تشهد العاصمة الفرنسية الأسبوع المقبل توافد قيادات ومسؤولين لبنانيين، إذ يستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند النائب وليد جنبلاط صباح الإثنين والرئيس أمين الجميل الأربعاء، فيما يلتقي قائد الجيش الفرنسي الأميرال إدوار غيو قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي الذي يقيم له مدير مكتب وزير الخارجية دوني بييتون الخميس المقبل مأدبة غداء في الخارجية. وتصادف هذه الزيارات وجود الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري في باريس الذي وفق الرئاسة الفرنسية «مرحب به دائماً إذا رغب». وقال مصدر فرنسي مسؤول ل «الحياة» إن هولاند «يريد تأكيد أن تجرى الانتخابات النيابية في موعدها في لبنان وسيستمع إلى رأي كل واحد منهما (الجميل وجنبلاط) حول القانون الانتخابي وسيطلب من المسؤولَين اللبنانيين أن يساعدا كل من جانبه في تقريب وجهات النظر». ورأى مصدر فرنسي مطلع على الوضع في لبنان أنها «المرة الأولى التي يجد اللبنانيون أنفسهم وحدهم من دون العرابين الذين كانوا من قبل، وعلى رغم ذلك هم غير قادرين على إيجاد حل والجميع يخاف من التحرك، وفي حين أن وسطية وليد جنبلاط جعلته يتحرك في شكل جيد إلا أن الآخرين زرعوا الفوضى مع خلافاتهم حول القانون الانتخابي». وقال المصدر إن الرئيس اللبناني ميشال سليمان «تحدث بشجاعة عندما قال إنه لا يمكن العمل على مشروع مثل مشروع «اللقاء الأرثوذكسي»، والأوساط في فرنسا تقول إنه ليس من شأنها أن تقول رأيها حول القانون الأفضل ولكن، ترى أن الجدل حول هذا القانون يتحول إلى خطة لتقسيم المسيحيين مجدداً». وزاد المصدر أن باريس «تتفهم وتدرك أن هناك مخاوف قوية لدى المسيحيين خصوصاً عندما ينظرون إلى ما حدث في العراق والأخطار التي تهدد المسيحيين في سورية. ومع هذه المخاوف العميقة لدى المسيحيين في لبنان يصعب عليهم التفكير بغير ذلك التوجه وهم بحاجة لطمأنة أنفسهم عبر هذا القانون، أي المشروع «الأرثوذكسي» الذي وفق تفكيرهم سيضمن التصويت المسيحي للمسيحيين وربما هي رؤية قصيرة المدى ولكنها تفهم من ناحية المخاوف». ولم يستبعد المصدر أن «يستخدم حزب الله المسيحيين أداة لخطته في قول مسؤوليه أنه يوافق على كل ما يريده رئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي ميشال عون، لأن الحزب يعرف أنه إذا مر المشروع الأرثوذكسي سيؤدي ذلك إلى كسر اتفاق الطائف ويتيح له أن يحصل على مكانة أقوى في المؤسسات، فيعاد فتح الباب أمام النسبية. وإذا لم ينجح المشروع سيكون هناك بلبلة في صفوف قوى 14 آذار... أي أنها خطة لدفع الفوضى في وقت كانت المعارضة ستعيد ترتيب صفوفها». وأكد المصدر أن «بعض العونيين مقتنع بأن المشروع الأرثوذكسي لن يمشي ولكن، سيحرج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع». ورأى أن «ليس هناك تقدم نحو تسوية على القانون الانتخابي، وباريس تؤكد أنها لا تتدخل في المسار الانتخابي لكنها حريصة على أن يتم إجراء الانتخابات في موعدها». التحقيق البلغاري وأوضح المصدر على صعيد آخر، أن «هناك جدلاً في فرنسا حول مسألة ما إذا كان يجب الاستجابة لطلب بعض الأوروبيين ومنهم البريطانيون، وضع حزب الله على لائحة الإرهاب، فالرأي السائد أن باريس حريصة على عدم زعزعة استقرار لبنان ولكن إذا أُبلغت رسمياً مع أدلة بأسماء أشخاص متورطين في عملية استهداف السياح في بلغاريا، فلا بد من وضع هذه الأسماء على اللائحة. أما بريطانيا فمصرّة على وضع لائحة كاملة من مسؤولي حزب الله على لائحة الإرهاب. والقمة الأوروبية التي ستعقد في بداية شباط (فبراير) المقبل ستبحث في الموضوع».