طالبت كل من دمشق والمعارضة السورية المجتمع الدولي بالتحرك إثر هجوم بصاروخ مزود مواد كيميائية في ريف حلب شمال سورية، الذي أدى إلى مقتل 31 شخصاً بحسب حصيلة رسمية، وتبادل طرفا النزاع المسؤولية عنه. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن وزارة الخارجية أن "حكومة الجمهورية العربية السورية طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة تشكيل بعثة فنية متخصصة ومستقلة ومحايدة للتحقيق فى حادثة استخدام الإرهابيين للأسلحة الكيميائية في خان العسل في محافظة حلب". وكانت الخارجية السورية بعثت أمس برسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن الدولي، اعتبرت فيهما أن "تقاعس المجتمع الدولي عن التحرك لمعالجة تطورات الوضع هو الذي شجع تلك المجموعات الإرهابية على المضي قدما في ارتكاب جريمتها النكراء". وطالبت المجتمع الدولي بال"تحرك بشكل جاد وحازم لمنع هذه المجموعات الإرهابية من الاستمرار بارتكاب جرائمها الخطرة ضد أبناء الشعب السوري، من خلال الحد من الدعم المالي والعسكري واللوجستي والسياسي والإعلامي الذي تقدمه الدول الداعمة لهذه المجموعات ولا سيما تركيا وقطر وبعض الدول العربية". وجددت الخارجية السورية "التزامها بعدم استخدام الأسلحة الكيميائية، إن وجدت، ضد شعبها". وقد نفى متحدث باسم الجيش السوري الحر "اتهام دمشق لمقاتلي المعارضة باستخدام صاروخ يحمل مواد كيميائية". كما دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "هذا الهجوم اليائس"، محملاً "نظام الرئيس بشار الأسد المسؤولية الكاملة"، وطالبت ب"فتح تحقيق دولي وإرسال لجنة تحقيق تزور الموقع". وأكد الائتلاف في بيان "استعداد الحكومة السورية المؤقتة لاستقبال لجنة التحقيق الدولية على الأرض السورية، مع ضمان دخول آمن لمعاينة الموقعين وأخذ العينات وإجراء التحقيق على أرض الواقع تمهيداً لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة". واتهم الائتلاف النظام ب"استخدام السلاح الكيميائي"، مشيراً إلى أن "هذه الأسلحة محرمة دولياً ويمنع استخدامها". كما أكد أن "جميع الدلائل المتوفرة بين أيدينا الآن تشير إلى تورط نظام الأسد باستخدامها ضد أبناء الشعب السوري". وفيما أعلنت روسيا "امتلاكها معلومات حول استخدام المعارضة المسلحة لسلاح كيميائي"، أكدت واشنطن أن "المعارضة لم تستخدم أي سلاح من هذا النوع". من جهته، قال السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد إنه "لا يوجد دليل حتى الآن يدعم التقارير عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية أمس"، إلا أنه أكد "دراسة تلك التقارير بعناية بالغة".