حذر اختصاصيون من تنامي حالات «ضرب الزوجات لأزواجهن»، وعلى رغم قلة الحالات في المجتمع، وغياب إحصاءات تبين عدد الضحايا المُعنفين من الرجال في السعودية، إلا أن إحصائية عن حالات العنف في العالم العربي، كشفت أن نسبة الرجال المُعنفين بلغت نحو 28 في المئة، من إجمالي حالات العنف. ووعدت فرح فاضل، زوجها بعدم ضربه مجدداً، أثناء احتدام النقاش بينهما. ودام الهدوء فترة، حتى انقلب إلى «عاصفة». وتقول: «كنا في جلسة عادية، وكان بيننا نقاش هادئ، لكنه قلب كل ذلك، بعد أن طرح فكرة الزوجة الثانية وحق الرجل في تعدد الزوجات»، مضيفة: «حولني ذلك إلى «دراكولا»، وهاجمته على رأسه بآلة العجين، انتقاماً منه لطرحه موضوع لا يتناسب مع جلستنا المريحة». وما زاد من غضب فرح، أن طرح الموضوع تزامن مع احتفالهما بمناسبة مرور ثلاث سنوات من زواجهما، وبعد أن قطعا قالب الكعك. وتضيف: «لم أصدق أنه يفتح هذا الموضوع في مثل هذه المناسبة، وحديثه عن حقه في تعدد الزوجات، ولقد صدمني اختياره للتوقيت، واعتبرت ما تفوه به من حديث يثير الغضب، وبمثابة صفعة مؤلمة ومثيرة للغثيان، مردفة أنه «كثيراً ما يختار زوجي مواضيع لا تتناسب مع الوقت والحدث، الذي نعيش لحظته»، مستدركة «ندمت كثيراً، على ضربه. وقد عاقبني بتغيير اسمي على موبايله، إلى «دراكولا»، والمنزل إلى «آلة العجين». يعتبر هلال المؤمن، المرأة التي تضرب زوجها «شاذة في أخلاقها، وتربيتها غير سوية»، مطالباً ب «ترشيد المسألة عبر توفير مؤسسات خاصة لعلاج الأزواج من الوقوع في تصرف محظور». ويقول: «يفترض أن يذَكّر الزوجان على الدوام سنة المعاشرة الزوجية، وما يجب أن تتضمنه من المحبة والمودة»، مؤكداً على أن هذا التصرف «دليل قاطع على عدوانية في نفسية الزوجة، والأمر ذاته ينطبق على الزوج، في حال ارتكب الأمر ذاته مع زوجته». وترجع رئيسة «جمعية العطاء النسائية» الدكتورة أحلام القطري، أسباب ضرب الزوجات لأزواجهن، إلى أن الأمر «عملية عكسية، وتأتي كرد فعل من الزوجة ضد العنف الذي مورس تجاهها». وأشارت إلى أن الظاهرة «غير شائعة كثيراً»، مضيفة أنه «قد يحدث، لكن في نطاق ضيق ومحدود». ترى «القطري»، أن من أسباب لجوء نساء إلى تصرف عنيف، «عدم امتلاكهن سيطرتهن على ذاتهن في مواقف معينة، ما يمنع من توجيه النصيحة الآنية لهن». ونفت وورد حالات عنف ضد الأزواج إلى الجمعية، مبينة أن تفسير الأمر على هذا النحو «لا يعني تبريراً لتصرف المرأة، أثناء لجوئها إلى هذه الوسيلة في الدفاع عن نفسها، إنما من باب أن لكل فعل رد فعل». بدورها، تصف الاختصاصية الاجتماعية رولا القطري، النساء اللواتي يضربن أزواجهن ب «المضطربات شخصياً وسلوكياً»، مرجحة أن سبب ذلك يعود إلى «طفولة المرأة، ومعاناتها». وتضيف: «ربما تعودت على شخصية والدها، وتصرفاته في البيت، ما جعل من الصعب أن تتقبل قوامة رجل آخر عليها»، مؤكدة على «الانتباه إلى هذه الظاهرة التي تزعزع استقرار البيت، وتفقد الأب هيبته ومكانته، لاسيما في حال وجود أبناء»، مردفة أن «المرأة تتصف بالحنان والقدوة، وفعل كهذا سيسلب منها مميزاتها الحقيقية».