يبدو أن توقعات خبراء المال والبورصة بتجاوز «مؤشر داكس» لأسهم أكبر 30 شركة ألمانية ضخمة، الحاجز النفسي المقدر بسبعة آلاف نقطة، وبعد تذبذبات عديدة شهدتها الأشهر الماضية، تحققت أول من أمس بتسجيله 7002 نقطة. صحيح أن المؤشر عاد وهبط صباح أمس نحو 50 نقطة، إلا أنه شهد مدّاً وجزراً طوال اليوم من دون أن يستبعد أحد إمكان ارتفاعه مجدداً. ورأى مراقبون أن المهم في الأمر أن الحاجز النفسي تحطم معبرّين عن قناعتهم بأن الانتعاش الاقتصادي الحاصل في البلاد على مختلف المستويات يشكل الأرضية الصالحة لإعطاء المؤشر دفعاً جديداً. وبذلك يواصل «مؤشر داكس» ارتفاعه الذي بدأ قبل شهرين بصورة لافتة بعد تراوحه لفترة طويلة حول 6300 نقطة. وساهمت البيانات المالية الصادرة عن الشركات الثلاثين، وكذلك عن مجمل الاقتصاد الألماني المنتعش، في إعطائه قوة جديدة أوصلته أواسط تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى حدّ 6841 نقطة للمرة الأولى منذ حزيران (يونيو) 2008، وذلك عشية كشف حكومة إرلندا عن وصولها إلى حافة العجز المالي الكامل كما حصل مع اليونان، وحاجتها إلى دعم الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لمنع إفلاسها. وأدت مسارعة الاتحاد وصندوق النقد إلى إعلان استعدادهما لتأمين حاجات إرلندا المالية البالغة 85 بليون يورو إلى وقف اهتزاز المؤشر بعد استعادة الأسواق المالية ثقتها باليورو وبالقدرة على حل أزمة الديون الجديدة لإرلندا. إضافة إلى ذلك ساعدت العودة الناجحة لشركة «جنرال موتورز» الأميركية للسيارات إلى بورصة نيويورك بعد تغلبها على عجزها المالي، وارتفاع قيمة سهمها مع انطلاقتها الجديدة بنسبة 3.6 في المئة إلى 34.19 دولار، حماسة كبيرة في الولاياتالمتحدة انعكست إيجاباً على بورصات العالم، وفي مقدمها بورصة فرانكفورت. وسبق ذلك حصول بورصة نيويورك على حقنة انتعاش عقب إعلان الحكومة الأميركية عن برنامج دعم جديد للقطاع المالي لشراء سندات حكومية بقيمة 600 بليون يورو بهدف تأمين للسوق الأميركية، الأمر الذي استدعى انتقادات شديدة من جانب حكومات عدة بينها ألمانيا، واتهام الولاياتالمتحدة بخنق المنافسة الحرة وتسييل المال في البلاد بصورة تقود إلى خفض أكبر لقيمة الدولار أمام العملات الصعبة الأخرى ودون مراعاة لخطر زيادة التضخم. ويمكن اعتبار عدم تحقيق اليونان هدف التقشف الذي وضعته لهذا العام، وتوقع خبراء كثر أن تنضم البرتغال قريباً إلى كل من اليونان وإرلندا في إعلان عجزها المالي وطلب المساعدة الأوروبية والدولية، عوامل سلبية يخشى منها خبراء المال والبورصة في أوروبا على أسعار الأسهم وعلى اليورو. وفي حال لم يتحقق السيناريو المزعج هذا ينتظر هؤلاء استمرار «داكس» في الارتفاع في ظل الآفاق الاقتصادية الجيدة للاقتصاد الألماني والعالمي. وفيما ذكر الخبير كارستن كلوده من بنك «إم إم فاربورغ» بأن الأسهم المالية «تنتظر أخباراً إيجابية وتسلقاً جديداً» توقع خبراء المصرف الوطني «إل بي بي» في ولاية برلين أن يخترق مؤشر الأسهم في فرانكفورت حاجز السبعة آلاف نقطة في المدى المتوسط «حتى ولو سجل تراجعاً من وقت إلى آخر». بل واعتبر الخبير راينر سانتاريوس من «بنك ترينكهاوس» بأن القيمة الفعلية للمؤشر حالياً تزيد على سبعة آلاف نقطة. أما خبراء مصرف «دي سي بنك» فقالوا إنهم ينتظرون أن تحقق الشركات الثلاثين في المؤشر تطوراً جيداً في الأسواق المالية الدولية العام القادم تفوق حصيلته الرقم القياسي الذي تحقق عام 2007 عندما تجاوز الثمانية آلاف نقطة بصورة واضحة.