على رغم تبقي أربعة أيام فقط على الانتخابات العامة في إسرائيل (الثلثاء المقبل)، إلا أن رُبع الإسرائيليين لم يقرر بعد الحزب الذي سينتخبونه، فيما تشير استطلاعات الرأي مجدداً إلى تفوق أكيد لتكتل أحزاب اليمين - المتدينين على تحالف الوسط - اليسار - العرب، وإن تفاوتت النتائج بين استطلاع وآخر. ووفق كل الاستطلاعات، فإن قائمة «ليكود بيتنا» المشتركة بين حزب «ليكود» الحاكم بزعامة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو و»إسرائيل بيتنا» بزعامة وزير الخارجية المستقيل أفيغدور ليبرمان، لن تنجح في الحفاظ على تمثيل الحزبين في الكنيست المنتهية ولايتها (42 مقعداً)، بل ستخسر بين 5-11 مقعداً تذهب في معظمها إلى الحزب الديني الصهيوني الممثل الأبرز للمستوطنين في الكنيست، «البيت اليهودي - مفدال» بزعامة النجم الصاعد في الحلبة السياسية نفتالي بينيت (40 سنة). وما زال استطلاع صحيفة «معاريف» التي انتقلت ملكيتها أخيراً إلى رجل أعمال يميني متدين من إحدى المستوطنات في الضفة الغربية وبات خطها يمينياً بكل وضوح، يمنح أفضل النتائج لتكتل اليمين- المتدينين، إذ يحصل على 72 مقعداً من مجموع 120، ما يعني منح نتانياهو فرصة تشكيل حكومة يمينية دينية متشددة، بينما أفاد استطلاع القناة العاشرة بأن هذا التكتل يحصل على 65 مقعداً، منها مقعدان لأكثر الأحزاب تطرفاً «عوتسماه ليسرائيل» القريبة من حركة «كهانا» العنصرية المحظورة المتوقع أن يستثنيها نتانياهو من ائتلافه، ما سيضطره إلى ضم أحد أحزاب الوسط لتحالفه ليضمن قاعدة برلمانية متينة. ويعتبر حزب «يش عتيد» (يوجد مستقبل) الوسطي المتوقع فوزه ب 8 -10 مقاعد مرشحاً أكيداً للانضمام إلى أي حكومة يشكلها نتانياهو. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنها ستنشر اليوم أكبر استطلاع للرأي سيكون الأخير قبل الانتخابات، ملمحةً إلى أن «ليكود بيتنا» لن يحوز أكثر من 33 مقعداً، ما يعتبره أقطاب الحزب هزيمة مدوية. وأفادت الصحيفة بأن استطلاعاً داخلياً أجراه «ليكود بيتنا» أخيراً أكد أيضاً أن القائمة المشتركة لن تحصل على أكثر من 37 مقعداً، أي أن الحزبين المتحالفين سيخسران خمسة مقاعد مقارنةً بتمثيلهما الحالي. وتثير هذه النتائج غضب أوساط واسعة في «ليكود» تتهم المستشار الأميركي للحملة الإعلامية أرثور فنكلشتيان بتضليل الحزب حين أحضر استطلاعاً قبل شهرين قال إن التحالف بين «ليكود» و»إسرائيل بيتنا» سيحقق للقائمة المشتركة 45 مقعداً، بينما الاستطلاع الحالي يشير إلى 37 في أحسن الأحوال. وعليه، يعتبر «ليكود بيتنا» وسائر الأحزاب المتنافسة اليومين المتبقيين على انتهاء الدعاية الانتخابية (السبت) فرصة لإقناع المترددين بالتصويت لها. وعززت الأحزاب العربية الثلاثة الرئيسة، «الجبهة الديموقراطية» و»القائمة العربية الموحدة» والتجمع الوطني الديموقراطي»، حملتها الدعائية على مسارين رئيسين، الأول دعوة العرب إى المشاركة في الانتخابات بنسبة كبيرة لأن غير ذلك معناه إضعاف التمثيل العربي لمصلحة التمثيل اليهودي، والثاني دعوة المواطنين إلى نبذ الأحزاب الصهيونية ورفض إغراءات «مقاولي الأصوات» الذين يروجون للأحزاب المختلفة وبينها الأكثر تطرفاً. وطبقاً للاستطلاعات، فإن نسبة المصوتين العرب قد لا تتعدى هذه المرة 50 في المئة (أصحاب حق الاقتراع نحو 830 ألفاً)، علماً أنها بلغت في الانتخابات السابقة أدنى نسبة لها (53 في المئة) منذ الانتخابات للكنيست الأولى عام 1948. لكن في مقابل انخفاض نسبة التصويت، ترتفع في السنوات الأخيرة نسبة المصوّتين العرب للأحزاب العربية الوطنية (بما فيها الجبهة) والإسلامية، إذ بلغت نحو 80 في المئة في الانتخابات السابقة، فيما تذهب باقي الأصوات لأحزاب صهيونية من خلال نشاط «مقاولي أصوات» أو مرشحين على لوائحها، كما يحصل في هذه المعركة من خلال محاولات لحشد أصوات أبناء الطائفة المعروفية (أكثر من 60 ألف صاحب حق اقتراع) لابن الطائفة حمد عمار المرشح على لائحة الحزب المتشدد «إسرائيل بيتنا»، أو أيوب القرا من «ليكود» المحسوب على الجناح الأكثر تطرفاً فيه.