رغم النتائج المتضاربة لاستطلاعات الرأي في إسرائيل في شأن توزيع المقاعد في الانتخابات العامة المقبلة، إلا أنها جاءت بحقيقتين بارزتين، الأولى أن تكتل اليمين – المتدينين سيحافظ على غالبيته البرلمانية 64-66 مقعداً في مقابل 43-45 لتكتل أحزاب الوسط واليسار و11 مقعداً للأحزاب العربية. والحقيقة الثانية هي أن زعيم «ليكود» رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو هو الذي سيُكلَّف، بصفته رئيس الحزب الأكبر، تشكيل الحكومة المقبلة أيضاً. وبقيت الصورة غير واضحة فقط في شأن «مفعول» قرار نتانياهو وزعيم «إسرائيل بيتنا» وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان خوض الانتخابات في قائمة مشتركة تحت مسمى «ليكود بيتنا»، فبينما أظهر استطلاعان للرأي أن هذه القائمة ستحقق 42-43 مقعداً لو أجريت الانتخابات اليوم، أفاد استطلاع ثالث أن القائمة لن تحوز أكثر من 35 مقعداً، أي أن الحزبين يخسران في هذه الحال سبعة مقاعد قياساً بتمثيلهما في الكنيست الحالية (البرلمان). وبحسب استطلاع أُجريَ لمصلحة «معاريف»، يحصل تحالف «ليكود بيتنا» على 43 مقعداً يتيح لنتانياهو تشكيل الحكومة المقبلة على رأس تكتل يميني – ديني من 66 مقعداً، يضم أيضاً «شاس» الديني الشرقي المتزمت (10 مقاعد) و «يهدوت هتوراه» الديني الأشكنازي المتزمت (5) و «البيت اليهودي – مفدال» (8). في المقابل، تحصل أحزاب الوسط واليسار الصهيوني مجتمعةً على 42 مقعداً، نحو نصفها لحزب «العمل» بزعامة شيلي يحيموفتش (20 مقعداً في مقابل 13 في الانتخابات الأخيرة). ويحصل «كديما» الذي خرج الحزب الأكبر في الانتخابات الأخيرة (28 مقعداً) على 4 مقاعد فقط، بينما يحصل الحزب الجديد «يش عتيد» برئاسة الصحافي يئير لبيد على 15 مقعداً، وحزب «ميرتس» على 3 مقاعد، فيما لا يجتاز حزب «عتسمؤوت» بزعامة وزير الدفاع ايهود باراك نسبة الحسم ويختفي عن الساحة. وتحصل القوائم العربية الثلاث، التي يستثنيها اليمين والوسط على السواء من أن تكون شريكة في الحكومة المقبلة على 11 مقعداً، علماً أن الأحزاب العربية ذاتها لا ترى نفسها شريكة في ائتلاف حكومي وأن أكثر ما يمكن أن تقوم به من دور هو أن تشكل «جسماً مانعاً» للحؤول دون تشكيل حكومة يمينية في حال تعادلت القوى بين اليمين والوسط. واعتبر معلقون ان نتائج هذا الاستطلاع تشكل «حبة مسكّن» لرئيس الحكومة ووزراء «ليكود»، وتفيد الأول قبل ساعات من اجتماع اللجنة المركزية لحزب «ليكود» المقرر مساء أمس لإقرار التحالف مع «إسرائيل بيتنا»، وسط أصوات منتقدة اضطرت نتانياهو إلى أن يلقي بثقله لإقناع النافذين في اللجنة المركزية بتأييد التحالف بداعي أن خوض «ليكود» الانتخابات بمفرده لا يضمن له أن يخرج الحزب الأكبر، فيخسر بالتالي فرصة تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة. ولم تختلف نتائج استطلاع القناة الثانية كثيراً عن استطلاع «معاريف»، إذ تحصل القائمة المشتركة «ليكود بيتنا» على 42 مقعداً، و «شاس» على 13، و «يهدوت هتوراه» على 5، وهو عدد المقاعد ذاته الذي يحصل عليه «البيت اليهودي – مفدال». وبالمجموع يحصل التكتل اليمين الديني على 65 مقعداً، في مقابل 44 مقعداً لتكتل الوسط – اليسار موزعة على النحو التالي: «العمل» (23)، و «يش عتيد» (9)، و «ميرتس» (6)، و «كديما» (3)، و «عتسمؤوت» (3)، والأحزاب العربية على 11 مقعداً. في المقابل، أفاد استطلاع القناة العاشرة أن «ليكود بيتنا» لن يحصل على أكثر من 35 مقعداً، لكن عدداً من المقاعد التي يخسرها تصب في مصلحة أحزاب يمينية أخرى مثل «شاس» التي تقفز إلى 14 مقعداً، و «البيت اليهودي - مفدال» (9)، و «يهدوت ههتوراه» (6)، وعليه يحصل التحالف اليميني الديني على 64 مقعداً، في مقابل 45 مقعداً لتكتل الوسط – اليسار: «العمل» (23)، و «يش عتيد» (13)، و «كديما» (5)، و «ميرتس» (4)، والأحزاب العربية (11). على صلة بالانتخابات، أفادت صحيفة «معاريف» أمس أن رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت لن يحسم موقفه من العودة إلى الساحة السياسية قبل الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة الأسبوع المقبل. وأضافت أن فوز الرئيس الحالي باراك اوباما بولاية ثانية قد يحفّز اولمرت على العودة نظراً الى العلاقات الطيبة بينه وبين الإدارة الأميركية في مقابل العلاقات المتوترة بينها وبين نتانياهو. إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن اولمرت لم يتلق بعد رداً من وزيرة الخارجية في حكومته تسيبي ليفني على اقتراحه بأن تكون الرقم 2 في قائمة انتخابية جديدة برئاسته، وسط أنباء بأنها تفضل خوض الانتخابات على رأس قائمة لتكون مرشحة أحزاب الوسط لرئاسة الحكومة.