يعيش أبناء مدينة الخرخير في الربع الخالي شهر رمضان في صحراء قاحلة، وتحت وطأة حرارة الشمس العالية أروع ليالي السمر، ويستثمرون ذلك في الصلاة والعبادة والذكر، شاكرين لحكومة المملكة الدعم اللا محدود في وصول كل الخدمات التنموية إلى تلك المدينة، التي تقع أقصى جنوب شرقي الربع الخالي، محاذيةً لا يفصلها على اليمن سوى شبك شائك وتبعد عن الحدود العمانية ب60 كيلومتراً، وهي تتبع لإمارة منطقة نجران إدارياً، وتبعد عن نجران 850 كيلومتراً، وتعد من المحافظات السعودية التي تبعد عن كل المناطق والمدن التنموية بمسافات عالية، لتشكل أصعب مدينة سعودية يتم الوصول إليها. ويعيش أبناء قبائل المهرة والمناهيل قصصاً تنموية حديثة بعد أن أنهت المملكة اتفاق الحدود المشتركة مع اليمن، لتبقى شرورة والوديعة والخرخير ضمن الأراضي السعودية، إلا أن إيجاد فرص العمل للشباب مرفوضة لأسباب عدة أبرزها عدم وجود الجنسية السعودية، مع بقائهم على الرخص الموقتة، وهو ما أكده أحد أبناء الخرخير ل«الحياة» حسين المنهالي الذي قال: «أنا مواطن سعودي وأبنائي يعيشون على التراخيص الموقتة ورفضتهم الجامعات والكليات والشركات أيضاً، ونحن في رمضان نعيش حالاً سيئة، وهو ما دفعنا إلى التسول في المناطق القريبة، إذ نخرج بطرق غير مشروعة للبحث عن العون لأبنائنا، في حين أن كثيراً من أبناء وشباب الخرخير يحتاجون إلى شركات ومؤسسات تقبل وجودهم في منطقتهم وعملهم». يذكر أبناء الخرخير أن المشاريع التنموية في السنوات الخمس الأخيرة تمثلت في وصول خط بري من مدينة شرورة إلى الخرخير، والعمل على إنهاء خط بري يتصل بالمنطقتين الشرقية والوسطى، كما أن مدارس البنين والبنات أنهت كل استعداداتها لقبول أكثر من 1200 طالب وطالبة. ويذكر العميري المنهالي أحد سكان مدينة الخرخير، أن شهر رمضان المبارك يطل علينا كل عام ونحن نفتقد لأشياء أساسية عدة في الحياة، وهي العمل والمسكن وإشغال وقت فراغ الشباب، مبيناً أن المدينة يقطنها أكثر من 10 آلاف نسمة لا يجد فيها الشباب العمل وإشغال فراغهم في ما يفيدهم ويفيد وطنهم، مؤكداً أن تثبيت الجنسية أيضاً يشكل لنا قلقاً لعدم الاستقرار، إلا أن الخدمات المعيشية تتوافر في شكل جيد تقريباً. معاناة أبناء الخرخير في رمضان تتمثل في ضعف الكادر والمنشآت الصحية، إذ لا يوجد لأبناء هذه المدينة سوى مستوصف طبي صغير لا يكفي لمعاناة النساء أثناء الولادة والأمراض المستعصية والجراحة الكبيرة، مبيناً أن أبناء هذه المحافظة يعيشون أسوأ حالاتهم في الجانب الطبي، مؤكداً أن أقرب مستشفى للخرخير يبعد 500 كيلومتر. لكن رمضان هذا العام يعود على أبناء الخرخير وقد تم تنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين ببناء 4 آلاف وحدة سكنية لتحمي أبناء الخرخير من حرارة الشمس الحارقة.