أشارت توقعات إيجابية جديدة لعدد من خبراء المال والاقتصاد الألمان إلى ان عجلة الإنتاج والصادرات في البلاد ستتحرك في النصف الثاني من السنة بصورة تفاجئ الجميع في الداخل والخارج. وكشف استطلاع أجرته صحيفة «فيلت أم زونتاغ» مع مجموعة من كبار الاقتصاديين ونشرته أمس ان خبراء كثراً بدأوا يعيدون حساباتهم، ويرفعون توقعاتهم بعدما فوجئوا بتسارع وتيرة النمو بما يفوق ما كان منتظراً. ونقلت الصحيفة عن كبير خبراء المصرف «يونيكريديت» أندرياس ريس قوله: «إن فرص تحقيق مفاجآت إيجابية في الاقتصاد خلال شهور الصيف كبيرة». ورأى كبير خبراء النمو في شركة «أليانس» العملاقة رولف شنايدر ان «إشارات الانتعاش أصبحت واضحة»، مضيفاً ان التفاؤل عاد إلى مسؤولي الشركات، فيما تشهد الصادرات بدفع إيجابي من الخارج، ولا يزال الاستهلاك قوياً. ورأى الخبير في معهد بحوث الاقتصاد «إي في» ميشال غروملينغ «أن أنباء الشركات الإيجابية العديدة التي تصل تشير إلى ان الركود وصل إلى أدنى مستوى ممكن»، متوافقاً في ذلك مع رأي كبير خبراء النمو في معهد «إيفو» لبحوث الاقتصاد في ميونيخ كاي كارستنزن بأن الركود «وصل إلى نهايته بأسرع مما كان منتظراً». وأجمع هؤلاء على ان النصف الثاني من السنة، بعد التراجع الحاد الذي سجله الاقتصاد الألماني في الشهور الستة الماضية، «لن يشهد تراجعاً مماثلاً، وفي أسوأ الأحوال تراجعاً محدوداً جداً». وفي اعتقاد الخبير في شركة «إس بي سي» لوتار هيسلر، انتهى سقوط الاقتصاد الألماني عملياً في الربع الأول من السنة». ويدعم هذا الاستنتاج الانتعاش الجديد الذي أحرزه المؤشر «داكس» في بورصة فرانكفورت مرة أخرى خلال الأسبوع الماضي، بعد التدهور الذي شهده خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وأعاده تقريباً إلى موقعه المنخفض جداً الذي وصل إليه في آذار (مارس) الماضي، وخسر فيه ثلثي ما ربحه حتى أواسط الشهر الماضي. وحققت أسهم المؤشر هذا الأسبوع زيادة بلغت تسعة في المئة، هي الأعلى له خلال أسبوع واحد هذه السنة، ليقترب من جديد من حاجز الخمسة آلاف نقطة النفسي، بعدما اخترقه مرات لفترات قصيرة. وساهمت في انتعاش البورصة الألمانية بيانات إيجابية مقبلة من الولاياتالمتحدة، بعد إعلان مصارف كبيرة وشركات ضخمة عن تحقيق أرباح في الربع الثاني من السنة أعلى مما كان منتظراً. وعقَّب الخبير المالي في مؤسسة «ميريل لينش» في أوروبا هولغر شميدلينغ بالقول إنه حتى أسابيع قليلة ماضية كان التساؤل يدور حول ما إذا كان الاقتصاد سيشهد انتعاشاً في النصف الثاني من هذه السنة، «إلا ان التساؤل يدور الآن حول ما إذا كان المرء يقلل من حجم الانتعاش المنتظر». وأعلن خبراء «أليانس» و«يونيكريديت» أنهما سيقدِّمان في الأيام القليلة المقبلة توقعات إيجابية جديدة. وكشف ريس أنه وزملاءه في المصرف سيعدّلون توقعاتهم السابقة لمعدل النمو المنتظر في الشهور الستة المقبلة ليرفعوها بقوة إلى الأعلى. وذكر شنايدر ان شركته سترفع قريباً جداً سقف توقعاتها السابقة، مشيراً إلى ان النمو الإيجابي سيحقق في كل من الربعين الثالث والرابع نسبة اثنين في المئة. وأضاف ان النمو في ألمانيا سيحقق في السنة المقبلة 2.5 في المئة، الأمر الذي سيتجاوز كل التوقعات الحالية أضعافاً.