أقام المؤتمر الدولي لتطوير الدراسات القرآنية الذي ينظمه كرسي الدراسات القرآنية وعلومه في جامعة الملك سعود، بالتعاون مع مركز تفسير للدراسات القرآنية في مدينة الرياض، معرضاً دولياً لمراكز الأبحاث والمؤسسات والهيئات القرآنية من مختلف دول العالم في إطار الفعاليات المصاحبة للمؤتمر، وعُرض فيه العديد من المخطوطات والكتب والإصدارات، إضافة إلى إبراز الجوانب التقنية التي أسهمت في تطور الدراسات القرآنية. لكن اقتصر حضوره على الرجال، في حين تمت الاستعانة ببعض الباحثات لتقديم دورات عن لسانيات الخطاب القرآني. سعى المؤتمر الذي افتتحه وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، واستمر خمسة أيام ورعاه خادم الحرمين الشريفين، إلى جمع الباحثين والمتخصصين والمهتمين بعلوم القرآن الكريم من داخل المملكة وخارجها، لتبادل الخبرات وتقديم ما لديهم من تجارب وأبحاث ومناقشة الخطط والبرامج وتقديم التصورات التي تسهم في تطوير قطاع الدراسات القرآنية، لتعزيز التكامل والتعاون بين جميع العاملين في خدمة القرآن الكريم وعلومه، في أنحاء العالم أفراداً ومؤسسات على أسس علمية ومهنية. وصاحب المؤتمر فعاليات تتمثل في حلقات نقاش ودورات تدريبية مهنية، ومعرض تتاح الفرصة فيه للمؤسسات القرآنية والمشاريع الإبداعية، في مجال القرآن الكريم، إذ أقيمت ثمان دورات تدريبية نوعية متخصصة، يستفيد منها المتخصصون في القرآن وعلومه في الجامعات وغيرها وعدد كبير من حلقات النقاش. قسمت محاور المؤتمر إلى ستة، الأول: علمي ويشمل البحوث والدراسات المميزة في تطوير الدراسات القرآنية من الناحية العلمية المعرفية في الفروع كافة (علوم القرآن – التفسير – القراءات والتجويد – الانتصار للقرآن – الدراسات القرآنية المعاصرة). الثاني: تعليمي ويشمل البحوث التي تناقش تطوير الدراسات القرآنية من الناحية التعليمية والإدارية، ويدخل في ذلك تطوير مناهج التعليم وطرق التدريس ومهاراته، والأفكار والخبرات كافة في خدمة القرآن وعلومه ومؤسساته. الثالث: تقني ويشمل الأبحاث والبرمجيات والتجارب المميزة في تطوير التقنيات الخادمة للقرآن الكريم، ويدخل فيه عرض التطبيقات المميزة في خدمة القرآن الكريم وعلومه، وتعميم التجارب الناجحة. الرابع: تشجيعي ويشمل البحوث التي ترصد الجوائز والمسابقات التشجيعية في مجال الدراسات القرآنية وسبل تطويرها والارتقاء بها، كما يشمل عرض التجارب الناجحة في المسابقات القرآنية وكيفية تطويرها. الخامس: تمويلي يشمل البحوث التي تبحث في كيفية تمويل المشاريع القرآنية وترسيخ ثقافة الأوقاف القرآنية، وتطوير أفكار ومبادرات في هذا المجال لخدمة القرآن وعلومه. السادس: إعلامي ويشمل البحوث المتعلقة بسبل تطوير الإعلام القرآني، وسبل تفعيل التكامل بين وسائل الإعلام والمؤسسات القرآنية في العالم، وعرض التجارب والأفكار المميزة في هذا المجال. ويهدف المؤتمر إلى المشاركة في تطوير الجوانب المعرفية والتعليمية والتشجيعية والتمويلية والتقنية والإعلامية في خدمة القرآن وعلومه، وتقديم حلول مبتكرة في هذه المجالات، وتطوير جوانب التنسيق والتكامل بين المؤسسات العاملة في خدمة القرآن الكريم. كما يهدف إلى درس واقع الدراسات القرآنية ومعرفة مواطن القوة والضعف واستشراف مستقبل الدراسات القرآنية، سعياً لتطويرها وسد النقص فيها بالإضافة إلى توفير فرص الالتقاء أمام الباحثين والخبراء المعنيين بالدراسات القرآنية في العالم، لتبادل الخبرات والآراء والمؤلفات والبحوث. كما يهدف إلى تقديم مراجعة تقويمية للجهود المبذولة في تطوير الدراسات القرآنية، وإبراز نقاط القوة والضعف فيها والفرص المتاحة لتطويرها ونشرها وتقديم أحدث التجارب في مجال خدمة القرآن وعلومه بشتى صورها، ومناقشة وعرض خطط ومستقبل التطور في الدراسات القرآنية ومشاريعها، وتقديم تصورات ومقترحات في ذلك، مع بيان دور المؤسسات والأفراد في تطويرها والنهوض بها، وتقديم تصورات عن أولويات التطوير في قطاع الدراسات القرآنية، والتعرف على الفرص الاستثمارية الممكنة وآليات تسويقها في مجال خدمة القرآن الكريم وعلومه ودراساته. وهدفت بعض أوراق العمل في المؤتمر إلى تقديم «خطة عمل جامعية لمواجهة تحديات الإساءة للقرآن الكريم في الغرب»، و«الانتصار للقرآن... والإسهام في التقعيد»، «دعوى فهم القرآن في ضوء مناهج العلوم الإنسانية الغربية: منطلقاتها وحقيقتها وآفاقها»، «علم الانتصار للقرآن الكريم: دراسة تأصيلية، مراجعة عدد من النظريات المتعلقة برسم المصحف في ضوء علم الخطوط القديمة»، «نحو دراسة علمية لتاريخ التفسير وتطوره»، «علم الانتصار للقرآن الكريم وعلومه مجالٌ خِصْبٌ لتطوير الدراسات القرآنية في العصر الحديث»، «صناعة المفسر»، «الدراسة المقاصدية للقرآن الكريم»، «دراسة تقويمية لمقرر علوم القرآن في الجامعات السعودية». وجاء ضمن الجهات المشاركة في المعرض كرسي القرآن الكريم وعلومه في جامعة الملك سعود، ومركز تفسير للدارسات القرآنية، وكرسي تعليم القرآن الكريم وإقراؤه بجامعة الملك سعود، وكرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجامعة أم القرى، الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه «تبيان»، إضافة إلى مركز تدبر للدراسات والاستشارات، ومعهد الإمام الشاطبي، ومؤسسة البحوث والدراسات القرآنية «مبدع»، ومصحف دار أفريقيا، والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إلى جانب الكثير من الدور والمراكز البحثية والمؤسسات المعنية بالقرآن الكريم. كما أقيمت دورات تدريبية على مدار ثلاثة أيام من مدة المؤتمر، ومنها أهمية علم الأصوات اللغوية في دراسة علم التجويد قدمها الدكتور غانم قدوري الحمد، والقراءات المعاصرة للقرآن الكريم قدمها الدكتور أحمد بزوي الضاوي، ودورة في لسانيات الخطاب القرآني قدمتها الدكتورة خديجة إيكر، إلى جانب غيرها من الدورات التدريبية المتخصصة.