسبة وإنهاء الحصانة عن الجرائم في الملف السوري؟ - لم ينس أحد قضية المحاسبة، وتم التطرق إليها في عدد من نقاشات مجلس الأمن ولكن الآن عندنا مشكلة آنية وهي أن نوقف القتل ونتجنب المزيد من الموت والمزيد من التدمير، ولنتأكد أن الأممالمتحدة تفعل ما في وسعها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى من هم بحاجة. هذه قضايا مهمة إذ أن هناك حرباً أهلية في سورية ونحن نتطلع إلى طرق لإيقافها. لا أقول إن المحاسبة تم تناسيها وأنها وضعت في المقعد الخلفي، ولكن هناك حاجة طارئة للتوصل إلى حل سياسي، وهناك حاجة طارئة لإيصال المساعدات الإنسانية، ونحن نعمل على جمع مجلس الأمن حول هذه الحاجات. هل من جديد حول الممر الآمن للمساعدة الإنسانية؟ أنتم تعملون جاهدين للتأكد من أن المفتشين عن الأسلحة الكيماوية يقومون بعملهم بشكل جيد، لكن لا تفعلون الكثير بالنسبة إلى الممر الإنساني. هل ستفعلون أي شيء في شأن ذلك؟ - أعتقد أننا نفعل أكثر. من المؤكد تماماً أن هناك مناطق في سورية من الصعب جداً جداً الوصول إليها، وسمعنا فاليري آموس تتحدث عن صعوبة التحرك. في بعض الحالات منعتنا الحكومة من الوصول إلى مناطق معينة، وأحياناً كانت هناك صعوبة في الحصول على موافقة رسمية بالتحرك، وأحياناً أخرى في عبور نقاط يسيطر عليها «المتمردون». الأمر صعب. إضافة إلى ذلك لدينا قضية الموارد، وتلبية الحاجة إلى تأمين الموارد لتأمين المتطلبات. هل هناك أي حديث جدي الآن عن فتح ممرات إنسانية في بعض المناطق؟ - ممرات إنسانية؟ لإيصال المساعدات إلى سورية. - ما نفعله في سورية أمر يحتاج جهداً ويستغرق وقتاً طويلاً، أننا نتفاوض على عدد من الطرق الآمنة من جانب إلى جانب آخر من البلاد لنصل إلى من هم بحاجة للمساعدة. في بعض الحالات يعني ذلك أن نتوصل إلى وقف موقت للعنف، في حالات أخرى يعني التعامل مع عدد من الهيئات الرسمية والمجموعات المسلحة لكي نستطيع أن نعبر الحواجز. لا أرى أن هناك أي دعم للتوصل إلى تدخل عسكري يمكن أن يؤدي بشكل مادي ملموس إلى إنشاء ممرات إنسانية. ما علينا أن نفعله هو مواصلة العمل حالة بحالة لنصل إلى من هم بحاجة. لدينا بعض النجاحات لكن من الأكيد أننا نحتاج إلى أن نصل إلى المزيد من الموارد والمزيد من القدرة على الدخول. موقف الحكومة السعودية كان واضحاً في وصف فشل الأممالمتحدة في معالجة مسألة المحاسبة، وأعلنت أنها لا تريد المقعد في مجلس الأمن. هل ترى أن ما يقوله السعوديون صحيحاً؟ - أنا على اتصال مع المملكة العربية السعودية في شأن سورية من خلال دوري في الأممالمتحدة ومقتنع أنه بغض النظر عن الدور الذي ستختاره السعودية لنفسها داخل نظام الأممالمتحدة، ستبقى شريكاً أساسياً لنا في محاولة التوصل إلى حل في سورية. جميعنا محبط بسبب حقيقة أننا لم نستطع أن نجد الوسيلة الصحيحة، والإجماع السياسي لكي نفرض وقف القتال في سورية. جميعنا محبط، وبالتالي أنا أتفهم إحباطهم. هدفي هو أن أفعل ما أستطيع لبناء شراكة مع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، ودول أعضاء مهمة كالسعودية، للعمل مع شركاء آخرين في نظام الأممالمتحدة لتلبية الحاجات الطارئة وللتوصل إلى حل سياسي. هل تعتقد أن السعودية ستغير موقفها وتقبل مقعد مجلس الأمن. ما هو الجهد الذي تبذلونه في الأمانة العامة للأمم المتحدة، إن كنتم تبذلون أي جهد، لإقناعها بتغيير رأيها؟ - هذه قضية متعلقة بدولة عضو في الأممالمتحدة، وهو قرار سيادي تتخذه المملكة العربية السعودية، ونحن منخرطون معها كدولة مهمة، وكلاعب أساسي في الشرق الوسط وكداعم أساسي لمؤسسات الأممالمتحدة التي تتعدى الشرق الأوسط، بغض النظر عما إن كانت السعودية عضواً في المجلس أم لا. هل هناك أي جهد من الأمانة العامة للأمم المتحدة لمحاولة إقناع السعودية بتغيير رأيها؟ - هذه مسألة سعودية، لكن سنعمل معها بغض النظر عن وضعها في منظمة الأممالمتحدة. تعلم أن جريدة «الأخبار» نسبت إليك كلاماً مسيئاً إلى المملكة العربية السعودية، والإشاعات في لبنان تقول إنك قلت هذا الكلام لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي عندما التقيته في نيويورك. - هذه ليست المرة الأولى التي تفشل فيها «الأخبار» في التحقق من أخبارها. وهي ليست المرة الأولى التي تُفبرك فيها أقوالاً منسوبة إلي. نحن أصدرنا بياناًَ يوضح أن تلك المقالة لا تعكس موقفي، وعلى وجه الخصوص لا تعكس الشراكة القوية بين الأممالمتحدة والمملكة العربية السعودية. إذاً أنت تنفي كل ما نسب إليك؟ - نعم أنا أنفي ذلك علناً. هل ناقشت مع رئيس الوزراء اللبناني الدور السعودي؟ - التقيت رئيس الحكومة ميقاتي عندما كان هنا وناقشنا جهوده في العمل مع الرئيس ميشال سليمان لحماية لبنان من تمدد الأزمة من سورية. ناقشنا ما يمكن الأممالمتحدة أن تفعله لدعم جهوده وجهود الرئيس سليمان لدعم لبنان سياسياً ومالياً ولمساعدة المكونات اللبنانية في حاجتها الماسة جداً لتلبية حاجات اللاجئين السوريين. لنناقش العملية السياسية التي أنت منخرط بها بقوة، تلك المتعلقة بمؤتمر جنيف. الرئيس الأسد قال بوضوح إنه ليس هناك ما يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وفهمت أيضاً أن الممثل الخاص الأخضر الإبراهيمي أراد أن يوقف إمكانية ترشح الأسد للانتخابات المقبلة. هل لديكم موقف في هذا الشأن؟ هل تعتبر الأممالمتحدة أن للرئيس الأسد الحق، أم ليس له الحق، في الترشح للانتخابات؟ - لا أعتقد أنه يعود إلى الأممالمتحدة أن تختار قادة سورية. يعود إلى السوريين أن يختاروا قادتهم، وهذا مبدأ أساسي. ولكن في الوقت نفسه لا أعتقد أنه عندما نتحدث عن حل سياسي لسورية نكون نتحدث عن إدارة الوضع القائم، أو إدارة الوضع القائم حتى لنقل مثلاً كانون الثاني (يناير). ما نتحدث عنه هو جمع السوريين معاً للتوافق على فكرة عملية انتقالية يقودها السوريون نحو سورية جديدة، التي يتم التوصل إليها من خلال الإجماع ومن خلال قيادة سورية ولكن على تمثل بداية يوم جديد بالنسبة إلى الشعب السوري. كيف يمكنك أن تقول ذلك؟ الأمين العام يقول إن الرئيس السوري ارتكب جرائم ضد الإنسانية، وفي الوقت نفسه تقول إن أراد الأسد أن يترشح للانتخابات المقبلة فهذه مسألة داخلية؟ - لم أقل ذلك. أنت تنسبين كلاماً إلي... لا، الأمين العام للأمم المتحدة قال إن الأسد ارتكب جرائم ضد الإنسانية... - نعم، لكن لم يقل أي منا إن من الممكن للرئيس الأسد أن يترشح للانتخابات المقبلة. لم يقل أحد منا ذلك. ولا يعود لنا أن نقول من يجب أن يقود سورية. ما أقوله هو أنه لكي ينجح الحل السياسي في سورية من وجهة نظرنا، يجب أن يكون بقيادة سورية وأن يتم التوصل إليه بالقبول المتبادل، وأن يتم من خلال طاولة المفاوضات، لكن يجب أن يقود إلى يوم جديد في سورية وإلى سورية جديدة. وأعتقد أن الممثل الخاص المشترك الإبراهيمي استخدم كلمات مماثلة في وصف ذلك. لذا يمكن أن نرى أن المفهوم الذي نعمل لأجله هو بناء زخم نحو شيء جديد يمكن الشعب السوري نفسه أن يستثمر فيه تطلعاته وآماله نحو شيء أفضل، بعد قرابة 3 سنوات من المعاناة. كيف تقرأ بيان مجموعة أصدقاء سورية، هل يعكس اتفاقاً على أن بشار الأسد يمكن أن يكون له دور ما؟ في بداية العملية الانتقالية، أم في منتصفها أم نهايتها؟ أم لا دور له على الإطلاق؟ - الأممالمتحدة ليست طرفاً في مجموعة «لندن 11»، ولم نشارك في الاجتماع. الأممالمتحدة هي من سيعلن عن مؤتمر جنيف ونحن نجري اجتماعاتنا التحضيرية داخلياً في الأممالمتحدة ومع الدول الأساسية بما فيها الاتحاد الروسي والولايات المتحدة لكن أيضاً مع غيرهما. ولكن كان هناك شيء في ذلك البيان وجدته مشجعاً جداً، على غرار الدفع الأساسي نحو مقاربة سياسية لإنهاء الحرب الأهلية في سورية، أما إطار المؤتمر فأعتقد أننا ما زلنا نعمل على إنجازه. هل لديكم أي وضوح حول هدف «جنيف - 2»؟ هل هو تطبيق «جنيف - 1»، على رغم القراءات المختلفة التي أدت إلى الجمود في مجلس الأمن بين الروس من جهة والأميركيين والدول الغربية من جهة أخرى. هل مطلوب مسبقاً من المشاركين في «جنيف - 2» أن يعلنوا بشكل لا لبس فيه تبنيهم واعترافهم ببيان «جنيف - 1»؟ - هناك قراءات مختلفة ل «جنيف - 1» لكن هناك مبدأ أساسي في بيان جنيف الصادر في حزيران (يونيو) 2012 والخطة التي تضمنها، وهو تأسيس هيئة حكم انتقالية بالتوافق المتبادل تكون لها الصلاحيات التنفيذية الكاملة. هذا هو المبدأ الأساسي، وهو ما أتحدث عنه عندما ننظر إلى العملية السياسية للتوصل إلى يوم جديد في سورية، إلى سورية جديدة، ليس من خلال فرض ذلك ولكن بناء على مفاوضات بين قادة المعارضة والحكومة ومتفق عليه بالتوافق المتبادل بين قادة الحكومة والمعارضة. نريد أن يكون هناك دعم كامل لذلك من المشاركين في المؤتمر، ومن المنطقة والمجتمع الدولي. من المهم للسوريين بغض النظر في أي جانب من الحرب الأهلية هم، أن يروا أن كل الداعمين الإقليميين والدوليين يدفعون في الاتجاه نفسه وهو الحل السياسي بناء على هذا بيان جنيف. هل تبني ذلك أمر يجب أن يعلنه كل من سيشارك في «جنيف - 2»؟ - لا أعلم ما إن كان كل من سيأتي إلى المؤتمر، وكل من سيقبل الدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة سيعي أنه موجود هناك في المؤتمر لهدف واحد فقط وهو إظهار الدعم لتطبيق بيان جنيف. هذا يعني أنه أمر سيكون واضحاً في المعايير التي ستحددها الدعوات التي ستوجه إلى المشاركين؟ - هذا هو سبب المؤتمر وأنا مقتنع أن الأمين العام سيجعل ذلك واضحاً عندما يدعو المشاركين، بأننا ذاهبون إلى هناك مع سبب وحيد في بالنا. كنت في موسكو. هل موسكو واضحة في هذا الموضوع؟ أم أن للروس قراءتهم الخاصة حتى الآن حول أساس مؤتمر جنيف؟ هل غيروا موقفهم؟ - نعم كان لدي لقاءات جيدة في موسكو وأنا ممتن لما شهدته من نقاشات صريحة أجريناها. الروس على غرار العديد منا، قلقون من صعود المجموعات ذات الصلة ب «القاعدة» داخل سورية. الجميع يجب أن يكون قلقاً حيال ذلك. وأعتقد أن أحد الأسباب أنهم جددوا من خلال التصويت في مجلس الأمن على القرار 2118 ومن خلال تصريحاتهم وفي لقاءاتهم، الدعم لمفهوم «جنيف - 2» بناء على بيان جنيف الصادر العام الماضي. الفرنسيون واضحون في القول إن الأطراف التي ستشارك في «جنيف - 2» يجب أن تعلن قبول «جنيف - 1». هل هذا هو موقف الأممالمتحدة بأن على الأطراف المشاركة إعلان قبول بيان «جنيف - 1»؟ - لم نوجه الدعوات بعد، الأمين العام للأمم المتحدة لم يرسل بعد أي دعوة إلى مشاركين محتملين. لكن أتوقع بالكامل أنه عندما يرسل الدعوات، سيكون واضحاً فيها ما نتحدث عنه، وهو هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة. نحن لا نتحدث عن... المحادثات في شأن مؤتمر جنيف لم تعد حول ماهية المؤتمر الآن، لأن سبب المؤتمر أمر واضح وهو تطبيق بيان جنيف الصادر العام الماضي. النقاشات خلف الأبواب المغلقة بين الأطراف السوريين ستكون حول من سيكون في الهيئة الحاكمة الانتقالية وما هي آليات نقل الصلاحيات التنفيذية الكاملة، وليس عما إذا كانت الهيئة الحاكمة الانتقالية ستشكل أم لا. من الناحية المنطقية، الانتقال يعني الانتقال بعيداً عن النظام الحالي، نظام بشار الأسد؟ في تلك الحالة ما الذي سيجري لذلك النظام خلال المرحلة الانتقالية، ماذا سيحدث لبشار الأسد؟ - المهم جداً الآن يصبح أقل راهنية عند البدء بتشكيل هيئة الحكم الانتقالية. لأن صلاحيات الدولة ستُعطى لتلك الهيئة بالتوافق المتبادل من خلال عملية التفاوض. فالسؤال عن البنية الحالية لا يجب أن يوضع عقبة أمام المؤتمر، عندما يفهم الجميع أننا ذاهبون إلى المؤتمر لمساعدة السوريين على تأسيس هيئة حكم انتقالية خلال المرحلة الانتقالية. النظام السوري كان واضحاً في أنه إن كنتم تعتزمون نزع الصلاحيات منه وخصوصاً الصلاحيات المتعلقة بالأجهزة الأمنية فأنتم تحلمون. كيف ستتعاملون مع ذلك؟ - قبل الدخول في أي عملية تفاوضية، سواء كنا نتحدث عن حل ديبلوماسي أم حتى عن شراء منزل، غالباً ما لا تُعبر المواقف الأولية عما يمكن التوصل إليه. وهو ما يجعلها عملية تفاوض من دون سقف زمني؟ إن لم تكن هناك قواعد يلتزم بها الأطراف فهي ستصبح... - أنا أشجعك على إعادة قراءة بيان جنيف 2012 وما يقوله عن الصلاحيات وعن الأجهزة الأمنية وعن توصل السوريين أنفسهم إلى اتفاق بالتوافق المتبادل. ماذا يقول البيان عن الأجهزة الأمنية؟ - هناك ذكر لكيفية عملها بما يتوافق مع المعايير الدولية واحترام حقوق الإنسان وأنها أيضاً ستكون خاضعة لسلطة الهيئة الحاكمة الانتقالية. تعني أن الجيش سيخضع للهيئة الانتقالية؟ - هذا ما تم وضعه في خطة عمل جنيف التي اتفق عليها المؤتمرون العام الماضي. إذا أولئك الذين يقولون إن بشار الأسد يجب أن يكون رئيس حرب بسبب وجود حرب في بلاده وعليه الإبقاء على الصلاحيات في يديه باعتباره رئيس حرب، ماذا تقول لهم؟ - لا أعتقد أن الأمر يتعلق بشخص واحد بل بكيفية مساعدة الشعب السوري بأفضل السبل للخروج من الأزمة التي هو فيها منذ 3 سنوات، لتلبية تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل البلاد. الأمر ليس مقتصراً على مصير هذا الشخص أو ذاك. هل كان الأمين العام للجامعة الدول العربية نبيل العربي على حق في شأن الموعد الذي أعلنه لمؤتمر «جنيف - 2» في 23 تشرين الثاني (نوفمبر)؟ - لست في موقع يخولني تأكيد أي تاريخ. الأمين العام للأمم المتحدة أعلن، وهو سيواصل العمل نحو تاريخ محدد في منتصف تشرين الثاني. نحن سنكون مستعدين لوجستياً ومادياً لعقد المؤتمر في أي وقت لكن من الواضح أن هناك الكثير من المواقف السياسية. المعارضة لا تزال تناقش أموراً، لذا لست في موقع يخولني تحديد أي تاريخ. بالنسبة إلى إيران. أنت بعدما زرت طهران، كنت إلى حد ما مهندس القول إن إيران تتحدث بلغة جديدة وأتيت إلى مجلس الأمن لتخبر العالم أن إيران مرنة. هل كانوا مرنين في شأن سورية؟ - ما أستطيع قوله إنه كان هناك أداء جديد في القيادة الإيرانية وهو أمر مساعد. بالنسبة إلى سورية؟ ما وجدته... ليس لي تاريخ طويل من التحدث مع الإيرانيين. لكنك عدت بانطباع جيد، مما كان مفاجئاً. - لم يكن لي الكثير من النقاشات مع الإيرانيين قبل تسلمي هذه الوظيفة (في الأممالمتحدة) لكني وجدت أن الإيرانيين راغبون جداً في المناقشة على مستوى التفاصيل الدقيقة ما نتحدث عنه الآن وهو الانتقال في سورية. علمنا أنهم لم يعلنوا التزامهم بيان «جنيف - 1» في كل اللقاءات الثنائية الرفيعة التي عقدها الرئيس روحاني هنا في نيويورك. هل لديك انطباع مختلف؟ - الانطباع الذي خرجت به أنهم مهتمون جداً بمعرفة ما نفكر فيه في شأن مؤتمر جنيف وهم مهتمون جداً بفهم أهدافنا من المؤتمر. أود أن أعرف موقفهم من بيان «جنيف -1». - انطباعي أنهم لا يزالون يدرسون البيان وما يعني. إذاً حتى الآن لم يعلنوا ولم يبلغوكم التزامهم أو قبولهم بيان «جنيف - 1»؟ - هم أبدوا انفتاحاً كبيراً واستعداداً لمناقشة ما يعني لكن لم أر بعد أنهم يقبلون بالمفهوم العام. غريب أن «حزب الله» يشارك في القتال في سورية إلى جانب النظام، وأنت خبير في معرفة العلاقة بين إيران و «حزب الله»، وتعلم أن هناك دوراً فاعلاً لإيران داخل سورية في انتهاك لقرار من مجلس الأمن صدر تحت الفصل السابع، وعلى رغم ذلك تفكرون في دعوتهم إلى طاولة المفاوضات في جنيف. كيف يمكن جمع الأمرين؟ - أعتقد أن الإيرانيين وبناء على ما سمعته وقالوه علناً أنهم قلقون جداً حيال التداعيات الطائفية للنزاع في سورية الذي له نتائج في سورية وأبعد من سورية، وهو ما نراه في لبنان والعراق، وثمة احتمال أن يمتد أبعد من ذلك. إذاً، يبدو لي أن الإيرانيين ينبغي أن يكونوا مهتمين جداً برؤية نهاية للقتال، لأن القتال في سورية يولد زخماً للنزاع الطائفي الذي يمكن أن يطاول المنطقة برمتها والعالم بأسره. ومن المؤكد أن دور «حزب الله» داخل سورية الذي هو انتهاك لسياسة الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس، كان جزءاً من الوقود لزيادة التوتر الطائفي الذي يطبع هذا النزاع. نعم ولكن كنت أسأل عن الانتهاك الصريح والواضح لقرار مجلس الأمن الصادر تحت الفصل السابع من جانب دولة ترسل الأسلحة والدعم بالوكالة إلى سورية في انتهاك لقرار مجلس الأمن. - موقفنا في الأممالمتحدة أنه لا ينبغي لأي دولة أن ترسل أسلحة إلى سورية الآن وأننا يجب أن نتطلع جميعاً إلى حل سياسي. هناك فرق كبير بين أن تكون السعودية هي من يرسل أسلحة، وإيران. حتى بالنسبة إلى روسيا. لأن روسيا والمملكة العربية السعودية ليستا تحت سلطة قرار صادر بموجب الفصل السابع يمنعهما من إرسال أسلحة، بينما إيران تنتهك قراراً صادراً عن مجلس الأمن بشكل مباشر؟ لماذا تتجاهلون هذا الأمر في الأمانة العامة وتعتبرون أن إيران ستكون إلى طاولة المفاوضات بأي شكل؟ - أعلم أن هناك دولاً لديها معلومات أكثر بكثير مما لدينا في الأممالمتحدة. ليس لدينا أجهزة استخبارات في الأممالمتحدة تنظر في الأسئلة التي تطرح. لكن هم قالوها علناً. ديبلوماسيون أميركيون وبريطانيون قالوها علناً في مجلس الأمن وأشاروا إلى هذه الانتهاكات الواضحة. لا بل أن «حزب الله» أعلن أنه يقاتل في سورية. - نحن نوافق أن على الدول التقيد بقرارات مجلس الأمن وهو جزء من نزاهة هذه المنظمة بأن تتقيد الدول بقرارات مجلس الأمن، بالإضافة إلى ذلك أنه الوقت للنظر في حل سياسي في سورية. إذاً لماذا لا تتم دعوة «حزب الله» للمشاركة في «جنيف - 2» باعتباره جزءاً من القتال؟ طالما تتحدث عن أطراف داخل سورية. - أعتقد أن تحليلنا مختلف. أنا أرى أن «حزب الله» يدعم طرفاً في النزاع لكنه ليس جزءاً من العملية السياسية، وهو ليس طرفاً سورياً سيساهم في تحديد مستقبل سورية. نحن نحاول أن نطلق مساراً بناء على بيان جنيف الصادر العام الماضي بحيث يكون السوريون وليس «حزب الله» ولا المقاتلون الخارجيون في الجانب السني، أن يقرروا مصير سورية. المشكلة الآن أنه كلما طال القتال سيكون ل «حزب الله» تأثير في ما يجري على الأرض، ول «جبهة النصرة» تأثير في ما يجري على الأرض. نحن نريد أن يحدد الشعب السوري نفسه مستقبل سورية. هل الأخضر الإبراهيمي ذاهب إلى سورية قريباً؟ - الأخضر الإبراهيمي يخطط للذهاب إلى سورية كجزء من جولته الإقليمية. أعتقد أنه زار مسقط الأربعاء، ويعتزم الذهاب إلى عدد من الدول وهو يريد أن يلتقي المسؤولين السوريين في دمشق. وماذا عن إيران؟ هل سيزور طهران؟ - هو يأمل أن يزور عدداً من الدول في المنطقة وسأترك الأمر له ليعلن عن زياراته. أنتم تحاولون بفاعلية دعوة طهران إلى مؤتمر جنيف، أليس كذلك؟ - سنصدر لائحة المدعوين بناء على المشاورات مع الدولتين المبادرتين أي الاتحاد الروسي والولايات المتحدة. إن الزخم وراء عقد مؤتمر «جنيف -1» جاء بناء على عدد من اللقاءات بين جون كيري وسيرغي لافروف في موسكو لهذا من المهم لنا أن نبقي هذه المناقشات مستمرة مع الاتحاد الروسي والولايات المتحدة وهو ليس سراً أن هناك اختلافات في الرؤى حول من يجب أن يدعى. لكن مفهومنا الأساسي عن الدعوات يقوم على مبدأين: أولاً، أولئك الذين لهم قدرة على ممارسة التأثير الإيجابي في الأطراف يجب أن يؤخذوا في الاعتبار للمشاركة، ولكن هم أيضاً يجب أن يشاركوا مع فكرة أنهم هناك للتحدث عن العملية الانتقالية. هل ستدعون إيران إلى «جنيف - 2» حتى ولو أخبركم السعوديون أنهم غير ذاهبين؟ - ما إن كان السعوديون ذاهبين أم لا، فإن لديهم دوراً مهماً ليؤدونه، ونحن سنبقى منخرطين مع المملكة العربية السعودية ليس فقط في شأن سورية بل في عدد من القضايا لأن السعودية تؤدي دوراً مهماً للغاية، ونريد أن نكون شركاء مع المملكة العربية السعودية. لكن لا أعتقد أننا يمكن أن نربط مشاركة دولة ما بالآخرين. مجدداً، سننظر في ما يراه الروس والأميركيون بالنسبة إلى لائحة المدعوين، وثانياً، هل هذه الدول ستساعدنا في دعم السوريين في التوصل إلى حل سياسي، وثالثاً، هل هؤلاء المدعوين المحتملين يفهمون ماهية كل ذلك، وهو الانتقال نحو سورية جديدة. هل تعتقد أنه يمكن دعوة إيران إلى طاولة المفاوضات من دون مشاركة المملكة العربية السعودية؟ طالما أنك تفصل مسألة مشاركة الدول عن بعضها؟ - لا أعلم على وجه الدقة ولن أصدر تكهنات في هذا الشأن. ما إن كانت الدول على الطاولة أم لم تكن، نأمل أنها ستشارك بطريقتها في مساعدة تغيير الدينامية على الأرض في سورية اليوم. هناك العديد من الناس قلقون للغاية من إعلان الرئيس الأسد أن لديه الحق، وأنه ربما يخوض الانتخابات السنة المقبلة. عديدون أعربوا عن قلقهم من الأمر، أنا لا أركز على ذلك لأني أركز على التوصل إلى مؤتمر جنيف، وإن لم نصل إلى مؤتمر جنيف وإن استمر الوضع على الأرض كما هو الآن، بالنسبة لي يبدو أننا سنصل على الأرجح إلى ذلك السيناريو الذي يتحدث عنه الرئيس الأسد العام المقبل. نحن نعمل على مقاربة جديدة لسورية وانتقال يمكن السوريين أنفسهم من التحدث عن كيفية تأسيس بنى حكومية تلبي تطلعات الغالبية العظمى من المواطنين السوريين، وكيف نوقف سفك الدماء بطريقة تفتح صفحة جديدة. أعتقد أن أثمان عدم محاولة عقد مؤتمر جنيف هي أكبر بكثير من مخاطر إمكانية الفشل في جنيف. المعارضة لا تبدو مقتنعة بذلك حتى الآن، كيف ستفعلون لإقناعهم لأنهم لا يشعرون أن الأمر سيكون في مصلحتهم حتى الآن؟ - بالطبع نحن قلقون من انقسامات المعارضة ونستمع إلى بياناتهم وهواجسهم لكن إن كنا جميعاً في جنيف لدعم السوريين، فإن الموضوع سيتغير. الموضوع سيصبح ليس ما تقوله المعارضة في لندن أو ما يقوله الرئيس الأسد إلى «الأخبار»، بل سيكون الموضوع حول العملية الانتقالية وهو ما يجب أن يكون كل السوريين راغبين بحدوثه. * هنا رابط المقابلة باللغة الانكليزية * Transcript of interview with Jeffrey Feltman