تجاوز مؤشر الأسهم الألمانية «داكس» عتبة 5700 نقطة في بورصة فرانكفورت في الأيام الأخيرة، مقتدياً بالمؤشر الأميركي «داو جونز» الذي صعد إلى ما فوق 9700 نقطة في بورصة نيويورك. لكن خبراء ألمانيين تخوّفوا من ان يعيد استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية المؤشر الألماني إلى الوراء نظراً إلى غياب عوامل تجيز الجزم بانتهاء الركود الاقتصادي العالمي. وخسرت الأسهم الألمانية أكثر من نصف قيمتها مع بدء الأزمة قبل سنة، لكنها استرجعت ربع ما خسرته على رغم انتقال الأزمة من قطاع المال إلى قطاع الصناعة. ونقلت النشرة الاقتصادية الشهرية ل «غرفة التجارة والصناعة العربية - الألمانية» عن خبراء ماليين ومستثمرين في البورصة تأكيدهم ان العنصر الحاسم في الارتفاع والهبوط لم يكن في الفترة الأخيرة نتائج أعمال الشركات، بل مجرد العرض والطلب في البورصة غير المرتبطين بعوامل تقليدية. وعندما تقلصت قيمة أسهم الشركات ال 30 التي يتشكَّل منها «داكس» مع تراجع المؤشر إلى مستوى 3589 نقطة في آذار (مارس) الماضي، كان العالم حينئذ يواجه أزمة مالية ما لبثت ان تحولت ركوداً اقتصادياً عالمياً. وبلغ تشاؤم المستثمرين تقريباً المستوى الذي وصل إليه عام 2003 بعد بدء حرب العراق حين تراجع «داكس» إلى مستوى 2188 نقطة. وعاود المؤشر الارتفاع فجأة فتجاوز في صيف 2007 حاجز 8156 نقطة، قبل ان يتراجع مجدداً إلى النصف تقريباً بسبب تفجّر أزمة الائتمان المالية الدولية قبل سنتين. ويحتاج انتعاش أسهم البورصة إلى مؤشرات وبيانات اقتصادية إيجابية تدعمه، وإلا فإن عمره قد لا يطول، وفقاً لاقتصاديين كثر. وهذا ما حصل مطلع الربيع الماضي حين ساعد مؤشرا معهدي «إيفو» و «زد أي في» وبيانات أخرى حول أجواء الشركات الألمانية المتفائلة على تشجيع أعداد متزايدة من المستثمرين على شراء الأسهم، ما أدى إلى صعود «داكس» إلى أكثر من 5400 نقطة منتصف آب (أغسطس) الماضي، خصوصاً بعد الإعلان الرسمي عن تحقيق الاقتصاد الألماني في الربع الثالث نمواً بنسبة 0.3 في المئة للمرة الأولى منذ سنة. صحيح ان «داكس» تراجع بعد يومين إلى 5200 نقطة بسبب عدد من البيانات الاقتصادية السلبية المحلية والدولية، ورغبة مستثمرين في تصفية أرباح، فهو ما لبث ان واصل ارتفاعه بصورة لافتة. وينتظر مالكو الأسهم الآن بيانات الشركات الكبيرة عن مبيعاتها وأرباحها عن الربع الثاني من السنة. وفيما كانت بياناتها الماضية سلبية، يتوقع الخبراء الآن انعطافاً إيجابياً في عدد كبير منها نحو الأفضل. وجاء المؤشر الإيجابي الأول من شركة «دايملر بنز» التي أعلنت عن أرباح في الربع الثاني بلغت 1.1 بليون يورو. وينطلق خبراء البورصة حالياً من فرضية إيجابية، تفيد بأن عدد الراغبين في شراء الأسهم سيفوق في الأسابيع المقبلة عدد الراغبين في بيعها، ما يعني ان الأسهم تتجه إلى تحقيق ارتفاع جديد في قيمتها على رغم التذبذبات والانتكاسات التي ستحصل.