رفعت واشنطن درجة اهتمامها بملف السودان عقب تولي وزير الخارجية جون كيري حقيبة الخارجية، وشرعت في حوار رفيع المستوى مع نافذين في الخرطوم، إذ دعت الإدارة الأميركية «الرجل القوي» في النظام مساعد الرئيس في القصر الرئاسي ونائبه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم نافع علي نافع إلى محادثات قريباً. وأعلنت الخارجية الأميركية أن مساعد الرئيس نافع ووفداً حكومياً رفيعاً قبلوا دعوة إدارة الرئيس باراك أوباما لزيارة الولاياتالمتحدة لإدارة حوار بين البلدين. وتعد الزيارة أرفع تواصل ديبلوماسي نادر الحدوث، وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيلاري رينير، إن نافع ومسؤولين آخرين قبلوا دعوة لإجراء نقاش صريح بين البلدين. وقال الناطق باسم الخارجية بالإنابة باتريك فندريل، إن الولاياتالمتحدة تنتظر الوفد السوداني للحضور إلى واشنطن لإجراء حوار «صريح» في شأن النزاعات والكوارث الإنسانية داخل السودان، إلى جانب دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وسيشمل الحوار أيضاً مكافحة الإرهاب وبعض المسائل الأخرى. وأكد أنه لم يتم تحديد موعد للزيارة «لكننا نرحب بها ونشجع السودان، الذي أحدث تطوراً في تنفيذ اتفاقياته مع جنوب السودان». وأضاف «أن السودان أحدث أيضاً تطوراً في مسألة منطقة أبيي وفقاً لخريطة الاتحاد الأفريقي، وهذا يعني أن هناك تطوراً نوعياً، ونحن نبدي قلقنا من بعض الأشياء، لذلك قررنا أن نرفع السقف ونجري حواراً مباشراً مع الحكومة السودانية». وفي الخرطوم، رحّب الناطق باسم الخارجية السودانية أبوبكر الصديق بدعوة الإدارة الأميركية حزب المؤتمر الوطني الحاكم إلى زيارة واشنطن، وقال للصحافيين إن السودان يتطلع إلى حوار حقيقي مع الولاياتالمتحدة يترافق مع التطورات الإيجابية على الساحة الداخلية والتحسن في العلاقات مع الجنوب واتفاق السلام مع فصيل من «حركة العدل والمساواة» بقيادة محمد بشر في الدوحة أخيراً، بالإضافة إلى دعوة الرئيس عمر البشير إلى حوار وطني مع القوى السياسية لصوغ دستور جديد للبلاد. إلى ذلك، أعلن الجيش السوداني مواصلة عملياته العسكرية في دارفور ل «تدمير المتمردين» وفرض السلام في الإقليم، وقال إنه قام بمطاردة عنيفة لقوات تتبع إلى «حركة تحرير السودان» فصيل مني أركو مناوي في ولايتي شرق دارفور وجنوبها بمنطقة حجير تونو واستطاع تدمير قوات مناوي. وقال الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد، إن معارك استمرت خمس ساعات «ولّت بعدها فلول المتمردين هاربة، مخلفة وراءها عدداً من القتلى»، من بينهم ثلاثة قادة ميدانيين هم محمد جنجويد وعلي كده ومحمد أورو. وأضاف أن قواته المسلحة تمكنت من تدمير 15 سيارة للمتمردين واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، موضحاً أن الجيش خسر عدداً من القتلى والجرحى. وفي شأن آخر، باشرت الوساطة الأفريقية بقيادة ثابو مبيكي أمس، مشاورات بين الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية-الشمال» في أديس أبابا لتسوية النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وطرح مبيكي ورقة لأجندة التفاوض المقترحة لاستطلاع مواقفهما في شأنها. وتسعى الوساطة إلى الخروج من هذه الجولة باتفاق لوقف النار وفتح ممرات إنسانية لإغاثة المتضررين من الحرب في المنطقتين. وأعلن كبير مفاوضي «الحركة الشعبية-الشمال» ياسر عرمان استعدادهم لوقف النار وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المتضررين. وتابع: «نحن مستعدون لإنهاء الحرب بأي تسوية معقولة تكون حلاًّ مشرفاً لكل السودانيين بما في ذلك حزب المؤتمر الوطني الحاكم».