تلقت قوات الجيش والأمن في اليمن أمس «ضربة موجعة» من مسلحي تنظيم «القاعدة» أسفرت عن مقتل ما يزيد على 50 جندياً وخطف عدد من الضباط والجنود وقعوا اسرى في ايدي التنظيم، في ثلاث هجمات مباغتة استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في محافظة شبوة وكانت الأعنف من نوعها منذ اندحار التنظيم من مدن جنوب البلاد منتصف العام الماضي. وبدأ ان الهجمات كانت تستهدف بعض المرافق الاقتصادية (نفط وغاز) لتوجيه ضربة موجعة الى النظام الذي يكافح لإنهاء الحوار والأزمة السياسية. وجاءت الهجمات في وقت يشهد اليمن اضطرابات أمنية واسعة تجددت معها الهجمات القبلية في الأيام الأخيرة على المصالح الحيوية في محافظة مأرب (شرق صنعاء) متسببة في توقف ضخ النفط اثر تفجير الأنبوب الرئيسي لتصديره وانقطاع التيار الكهربائي عن صنعاء ومدن أخرى جراء اعتداءات متتالية على خطوط نقل الطاقة الرئيسية. وأكدت مصادر محلية وعسكرية متطابقة ل «الحياة»، أن مسلحين يرجح أنهم من تنظيم «القاعدة» هاجموا فجر الجمعة مركزاً للشرطة وسط مدينة عزان في محافظة شبوة، وقتلوا ثمانية جنود واقتادوا نحو ستة آخرين كما استولوا على أربع مركبات تابعة للشرطة، قبل أن يغادروا المدينة الى مناطق جبلية وعرة ينشط فيها التنظيم في محافظة أبين المجاورة. وأضافت المصادر «أن مسلحي التنظيم شنوا هجومين آخرين بالتزامن، استهدف الأول معسكراً لقوات الأمن في منطقة جول الريدة التابعة لمديرية ميفعة في محافظة شبوة نفسها، ما أدى إلى مقتل ثمانية جنود على الأقل وأسر 10 آخرين والاستيلاء على عدد من المركبات الأمنية المزودة بالأسلحة الرشاشة»، واستهدف الثاني موقعاً للجيش في منطقة النشيمحة ترابط فيه كتيبة عسكرية تابعة للواء الثاني مشاة المكلفة بحماية خطوط إنتاج الغاز الطبيعي، على بعد نحو 50 كيلومتراً شمال منشأة بلحاف الواقعة على البحر العربي، ما أدى إلى مقتل 35 جندياً على الأقل وجرح العشرات. وأكد مصدر عسكري ل «الحياة» أن بين القتلى قائد الكتيبة الأولى في اللواء الثاني مشاه العقيد ناصر طاحية مع عدد من الضباط الآخرين»، مرجعاً سبب ارتفاع الضحايا في الهجوم إلى تفجير أحد انتحاريي «القاعدة» نفسه في سيارة مفخخة داخل الموقع العسكري. وقالت السلطات إن» قوات الجيش تمكنت من إحباط هجوم رابع كان يستهدف منشأة بلحاف. ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية على الإنترنت عن مصدر في قيادة محور عتق العسكري في شبوة قوله «إن أبطال الجيش والأمن تمكنوا صباح اليوم (أمس) من إحباط عملية إرهابية لعناصر تنظيم «القاعدة» كانت تستهدف منطقة عين بامعبد ومنشأة بلحاف الغازية بسيارة مفخخة». مؤكداً «تدمير السيارة بمن فيها من إرهابيين» من دون أن يشير إلى عددهم. وفي أول رد على هذه الهجمات سارعت اللجنة الأمنية اليمنية العليا، بعد ظهر أمس إلى عقد اجتماع استثنائي لها في صنعاء معترفة بمقتل 21 جندياً وسقوط 15 جريحاً في هذه الهجمات، إلى جانب مفقودين آخرين من جنود قوات الأمن الخاصة لم تحدد عددهم. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن اللجنة وقفت في اجتماعها «أمام الاعتداء الإرهابي الذي قامت به العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة على قوات الأمن الخاصة في مديرية ميفعة والنقطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة على طريق النشيمحة في محافظة شبوة وذلك بسيارة مفخخة وبمختلف الأسلحة». وأصدرت اللجنة بياناً رسمياً اتهمت فيه 15 شخصاً من «القاعدة» بتنفيذ الهجمات، وقالت «إنه كان على رأس العناصر الإرهابية المنفذة لهذه العملية الإجرامية كل من الإرهابيين: ماجد صالح حردبة، عبد الله أحمد سالم، باسل مرواح، ناصر علي بن عطية العتيقي، سامي يونس، علي علوي الأحمر، علي شناع، محمد فارع الكبش، عرفات الشاعر، وجيه العمودي، حسين علي باشيبه، هاني محمد عبد الوارث العريقي، أبو عبد الله الحضرمي، سعيد على عاطف، على عبد الرقيب كندش». جثامين الجنود الضحايا في شبوة. (رويترز)