اضطر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى تأجيل زيارته الاخيرة لمنطقة الشرق الأوسط، وطلب تمديد مهمته الرامية الى استئناف المسيرة السلمية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للمرة الثالثة إثر اصطدام جهوده بمواقف وسياسات الحكومة الاسرائيلية التي تعطي الأولوية للاستيطان. وكان كيري أبلغ الجانب الفلسطيني نيته تقديم أفكاره لاستئناف المفاوضات قبل نهاية الشهر الجاري، لكن التطورات الأخيرة في اسرائيل ربما تعيق ذلك خصوصاً اعلان الحكومة الاسرائيلية عن مشاريع لإقامة الف وحدة استيطانية جديدة في قلب الضفة الغربية، وتصريحات وزير الاقتصاد نفتالي بينيت أمس التي قال فيها انه «لا يمكن اقامة دولة فلسطينية»، وقبله تصريحات نائب وزير الدفاع داني دانون التي قال فيها إن حكومته لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس. وأثارت تصريحات نفتالي بينيت أمس الكثير من الاسئلة بين الفلسطينيين حول فرصة نجاح جهود الوسيط الاميركي. وطالب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية في بيان له «بموقف واضح» من تصريحات وزير الاقتصاد الاسرائيلي التي قال فيها إنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية، ووصف تصريحات بينيت بأنها «خطيرة صادرة عن وزير في الحكومة الاسرائيلية التي تواصل عمليات التوسع والاستيطان والمماطلة والتهرب من تنفيذ أية التزامات، اضافة الى فرض شروط لأية مفاوضات». واعتبر ابو ردينة تصريحات بينيت بأنها «رسالة» لإدارة الرئيس باراك اوباما، الذي أعلن بذل جهود متواصلة لإحياء عملية السلام» (...) كما انها تشكل تحدياً ورفضاً واضحاً لكل الجهود المبذولة والتي تحاول انقاذ ما يمكن إنقاذه». وطالب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية الادارة الأميركية والمجتمع الدولي بإدانة هذه التصريحات «الخطيرة والمدمرة ضد كل من يؤمن بحل الدولتين والسلام العادل، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس». كما انتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تصريحات الوزير بينيت داعياً المجتمع الدولي الى «مواجهة الواقع، وإدراك حقيقة ما تسعى إليه إسرائيل من خطط لتدمير حل الدولتين». وأضاف: «صدرت في الأيام الماضية العديد من التصريحات من قبل المسؤولين الإسرائيليين، وبخاصة من وزارات الخارجية والدفاع والشؤون الدينية وغيرها، وبيانات واضحة حول الموقف الرسمي الإسرائيلي الرافض لحل الدولتين المبني على أساس حدود عام 1967». وقال: «إن هذه البيانات تؤكد مرة أخرى نية إسرائيل الدفع باتجاه قتل حل الدولتين». واعتبر عريقات تصريحات المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية تعبيراً عن موقف الحكومة ورئيسها بنيامين نتانياهو، خصوصاً في ما يتعلق بتوسيع المستوطنات، وهدم المنازل، وعمليات الإخلاء وسحب الهويات. وقال: «إن هذا جزء لا يتجزأ من خطة إسرائيل لإفشال أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، من طريق ضم القدس وتغيير الوضع القائم في المدينة، إضافة الى ضم وادي الأردن ومناطق واسعة أخرى من دولة فلسطينالمحتلة». واعتبر أن الحكومة الإسرائيلية «عازمة على تدمير الجهود التي يبذلها جون كيري، واصفاً دعوات نتانياهو لاستئناف المفاوضات بأنها «كلام فضفاض لأن الحكومة الإسرائيلية غير جادة بشأن السلام. والشيء الوحيد الذي تسعى اليه إسرائيل هو ترسيخ احتلالها وإلغاء الحقوق الفلسطينية».