قُتِل 56 من افراد قوات الأمن اليمنية في ثلاثة هجمات نسبت الى التنظيم الاسلامي، كما اعلنت وزارة الدفاع اليمنية. وكانت قوات الأمن والجيش اليمنية قد تعرضت لهجمات نفذها مسلحون يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن. وقالت مصادر أمنية ومحلية ل"الرياض" ان سيارة مفخخة انفجرت قبل وصولها الى مركز للشرطة في منطقة ميفعة فيما كان مسلحون يشتبكون مع جنود امن في منطقة جول الريدة ما أدى إلى مقتل ثمانية جنود على الأقل. واضافت المصادر ان اشتباكات اندلعت بين جنود الشرطة والمسلحين الذين استخدموا أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية، كما استولى المسلحون على قرابة ثلاث سيارات تابعة للشرطة ومعدات اخرى واختطفوا قرابة خمسة جنود قبل ان يتمكنوا من الفرار الى جهة مجهولة. ونفذ مسلحون اخرون هجوماً ثانياً بسيارة مفخخة في نقطة تفتيش تابعة للجيش في منطقة النشيمة بمديرية رضوم ما أدى إلى مقتل 32 جنديا على الأقل وإصابة آخرين. واضافت المصادر ان السيارة تمكنت من اجتياز الحاجز الامني ودخلت الى المجمّع حيث مساكن جنود حراسة المنشاءات والانابيب النفطية ثم انفجرت مخلفة قتلى وجرحى، ويتبع الحاجز الأمني اللواء الثاني مشاة بحري. وكان موقع وزارة الدفاع على الانترنت قد نقل عن مصدر عسكري في قيادة محور عتق بشبوة قوله ان 24 عنصراً من الجيش والأمن قتلوا صباح امس في الهجومين. واكد الموقع ان الهجوم على مركزي الأمن تزامن مع هجوم ثانٍ استهدف النقطة المتقدمة عند محطة باب فحسوس وانه وبعد الاشتباكات مع المهاجمين من عناصر تنظيم القاعدة تمكن المهاجمون من اختراق الثكنة العسكرية بسيارة مفخخة وتم تفجيرها مما أدى إلى مقتل 16 مقاتلاً بما فيهم قائد الكتيبة وهو برتبة مقدم واسمه ناصر قاحية وإصابة 26 جندياً آخرين في الهجومين منهم 5 حالتهم خطرة. وتحدث المصدر عن احباط هجوم ثالث كان يستهدف محطة بلحاف للغاز المسال وهي اكبر واهم منشأة في اليمن. كماتم ايضا تفجير السيارة المفخخة قبل وصولها الى اهدافها، ما ادى الى مقتل من كان بداخلها. وذكرت مصادر امنية ان السلطات الامنية تتعقب عدداً من السيارات المفخخة في شبوة والتي اعدت للتفجير. وما زال عناصر تنظيم القاعدة ينشطون بكثرة في محافظات شبوة وحضرموت بعد طردها العام الماضي من بلدات كانوا يسيطرون عليها ويقيمون عليها حكماً خاصاً في شبوة وابين. وتتزامن هذه العمليات مع تصاعد الهجمات على ابراج الكهرباء وانابيب النفط في محافظة مأرب. اذ تغرق صنعاء وعدد من المدن في الظلام منذ ثلاثة ايام عقب تفجير خطوط نقل الطاقة من مأرب وتعرض احد الابراج للتفجير بعبوة ناسفة . كما تعرض انبوب النفط لأربعة تفجيرات منذ الجمعة الماضية. وقالت مصادر نفطية ل"الرياض" ان فرقاً هندسية نزلت لإصلاح الانبوب الا ان مسلحين قبليين هددوا بتفجيره وسط تقاعس ألوية الجيش المنتشرة في المنطقة وعدم القاء القبض على المهاجمين. وتتزامن هذه الهجمات مع توتر في الوضع السياسي اثر فشل تعثر توقيع اتفاق بشأن حل القضية الجنوبية الاثنين الماضي بعد اعتراض المؤتمر الشعبي العام برئاسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح. واعلن حزب صالح عن تعديلات تقدم بها على الوثيقة ومنها رفض الحوار الندي بين شمال وجنوب، ورفض دولة اتحادية من اقليمين بل من عدة اقاليم. وحتى ظهر امس الجمعة لم يتم الاعلان عن أي اتفاق بعد ضغوط كبيرة مورست على المؤتمر الشعبي. وتنص الوثيقة التي كان قد تم التوافق والتوقيع عليها الاثنين على إيجاد "حلٍ عادل يحفظ أمن واستقرار اليمن الموحد على أساس اتحادي وديموقراطي" كما نص على خلق مرحلة تأسيسية تسبق الانتقال الكامل الى الدولة الاتحادية الجديدة يتمتع فيها "الشعب في الجنوب بتمثيل نسبته 50% في كافة الهياكل القيادية في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وكذلك خمسين في المئة من مجلس النواب".