أكد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل «رفض الدعوات إلى الانقلاب أو تغيير النظام اللبناني الحالي، بل يجب تطويره»، مشدداً في حديث إلى وكالة «أنباء الشرق الأوسط» في بيروت على أن «الشعب المصري هو شعب الاعتدال والانفتاح والسلام ولا يتحمل الأنظمة التي تعتمد الانغلاق أو التقوقع، سواء دينياً أو سياسياً». وعن إمكان أن تزدهر الديموقراطية في لبنان في ظل النظام الحالي، من محاصصة طائفية وتلميح من الأمين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصر الله إلى عقد مؤتمر تأسيسي جديد للبنان، أجاب: «البعض ينظر دائماً إلى النظام اللبناني نظرة تشاؤمية أو سلبية، فلنعترف بأنه حتى الآن لم يتمكن أحد، سواء من الداخل أو الخارج أن يطرح على اللبنانيين نظاماً بديلاً من نظامنا الديموقراطي الحالي، ولا ننسى أن الدستور اللبناني من أوائل الدساتير في العالم العربي وأقر عام 1926، واستمر وصمد، ومنذ ذلك الحين ولبنان ينعم بدستور يحقق الديموقراطية والعدالة والمساواة. هذا النظام صمد في وجه نكبة 1948 وفي وجه الانقلابات في كثير من الدول العربية، كما صمد في حربي 67 و 73، والاجتياح الإسرائيلي عام 1982، هذا يدل على أنه نظام غير مصطنع». وأكد أن «طرح عقد مؤتمر تأسيسي غير مقبول»، وسأل: «تأسيس ماذا؟ الكيان اللبناني عريق وصمد في وجه كل التحديات والعواصف، ولسنا في معرض الانقلاب على الكيان أو المؤسسات، فلا مجال لتأسيس جديد للبنان، أما النظام اللبناني والمؤسسات، فلا شك في أنها بحاجة إلى تطوير. والبرنامج الانتخابي لحزب الكتائب نص على تطوير النظام اللبناني الذي يحتاج إلى العديد من الإصلاحات. إن لبنان يشكل تحدياً للديكتاتورية والأحادية في المنطقة، لأنه البلد الوحيد في المنطقة الذي يمارس الديموقراطية والحرية». ورداً على سؤال، أجاب: «لا يمنع أن يكون الرئيس الماروني قوياً ويمثل طائفته وأن يكون توافقياً، وأنا خلال عهدي أعتقد أني مارست صلاحيتي بقوة وكنت رئيساً قوياً، وفي الوقت نفسه أول حكومة وحدة وطنية شكلت بعد الحرب اللبنانية كانت الحكومة التي شكلتها عام 1984 وكان رئيسها رشيد كرامي. من الطبيعي أن يجسد رئيس الجمهورية مشاعر طائفته وأن يكون لكل لبنان، ولا تناقض بين مشاعر المسيحيين وباقي اللبنانيين»، لافتاً إلى أن «رئيس الجمهورية ميشال سليمان رجل يمارس صلاحيته ويدافع عن كرامة الشعب اللبناني وحصانة مؤسساته وسيادة وطنه». وأكد الجميل أن «الجيش اللبناني يجسد الوحدة الوطنية ويحظى بتأييد شامل من كل الشعب اللبناني، ولبنان بأسره يحاول أن يدعم هذا الجيش ويعتبره الملاذ الأخير، وموضوع تسليح الجيش ليس بمقدور لبنان، لأن هذا يحتاج إلى إمكانات ضخمة. نعرف كم من الأموال حصلت عليها سورية لبناء جيشها، كما أن العديد من الدول العربية لجأت للأشقاء العرب لبناء ترسانتها العسكرية، لكن لبنان لم يحظ بمثل هذا الدعم، وإمكاناته الذاتية لا تمكنه من حيازة السلاح الاستراتيجي. كما أن العديد من الدول الغربية أيضاً لا تريد تسليح الجيش اللبناني ليقوم بدوره بمواجهة حربية مع إسرائيل».