أبلغت دار الحماية الاجتماعية للفتيات في مدينة أبها التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة عسير، الأجهزة المعنية عن هرب فتاة سعودية من دار الحماية للفتيات في أبها الإثنين الماضي، بعد توجهها لإمارة المنطقة لمراجعة شكواها ضد الدار بعد اتضاح تحويلها للصحة النفسية، واستغلت عدم ملاحظة المسؤولين حين خروجها من الإمارة ولاذت بالفرار من الموقع. وقالت الفتاة الهاربة 35 عاماً (تحتفظ «الحياة» باسمها) إنها لا تعتبر نفسها هاربة، وأن هربها كونها غير مستعدة للدخول إلى مستشفى الصحة النفسية للمرة الثالثة للتأكد من سلامتها، إذ إن الفريق الطبي المعالج لها سبق أن أصدر تقريراً يفيد بسلامتها من جميع الاضطرابات النفسية، ولم تعطَ ولا جرعة واحدة بعد تحويلها مرتين من دار الحماية في محاولة للضغط عليها وإعادتها إلى منزل والدها، متسائلة: لماذا أدخل بين المجانين وأنا بكامل صحتي؟ وأكدت الفتاة في حديثها إلى «الحياة» أنها تريد أن تعيش حياة كريمة وطبيعية ترى ابنها وتخرج لوظيفتها التي حرمت منها للمرة الثالثة بسبب مؤامرات ضدها من والدها وإدارة الدار كوسيلة من وسائل الضغط عليها، إلى جانب حقها في مراجعة المحكمة والمستشفى والخروج للتنزه والتسوق كلما احتاجت بعد أن حرمتهن إدارة الدار من ذلك وتقدمت جميع المعنفات بشكوى جماعية لإمارة منطقة عسير بذلك. وادعت أن التقارير التي كتبتها مديرة الدار عن خروج النزيلات للتنزه والتسوق المرفوعة إلى الجهات المختصة «غير صحيحة»، مضيفة أن هربها المرة الأولى كان بسبب تعرضها للعنف والسجن على يد والدها، بينما هربها الثاني كان بسبب تحويلها إلى مستشفى الصحة النفسية، ما جعلها تلجأ للهرب إلى مكان آمن. وأضافت أن العنف حرمها من تعيينها الذي صدر عام 1426 معلمة بمدينة أبها، إذ تحمل درجة البكالوريوس تخصص جغرافيا، كما حرمها من وظيفة حصلت عليها في جامعة الأميرة نورة، وأخيراً من وظيفة بجامعة الملك خالد بعد أن منعتها دار الحماية من الخروج إلى عملها.