اعتبر الباحث في علم الجريمة الدكتور يوسف الرميح، إشراك الأطفال في الاعتصامات بمثابة «اعتداء صريح على الطفولة». وأضاف أن «إقحام الأطفال في هذه الأحداث يغرس فيهم العداء إزاء كل ما يمثل «الأمن»، وهو ما يجعلهم في المستقبل مهيئين لأن يكونوا مجرمين، خصوصاً حينما يشهدون بأعينهم المواجهة بين آبائهم أو أمهاتهم وبين الأمن»، مردفاً «نحن إذا كنا نقول أنه لا ينبغي أن يشهد الأطفال خلافات والديهم؛ فماذا نقول إذن حين نحلل إشراك الأطفال في اعتصامات ومواجهات مع رجال الأمن». وخاطب الرميح، الآباء والأمهات الذين استخدموا طفولة أبنائهم: «أردتم استعطاف الناس، ولكنكم ربما خسرتم مستقبل أبنائكم، وربما كنتم تحلمون بأبناء متعلمين في مستقبلهم، إلا أن العلم يقول أنكم بفعلكم هذا ربما يكونون مجرمين، مطاردين، مشردين حاقدين»، وزاد أن «المتخصصين في العلوم الاجتماعية يجب أن تكون لهم وقفة في مواجهة المفاهيم المغلوطة التي ارتكبها هؤلاء الآباء والأمهات، وأن يعملوا على توعيتهم فيما ارتكبوه بحق أطفالهم، فالآباء والأمهات هنا سعوا إلى حل مشكلاتهم الآنية، وأوجدوا مشكلات مستقبليه، الله وحده يعلم إلى ما ستؤول إليه». وأشار إلى أن المختصين «مقصرون إزاء واجبهم في مثل هذه القضايا»، قائلاً: «أنا أول المقصرين»، ودعا الآباء الذين أشركوا أبناءهم في الاعتصامات، إلى «الانتباه لسلوكيات أبنائهم خلال هذه الفترة، فقد يحتاج بعضهم إلى معالجة»، موضحاً أن «مضي الوقت يجعل علاج الأطفال أكثر صعوبة من العلاج المبكر».