تأكدت امس، سيطرة القوات الفرنسية - المالية، على مدينة ديابالي التي تبعد نحو 400 كيلومتر شمال شرقي العاصمة باماكو، فيما تجمعت القوات المشاركة في عملية «القط المتوحش» الهادفة الى استرداد شمال مالي من الاسلاميين، في بلدة نيونو حيث عقد ضابطان فرنسي ومالي امس، مؤتمراً صحافياً ميدانياً حضره مراسلون ماليون وآخرون فرنسيون مرافقون لقوات بلادهم. ولم تتمكن «الحياة» من الوصول الى نيونو لمواكبة وقائع المؤتمر الصحافي، بسبب اجراءات امنية مشددة فرضت على حركة التنقل، تحسباً لتسلل مسلحين اسلاميين الى خلف خطوط المناطق «المحررة» لشن هجمات انتحارية. وفي وقت واصل رتلان من القوات الفرنسية المعززة بقوات محلية، التقدم في اتجاه شمال مالي، بدا ان الاسلاميين نفذوا انسحابات تكتيكية في اتجاه بلدة كيدال الجبلية حيث يعتزمون التحصن. وأعلن الناطق الفرنسي باسم عملية «القط المتوحش» الليوتنانت كولونيل ايمانويل دوسور ان قوات بلاده أحكمت السيطرة على مدينتي نيونو وسيفاريه. وأعلنت جماعة «انصار الدين» الإسلامية انها قتلت 60 جندياً مالياً وأسقطت مروحيتين فرنسيتين منذ بدء التدخل الفرنسي، مشيرة الى انها فقدت ثمانية «مجاهدين»، وذلك في بيان نشر على موقع اخباري موريتاني. واستجابت دول عدة الى نداء اطلقه المسؤولون الفرنسيون وقادة دول غرب افريقيا من اجل دعم لوجستي دولي للعملية. وأعلنت برلين عن ارسالها طائرتي شحن وعزمها على تخصيصها مساعدة مالية اضافية الى الدول الافريقية المشاركة في العملية العسكرية في مالي في اثناء اجتماع المانحين المقرر عقده في اديس ابابا في 29 الشهر الجاري. كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان روسيا عرضت على باريس نقل قوات ومعدات فرنسية الى مالي، مشيراً ايضاً الى عرض من كندا لنقل قوات افريقية الى مالي. واستبعدت لندن وواشنطن ارسال قوات الى المنطقة مع تأكيد تصميمهما مكافحة نشاطات «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي». وتقع نيونو على بعد 350 كلم شمال شرقي باماكو وعلى بعد 60 كلم من ديابالي المدينة التي سيطر عليها الاسلاميون الاثنين وغادروها الخميس بعد قصف كثيف للطيران الفرنسي. اما سيفاريه الواقعة على بعد 630 كلم شمال شرقي باماكو، فيوجد فيها مطار ويتيح موقعها الاستراتيجي شن عمليات نحو شمال مالي وتبعد 50 كلم من كونا التي استعاد الجيش المالي السيطرة عليها الخميس بعد ان احتلها الاسلاميون في 10 الجاري، ما سرع تدخل فرنسا التي تخشى تقدم الاسلاميين الى الجنوب وباماكو. وأعلن ناطق باسم الجيش المالي امس، انه سيّر دوريات حول ديابالي، فيما افاد ضابط فرنسي في نيونو ان «المقاتلين المتمردين غادروا المدينة مبدئياً»، محذراً من «تصميمهم على القتال وقدرتهم الكبيرة على التنقل». وأوضح الكولونيل ساغوبا من الجيش المالي ان «قسماً من سكان ديابالي انضم الى فكر الجهاديين وعلينا توخي الحذر في الساعات المقبلة». وأشارت مصادر الى انكفاء الاسلاميين المسلحين من وسط البلاد الى كيدال في اقصى الشمال الشرقي (1500 كلم من باماكو. وأبلغ مصدر امني مالي «فرانس برس» ان «الجهاديين يغادرون تدريجياً المناطق الاخرى متوجهين الى كيدال الواقعة في منطقة جبلية». وكرر هذه المعلومة نائب عن مدينة دونتزا على بعد 800 كلم من العاصمة، مشيراً الى معطيات تؤكد ان الاسلاميين «يلجأون الى منطقة كيدال التي يصعب الوصول اليها». وفي باماكو، ندد ممثلون عن الجاليتين العربية والطوارقية بأعمال انتقامية استهدفتهم بعد تحرير مدن وقرى استولى عليها الاسلاميون. كما تحدثت عن ذلك منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي اكدت وقوع «عمليات قتل».