أرسل النظام السوري امس قوة من «المهام الخاصة» في الحرس الجمهوري مدعومة بقوات إضافية من «حزب الله» إلى القصير استعداداً ل «توسيع نطاق العمليات». ونقلت مصادر موالية للنظام قوله إن موسكو أبلغت دمشق أن مؤتمر «جنيف-2» لن يعقد قبل سيطرة الجيش النظام على مدينة القصير الاستراتيجية. وشنت طائرات حربية غارات على أطراف دمشق مع حصول اشتباكات عنيفة في حي برزة شمال العاصمة. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن ل «فرانس برس»، إن «تعزيزات من حزب الله وقوات المهام الخاصة في الحرس الجمهوري السوري أُرسلت إلى القصير»، موضحاً أن هذه القوات، كما عناصر الحزب الحليف لنظام الرئيس بشار الأسد، مدربة على خوض حرب الشوارع، وقال «الاستعدادات تُظهر انهم يحضرون عملية على نطاق واسع». وتعرضت مدينة القصير صباح امس لقصف بالطيران الحربي، الذي نفذ ما لا يقل عن خمس غارات جوية. وأوضح عبد الرحمن أن «الغارات تركزت على شمال المدينة وغربها»، حيث يتحصن المقاتلون المعارضون. وأضاف «رغم القوة النارية (للقوات النظامية وحزب الله)، يبدي المقاتلون مقاومة شرسة». وتابع أن «مقاتلين لبنانيين سنة» يشاركون في المعارك إلى جانب مقاتلي المعارضة السورية، معتبراً أن ما يجري في المدينة «يأخذ طابعاً مذهبياً أكثر فأكثر». ورأى عبد الرحمن أنه «في حال سقوط القصير في يد النظام، فهذا سيشكل ضربة قاسية للمعارضين، لأن الحدود اللبنانية التي يستخدمونها لتمرير السلاح، ستصبح مغلقة في وجههم». وأضاف: «لو لم تكن القصير استراتيجية، لما كان المقاتلون استماتوا في الدفاع عنها، ولما كان النظام وحزب الله دفعا بكل ثقلهما للسيطرة عليها». وشدد على أن «سقوط القصير يعني أيضاً ضربة قوية لمعنويات المقاتلين المعارضين» الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر لأكثر من عامين. ونقل موقع «داماس بوست» القريب من الحكومة السورية عن مصدر سوري «مطلع على مراسلات القيادة السورية مع نظيرتها الروسية، تأكيده أن وعداً روسيا قطعته موسكو لحليفتها دمشق بضمان تأجيل انعقاد المؤتمر حتى يتمكن الجيش من إنهاء المعركة في القصير وإعلانها منطقة آمنة، وهو ما أكدت القيادة العسكرية السورية أنه سيتحقق في غضون وقت قصير لن يمتد إلى أكثر من الأيام العشرة الأولى» من الشهر المقبل. ودارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة ورتل من القوات النظامية مدعوماً بالدبابات والعربات المدرعة والجنود كان متوجهاً إلى مدينة القصير لدى مروره في مدينة النبك بين دمشق وحمص. وقال المرصد إن أربعة مواطنين قتلوا نتيجة قصف بصواريخ «غراد» ليل أمس على حي عكرمة في حمص الذي يقطنه مواطنون من الطائفة العلوية. وأشار المرصد إلى أنها المرة الأولى يستهدف الحي بصواريخ من هذا النوع، وأن الضحايا هم طفل وثلاثة طلاب جامعيين. وأضاف أن طالباً علوياً من الحي نفسه قتل «بعد أيام من اعتقاله على يد عناصر من الاستخبارات». وفي دمشق، تعرض حي برزة والبساتين المحيطة في الطرف الشمالي لدمشق، لقصف من القوات النظامية، وافادت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن الحي تعرض لقصف عنيف بقذائف الهاون مع استمرار لمحاولات عناصر النظام والشبيحة اقتحام الحي من محاور عدة. وقصفت قوات النظام مناطق في بلدات ببيلا وشبعا وبيت سحم جنوبدمشق، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند أطراف هذه البلدات. كما تعرضت مناطق في داريا جنوب العاصمة لقصف. ووصلت دائرة القصف إلى بلدة قارة وحرستا شمال شرقي دمشق. وسقط عدد من الجرحى معظمهم من الأطفال، في قصف للقوات النظامية على مناطق في بلدة بيت سحم في الغوطة الجنوبية، بينما حلق الطيران الحربي في سماء مدن وبلدات الغوطة الشرقية والغوطة الغربية، حيث نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة حرستا. كما وردت أنباء عن تدمير مقاتلي الكتائب المقاتلة لعربة مدرعة بين مشفى الشرطة وحاجز للاستخبارات الجوية على طريق حرستا باتجاه الشمال السوري. وقامت قوات النظام المتمركزة في منطقة السيدة زينت جنوبدمشق، بقصف بلدة ببيلا المجاورة وعقربا في الغوطة الشرقية. وبث ناشطون فيديو تضمن قيام طائرة حربية بقصف حيي القابون وجوبر في شمال العاصمة، بعدما دارت اشتباكات تدور عند أطراف منطقة العباسيين. وفي جنوب البلاد، دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط حاجز عسكري بين بلدة ازرع ومنطقة اللجاة في ريف درعا قتل على أثرها مقاتلان من الكتائب المقاتلة. وتعرضت مناطق في بلدات وقرى النعيمة والشجرة وطفس وتل شهاب والمزيريب في ريف درعا للقصف من قبل القوات النظامية من بعد منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء. وقال «المرصد السوري» إن قوات النظام قصفت مناطق في وسط مدينة دير الزور من قبل القوات النظامية، لافتاً إلى أن تعرض حي كرم الجبل في مدينة حلب (شمالاً) للقصف من قبل القوات النظامية رافقه اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية. في حين سقطت قذائف على حي بني زيد في المدينة، ما أدى إلى أضرار مادية، وتعرضت بلدة ماير في ريف حلب للقصف.