الخرطوم - أديس أبابا - بكين - وكالات وقَّعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاقاً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لإنهاء خلافاتهما في ولاية جنوب كردفان. ويأتي هذا الاتفاق بعد اتفاق آخر تم التوصل إليه بين الشماليين والجنوبيين في شأن منطقة أبيي المتنازع عليها، وذلك قبل أقل من أسبوعين من إعلان استقلال جنوب السودان في التاسع من تموز - يوليو. وتم توقيع الاتفاق بين حكومة الخرطوم ممثلة بالمستشار الرئاسي نافع علي نافع ورئيس الفرع الشمالي في الحركة الشعبية لتحرير السودان مالك عقار. وقال مالك عقار من أديس أبابا: «ناقشنا أمس (الأربعاء) أمر وقف إطلاق النار، والاتفاقية بداية لوقف العدائيات في جنوب كردفان وأتمنى أن يتم توقيعها». وإضافة إلى عقار ونافع علي نافع، وقَّع رئيس فريق الوساطة الأفريقية ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا الأسبق كشاهد على الاتفاقية. ويلتزم الطرفان بموجب الاتفاق اتخاذ تدابير سياسية وأمنية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الواقعة على الحدود بين شمال السودان وجنوبه. وينص الاتفاق أيضاً على «تطبيق نزع السلاح من دون اللجوء إلى العنف» فضلاً عن التشكيل الفوري للجنة سياسية ستكلف «بحث ومعالجة قضية إدارة جنوب كردفان في شكل سلمي» بحلول ثلاثين يوماً. وسيتم دمج الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجيش الشمالي «بعد مهلة معينة» وتستطيع الحركة الشعبية لتحرير السودان أن تستمر في شمال السودان كحزب معترف به. واتفقت الخرطوم مع الحزب الحاكم في جنوب السودان الثلاثاء على ضم متمردين سابقين موجودين في الشمال إلى الجيش الوطني بعد انفصال الجنوب ووضعا خططاً لبدء محادثات لوقف إطلاق النار في جنوب كردفان. وشهدت جنوب كردفان، الولاية النفطية الوحيدة في شمال السودان، منذ الخامس من يونيو مواجهات عنيفة بين القوات الشمالية والفرع الشمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان أسفرت عن مئات القتلى. إلى ذلك قالت وسائل إعلام حكومية إن السودان سيعين نائباً للرئيس من إقليم دارفور في خطوة تستهدف تلبية مطالب متمردين يشكون من أنهم يتعرضون للتهميش. وقال مسؤول من إحدى جماعات المتمردين الرئيسة وهي حركة جيش تحرير السودان التي يتزعمها عبد الواحد محمد النور ومقره باريس إن التعيين خطوة غير كافية. وقال إبراهيم الحلو إن الحرب ليست بشأن نائب رئيس للسودان لكنها بشأن المساواة لجميع السودانيين. من جهة أخرى وقَّعت الصين والسودان اتفاقيات في مجال النفط والبنية التحتية أمس الأربعاء بعدما التقى الرئيس الصيني هو جينتاو مع نظيره السوداني عمر البشير. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن هو جينتاو القول إن زيارة البشير سوف «ترسخ وتطور الصداقة التقليدية بين الصين والسودان وتعزز التعاون العملي بين الدولتين في العديد من المجالات».