يرى خبراء مال ألمان ظروفاً مالية واقتصادية جيدة في البلاد والعالم في هذه المرحلة، تسمح باستمرار صعود مؤشر «داكس» للأسهم في بورصة فرانكفورت، ليس فقط إلى مستواها التاريخي الذي سجلته عام 2007 وبلغ 8100 نقطة، بل إلى مستوى أعلى أيضاً. واستناداً إلى مؤشر «فيلت» الشهري الذي أعدته مؤسسة البحوث «في إم زد» بتكليف من صحيفة «دي فيلت» الألمانية، ينتظر خبراء المؤسسة أن يستمر الارتفاع في حال لم يطرأ تطور دراماتيكي على أزمة الديون الأوروبية يعيدها إلى نقطة الصفر أو إلى أزمة سيولة مالية. وكسب مؤشر «داكس» الذي يعكس أوضاع أسهم 30 شركة ألمانية كبيرة وعملاقة، حوالى 1600 نقطة خلال الأشهر الستة الماضية، واستعاد بذلك أكثر من 30 في المئة من قيمته السابقة. ومنذ أواسط تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وحتى 17 الجاري، ارتفع المؤشر بعد مراحل مدّ وجزر، من 6950 نقطة إلى أكثر من 7735، بزيادة 11 في المئة تقريباً. واستند مؤشر «فيلت» إلى بيانات نمو وبيانات اقتصادية ومالية كثيرة في الداخل والخارج خلال الفترة المذكورة، واعتمد على مؤشرين رئيسين هما بيانات النمو وبيانات التوقعات. وسجل الأول ارتفاعاً بلغ 63 في المئة وعكس عودة الاقتصاد العالمي، بخاصة الصيني، إلى النمو مجدداً بعد تجاوزه كبوة الخريف وازدياد طلبه من جديد على السلع الألمانية. أما المؤشر الثاني فارتفع إلى 62 في المئة، إنما في اتجاه التشاؤم. وعزا رئيس مؤسسة البحوث ماركوس شابر هذا التشاؤم إلى الخوف من عدم تمكن حكومة الولاياتالمتحدة من حلّ الخلاف المالي بين الديموقراطيين والجمهوريين في الجولة الثانية من المفاوضات داخل الكونغرس الأميركي، لإقرار الموازنة الجديدة. وقال إن إبقاء البنك المركزي الأوروبي في جلسته الأخيرة على الفائدة المنخفضة البالغة 0,75 في المئة، وعدم نيته رفعها في الفترة المقبلة، دفع بالكثير من المستثمرين إلى شراء مزيد من الأسهم الألمانية، ما ساعد في ارتفاع مؤشر «داكس». وفي الوقت ذاته تشهد بورصات نيويورك ولندن وطوكيو وغيرها صعوداً في مؤشرات أسهمها. ويرى مراقبون أن إحدى الخبرات المكتسبة من العمل في البورصة هي أن انطلاق العام الجديد بارتفاع في سعر الأسهم، ينعكس على كامل السنة بنسبة 75 في المئة. وحقق «داكس» في اليوم الأول من هذه السنة زيادة وصلت إلى 2,3 في المئة، وهي أعلى زيادة تسجل في اليوم الأول منذ خمس سنوات. وينتشر التفاؤل حالياً لدى العاملين في البورصة لاعتقادهم بأن المؤشر الألماني سيحقق هذه السنة رقماً قياسياً جديداً للمرة الأولى منذ عام 2007. وذكر هايكو تيمه، وهو أحد أقدم العاملين في بورصة فرانكفورت، أن كانون الثاني «مهم جداً، خصوصاً أن أول يومين فيه حاسمان لتطور المؤشر خلال العام الجديد». وأضاف أن انتهاء الشهر الأول بزيادة تزيد نسبة الأمل بتحقيق عام جيد ترتفع فيه إلى 90 في المئة. وفي كل الأحوال لم يستبعد تيمه أن يصل مؤشر «داكس» هذه السنة إلى 9000 نقطة.