تونس، القاهرة - أ ف ب - في اليوم الثامن من عملية «القط المتوحش» العسكرية الفرنسية في مالي، استعاد الجنود الفرنسيون والماليون مدينة ديابالي التي تبعد 400 كيلومتر شمال باماكو، وكانت سقطت في ايدي الاسلاميين الاثنين الماضي. كذلك استعاد الجانبان بلدة كونا وسط البلاد. وقالت مسؤولة في بلدية ديابالي: «تحررت المدينة وغادر الاسلاميون» الذين قادهم الجزائري «ابو زيد»، احد قادة «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي»، فيما تحدث الكابتن في الجيش المالي شيكني كوناتي عن «حلق المقاتلين الاسلاميين ذقونهم وتغيير لباسهم للاندماج بالسكان». وأكد سكان في باماكو ان العملية الفرنسية عززت ثقة جيش مالي بقدراته «بما أنه ليس وحده في مواجهة الإسلاميين الأقوى تدريباً وتسليحاً»، مبدين تفاؤلهم بتغيير ميزان القوة لمصلحة هذا الجيش. وكان انهياره السريع وتفكك غالبية وحداته اثر انقلاب 22 آذار (مارس) الماضي اديا الى سقوط أكثر من نصف البلاد في قبضة مسلحي تحالف الجماعات المتشددة المؤلف من «جماعة أنصار الدين» و «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» و «حركة التوحيد والجهاد» و «الموقعون بالدماء». وفيما شهدت صلاة الجمعة في الجامع الكبير بباماكو اطلاق دعوات للقوات الحكومية ب «الظفر والنصر في معركتها القاسية مع مسلحين يرفعون راية الإسلام ويزعمون الجهاد دفاعاً عنه»، قال إمام الجامع الشيخ أوكى كالي ل «الحياة»: «ندعم الحضور العسكري الفرنسي والإفريقي لمؤازرة بلادنا في معركتها». وسينتشر حوالى ألفين من عناصر وحدة التدخل لدول غرب افريقيا في مالي بحلول 26 الشهر الجاري، قبل رفع عددهم تدريجاً الى 5300 للحلول محل القوات الفرنسية. وكان لافتاً رفع عدد من الموظفين الأعلام الفرنسية لدى توجههم الى مكاتبهم، وجني باعة متجولين أرباحاً من بيع الأعلام الفرنسية وصور الرئيس فرانسوا هولاند، وسط اقبال كثيف على اقتنائها، تعبيراً عن أمتنان السكان للبلد الذي جنّب مدينتهم الوقوع تحت سيطرة الإسلاميين الآتين من الشمال، وبينهم عدد كبير من الأجانب. وشدد ابراهيم ساغو الذي يملك متجراً في باماكو، على أن الأطماع التوسعية للإسلاميين فرضت الحرب على حكومة مالي، وقال: «اعتقدنا بأننا لا نحتاج الى قتال، وقبلنا التفاوض معهم، لكنهم فرضوا الحرب علينا». ومع استمرار المعارك، اعتبرت فرنسا الدور المغربي «إيجابياً جداً منذ بدء الأزمة» في مالي، مؤكدة ان البلدين يتقاسمان «الرؤية ذاتها في شأن اخطار التهديد الإرهابي». وأبدت تونس قلقها من انعكاسات النزاع في مالي على أمنها والمنطقة. في القاهرة، تظاهر حوالى مئة اسلامي قرب السفارة الفرنسية، للاحتجاج على التدخل الفرنسي في مالي، متهمين باريس بخوض «حرب ضد الاسلام». ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: «اوقفوا الحرب في مالي. يدّعون انها حرب على الارهاب، لكنها حرب على الاسلام».