احتفلت إسرائيل رسمياً ببدء ضخ الغاز الطبيعي من حقل «تمار» قبالة شاطئ البحر الأبيض المتوسط، (90 كيلومتراً إلى الغرب من مدينة حيفا في الشمال)، إلى محطات توليد الكهرباء وكبرى المصانع في أرجاء الدولة العبرية. وخرجت صحف أمس بعناوين احتفالية مثل: «دولة عظمى في الغاز»، و «استقلال في الغاز»، و «(إسرائيل) بلاد السَّمْن والحليب والغاز»، في استعارة من التوراة حيث ذكر أن الأراضي المقدسة هي «بلاد السمن والحليب والعسل»، وغيرها. وتشير التقديرات إلى أن الحقل يحتوي على احتياطات من الغاز تبلغ 283 بليون متر مكعب ستسدّ حاجات إسرائيل من الغاز الطبيعي ل 20-30 سنة، وسيتيح لها مع نهاية العقد الحالي تصدير الفائض إلى أنحاء العالم. وبحسب تقديرات الشركات الأربع العاملة في إنتاج الغاز في الحقل، والتي استثمرت ثلاثة بلايين دولار في التنقيب والتطوير، فإن إمدادات الغاز الجديدة ستوفر للاقتصاد الإسرائيلي الذي اعتمد حتى اليوم على الواردات النفطية، نحو 3.5 بليون دولار سنوياً. وتوقع خبراء في الاقتصاد أن يدرّ حقل «تمار» مدخولات كبيرة على خزينة الدولة تصل إلى 37 بليون دولار، ومبلغ 39 بليون دولار للشركات الأربع. كما يتوقع أن يوفر الحقل الجديد على الاقتصاد الإسرائيلي مبلغ بليون دولار سنوياً في مصروفات إنتاج الطاقة، فضلاً عن خفض أسعار الوقود أو استبدالها بالغاز الطبيعي، ما سيتيح خفض تكلفة إنتاج الكهرباء والصناعة وخفض أسعار استهلاك الكهرباء التي ارتفعت في السنوات الأخيرة بشكل هائل. وكانت الشركات الإسرائيلية العاملة في التنقيب عن الغاز اكتشفت الحقل قبل أقل من أربع سنوات، على بعد 90 كيلومتراً من شاطئ مدينة حيفا باتجاه قبرص ولبنان، فواصلت التنقيب في حوض المتوسط الذي تتقاسمه إسرائيل ولبنان وقبرص. وبعد فترة وجيزة، اكتشفت شركات أخرى حقلاً ثانياً أطلقت عليه اسم «لفيتان» لا يزال العمل في تطويره الداخلي جارياً. ولم يحدد بعد الحجم التقديري لمخزونات الغاز فيه. واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بدء الضخ من الحقل إلى محطات توليد الطاقة «خطوة مهمة لنا نحو الاستقلال في قطاع الطاقة، وهذا سيعزز الاقتصاد الإسرائيلي ويفيد كل المواطنين في البلاد». وقال وزير الطاقة سيلفان شالوم إن الاكتشاف «يمنح إسرائيل استقلالاً اقتصادياً وحرية في إنتاج الطاقة، ونحن بصدد انطلاقة قوية للشركات الاقتصادية الخاصة، ما سيقود إلى خفض غلاء المعيشة». واعتبر صاحب شركة «ديلك» التي تملك نحو ثلث أسهم الشركات الأربع، اسحق تشوفا أن بدء ضخ الغاز من البحر إلى محطات التوليد والمصانع «سيغير وجه الاقتصاد الإسرائيلي، ويؤمّن استقلالاً لإسرائيل في الطاقة». وأضاف: «اليوم نبدأ عهد الاستقلال في الغاز الطبيعي الإسرائيلي. إنه إنجاز هائل للاقتصاد الإسرائيلي وبداية لعهد جديد وافر بالفرص لاقتصادنا، سواء في المجال البيئي أو الجيو- سياسي والاجتماعي والاقتصادي، فضلاً عن أنه يجعل من إسرائيل لاعباً دولياً مهماً». وقال رئيس مجلس إدارة شركة «نوبل انرجي» الأميركية المسيطرة على أكبر حصة (36 في المئة) تشارلز ديفيدسون إن اكتشاف الغاز الطبيعي انجاز أحدث تحولاً «وسيوفر على إسرائيل بلايين الدولارات في تكلفة الطاقة ويشكل محركاً للنمو الاقتصادي».