عزز إنذار الجيش المصري بتدخله لحل الأزمة السياسية في البلاد ثقة المستثمرين في سوق المال في انتقال السلطة في شكل قد يحول دون دخول البلاد في مواجهات دموية بين النظام الحاكم والمعارضين له. وقفز المؤشر الرئيس للبورصة 4.8 في المئة والثانوي 5.1 في المئة خلال أول ساعة من التداول وزادت القيمة السوقية للأسهم نحو 10 بلايين جنيه (1.42 بليون دولار). وقفزت اسهم «التجاري الدولي» 9.6 في المئة و «طلعت مصطفى» 8.9 في المئة و «أوراسكوم تليكوم» 8.4 في المئة و «هيرميس» 7.8 في المئة. وبلغت قيم التداول نحو 200 مليون جنيه في الساعة الاولى من المعاملات وهي أكثر من قيم تداولات جلسة الأحد بأكملها. وكانت السوق مغلقة أول من أمس بمناسبة بداية السنة المالية. وجاء معظم المشتريات من المتعاملين المصريين في مقابل مبيعات من الأجانب والعرب. وأوقفت إدارة البورصة المصرية نحو 90 سهماً عن التداول في الساعة الأولى لمدة نصف ساعة فقط بعد ارتفاعها بأكثر من خمسة في المئة. وكسبت أسهم «بالم هيلز» 6.8 في المئة و»حديد عز» 6.7 في المئة و»سوديك» 6.45 في المئة. وأول من أمس ارتفعت كلفة التأمين على ديون مصر ارتفاعاً حاداً بعد يوم من نزول ملايين المصريين في تظاهرات احتجاج على الرئيس المصري محمد مرسي. وذكرت مؤسسة «ماركت» أن كلفة التأمين على الدين ارتفعت بواقع 34 نقطة أساس إلى مستوى قياسي عند 900 نقطة أساس. ويعني مستوى 1000 نقطة أن الدين عالي الأخطار وربما يتعثر تسديده. وارتفعت كلفة التأمين على الديون 200 نقطة أساس منذ منتصف حزيران (يونيو) مع تصاعد التوترات السياسية. وتوقع وزير المال الأسبق حازم الببلاوي، تحسن الوضع الاقتصادي في مصر في حال خرج الأخوان المسلمون من السلطة، مؤكداً أن بيان القوات المسلحة أضفى أجواء ثورة 25 كانون الثاني (يناير) على المشهد. وأبدى رئيس شعبة المواد البترولية في الاتحاد المصري للغرف التجارية حسام عرفات، تفاؤله من تحسن الوضع الاقتصادي في المستقبل القريب مع تحقق الاستقرار السياسي للبلاد. واستمر إغلاق ورش الذهب ومصانعه ومحاله منذ الجمعة، تخوفاً من أي عمليات سطو من البلطجية، واستغلالهم للاضطرابات الأمنية في مصر وانتشار التظاهرات. ودفعت محال ومتاجر عمالها إلى حمايتها خوفاً من أي اقتحام أثناء انشغال وزارة الداخلية بالميادين. وأغلقت غالبية المتاجر في وسط العاصمة المصرية، وعلق بعضها لافتات تحمل عبارة «مغلق حتى زوال الغمة». وأرجأت وزارة المال المصرية زيادة أسعار السجائر والتبغ في السوق المحلية، على رغم إقرار الزيادة التي كان من المقرر تطبيقها أول من أمس. وشهدت بعض صالات مطار القاهرة أمس تكدساً كبيراً للركاب، خصوصاً في صالات السفر. وأوضح مصدر في المطار أن معدلات مغادرة البلاد في معدلاتها الطبيعة، معللاً حالات التكدس إلى خوف العديد من الركاب من تعطل حركة الطيران خلال التظاهرات فوصلوا باكراً إلى المطار لتجنب التخلف عن رحلاتهم. وطالبت «مصر للطيران» المسافرين على رحلاتها الدولية بضرورة الوجود في المطارات قبل إقلاع الرحلات ب 3 ساعات على الأقل، والوجود قبل إقلاع الرحلات الداخلية ب 90 دقيقة، نظراً إلى كثافة الرحلات خلال هذه الفترة تفادياً لعدم إمكانية تدبير أماكن بديلة في حال التخلف عن الرحلات.