وليد ابو مرشد اكد البيت الابيض الثلاثاء انه لا يملك اي دليل على ان الثوار في سوريا استخدموا اسلحة كيميائية محذرا رئيس النظام السوري بشار الاسد من اللجوء إليها، لأن استخدامه لذلك سيكون «مرفوضا كليا». وقال المتحدث باسم الرئاسة جاي كارني «ليس لدينا اي دليل يدعم الاتهامات الموجهة الى المعارضة (السورية) باستخدام اسلحة كيميائية». واضاف للصحفيين «نشعر بارتياب عميق في نظام فقد كل مصداقية. ونريد ايضا تحذير النظام من اطلاق مثل هذه الاتهامات للتغطية على لجوئه هو للاسلحة الكيميائية». وزعم نظام الأسد بأن الثوار استخدموا ما وصفه «أسلحة كيميائية»، حتى أن روسيا أيدته في هذه الاتهامات ضد المعارضة المسلحة. واشار كارني الى ان الولاياتالمتحدة مازالت تقيم الانباء الواردة من سوريا عن استخدام هذه الاسلحة وذكر ان الرئيس اوباما حذر بالفعل منذ اشهر حكومة الأسد من مغبة اللجوء الى مخزونها من الاسلحة الكيميائية. وقال «قلنا بوضوح ان القلق يساورنا في ان يعتبر نظام الاسد ان تصعيد العنف بالوسائل التقليدية لم يعد كافيا حتى مع اللجوء الوحشي الى صواريخ سكود ضد مناطق شديدة الكثافة السكانية وان يفكر في استخدام اسلحة كيميائية ضد السوريين. انه امر مثير بشدة للقلق». واضاف «من المهم في الوقت الذي تحتدم فيه المعارك في سوريا ويزداد النظام يأسا ان تقول الولاياتالمتحدة والاسرة الدولية بوضوح شديد للاسد ان اللجوء الى الاسلحة الكيميائية سيكون مرفوضا تماما». وشدد المتحدث على ان «الرئيس كان واضحا عندما قال انه اذا ما ارتكب الاسد ومن يأتمرون بأمره خطأ استخدام الاسلحة الكيميائية او اخلوا بواجبهم في ابقائها في امان فانه سيكون لذلك عواقب خطيرة وسيحاسبون عليه». وأكد المتحدث باسم البنتاغون انه «ليس لديه حاليا معلومات استخباراتية لكي يؤكد ما قيل عن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا» واضاف «سنواصل بالتأكيد مراقبة الوضع». وزعمت وزارة الخارجية الروسية في بيان الثلاثاء، أن لديها معلومات تفيد بأن الجيش الحر في سوريا استخدموا اسلحة كيميائية ادت الى مقتل 16 شخصا واصابة 100 آخرين في محافظة حلب. ولم يوضح البيان ما اذا كانت موسكو حصلت على المعلومات من مصادر روسية خاصة ام من مسؤولين في نظام الأسد. وقالت الوزارة انها «تشعر بقلق بالغ من وقوع اسلحة دمار شامل في ايدي المسلحين (المعارضين) ما يزيد من تعقيد الوضع في سوريا». وفي وقت سابق الثلاثاء، زعمت وكالة أنباء النظام الأسدي (سانا) ان «ارهابيين اطلقوا صاروخا يحتوي مواد كيماوية في منطقة خان العسل الواقعة في ريف حلب». وقال تلفزيون النظام ان حصيلة ضحايا الصاروخ ارتفعت الى 25 قتيلا و110 جرحى بعضهم بحالة خطرة. لكن المرصد السوري لحقوق الانسان أكد أن «صاروخ أرض أرض استهدف تجمعا للقوات النظامية في خان العسل»، من دون ان يكون في مكانه تحديد ما اذا كان يحمل مواد كيميائية ام لا. وفيما قد يعد تمهيدا لنية النظام السوري استخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب الذي باتت ثورته على أعتاب القصر الجمهوري، زعم وزير الاعلام الأسدي عمران الزعبي قائلا «بارتكاب هذه الجريمة يحق للحكومة السورية ان تتصرف وفق قواعد القانون الدولي وتتوجه الى المنظمات الدولية والاقليمية للادعاء والشكوى». ونفى الجيش السوري الحر اتهام نظام «العصابات» في دمشق باستخدام السلاح الكيماوي، وحمله مسؤولية هذا الهجوم. وقال احد الناطقين باسم الجيش السوري الحر لؤي مقداد الذي يشارك في اجتماع المعارضة في اسطنبول «نفهم ان الجيش (النظامي) استهدف خان العسل باستخدامه صاروخا بعيد المدى ومعلوماتنا الاولية تشير الى انه يحوي اسلحة كيميائية». واضاف ان «هناك الكثير من الضحايا وعددا كبيرا من الجرحى يعانون من مشاكل في التنفس». وتابع مقداد «لا نملك صاروخا بعيد المدى ولا سلاحا كيميائيا. لو كان لدينا منها لما استخدمناها في استهداف الثوار». وفي الثالث من آذار/مارس، تمكن مقاتلو الجيش الحر من السيطرة على بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي بعد معارك ضارية تركزت خصوصا في محيط مدرسة الشرطة في البلدة وقتل فيها اكثر من 120 عنصرا من قوات النظام واكثر من ستين مقاتلا معارضا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ميدانيا، استولى الجيش الحر على مركز كتيبة مدفعية في النعيمة في محافظة درعا الجنوبية بعد معارك عنيفة انتهت بانسحاب القوات الأسدية مع دبابات الكتيبة التي دخلها الثوار، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وسيطر الثوار على مركز للهجانة «حرس الحدود» قريب من الحدود الأردنية بعد انسحاب القوات النظامية منه، بحسب المرصد. وجاء ذلك غداة يوم دام في سوريا قتل فيه نحو 160 شخصا.