اتفق المعلقون الإسرائيليون في الشؤون الحزبية على أنه مع افتتاح المعركة الانتخابية للكنيست المقبلة، في أعقاب إعلان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تبكير الانتخابات العامة إلى مطلع العام المقبل (بين منتصف كانون الثاني وآخره)، يبدو نتانياهو المرشح الوحيد لقيادة الحكومة المقبلة أيضاً حيال حقيقة أن لا منافس له على هذا المنصب في ظل غياب منافسين من الوزن الثقيل يقودون تكتل الوسط واليسار مثل ايهود باراك (يتزعم حزباً صغيراً ليس أكيداً أنه سيجتاز نسبة الحسم)، وايهود أولمرت وتسيبي ليفني اللذين تركا حزب «كديما» المتهاوي أصلاً، وأيضاً إزاء حقيقة أن جميع استطلاعات الرأي تشير إلى أن «ليكود» بزعامة نتانياهو سيخرج الفائز الأكبر في الانتخابات ويتوقع أن يرفع تمثيله الحالي (27 مقعداً)، فضلاً عن ترشيح فوز تكتل اليمين والمتدينين بغالبية مطلقة من المقاعد البرلمانية. ولاحظ أكثر من معلق أن السؤال الماثل اليوم أمام الناخبين في إسرائيل هو من سيشارك في الحكومة المقبلة برئاسة نتانياهو: تكتل اليمين والمتدينين (كما تركيبة الحكومة الحالية)، أم حكومة يمينية – وسطية بمشاركة حزبي «العمل» و«ييش عتيد»، أم حكومة موسعة تشمل الأحزاب المختلفة. وطبقاً لتقارير صحافية، فإن نتانياهو لن يحسم موقفه من هوية الحكومة المقبلة، وقد يسعى إلى حكومة «وحدة وطنية» مع الأحزاب الثلاث الكبرى المتوقع أن تشمل «العمل» بزعامة شيلي يحيموفتش، و «إسرائيل بيتنا» المتطرف بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، و «ييش عتيد» الجديد بزعامة الإعلامي يئير لبيد، وبذلك يتفادى تعلقه بالأحزاب الدينية المتزمتة التي شكلت منذ عقدين وأكثر «بيضة القبان» في الحكومات المختلفة. وكي لا تكون يداه مكبلتين للذهاب إلى ائتلاف يميني متشدد يفرضه عليه حزبه «ليكود»، سيلقي نتانياهو بثقله في الانتخابات الداخلية للحزب لمنع انتخاب مرشحين من المعسكر المتطرف الذي يمثل غلاة المستوطنين بزعامة موشيه فيغلين، ليتفادى كتلةً برلمانية صقرية ورافضة ومشاكسة. إلى ذلك، اتفق المعلقون على أن نتانياهو سيحاول أن تسيطر الملفات الأمنية (الملف الإيراني، والتطورات في العالم العربي، و «الجهاد العالمي») على أجندة معركته الانتخابية لاستبعاد «الملف الاجتماعي» الذي يشكل موطن الضعف لحكومته الحالية، وهو الملف ذاته الذي يبني حزبا «العمل» و «ييش عتيد» حساباتهما عليه لمقارعة نتانياهو. في هذا الصدد، كتب كبير المعلقين في «يديعوت أحرونوت» ناحوم بارنياع أن نتانياهو سيستخدم «الملف الإيراني» مرتين: في الأولى سيدّعي أنه اضطر العالم إلى فرض عقوبات على إيران، وفي الثانية أنه الوحيد بين زعماء الأحزاب القادر على «مواجهة الخطر المتربص بإسرائيل والمتمثل في الملف النووي الإيراني». وذكّر المعلق أن «القلق الوجودي» للإسرائيليين لم يضرّ ذات مرة رئيس حكومة يمينياً خاض الانتخابات. من جهته، كتب محرر صحيفة «هآرتس» آلوف بن أن نتانياهو أعلن أمس انتخابات سريعة يتوقع أن تضمن له استمرار حكمه حيال حقيقة أن «خصومه ضعفاء لا وزن جماهيرياً لهم ولا يقترحون طريقاً بديلة ... وهو، مقارنةً بهم، سياسي ورجل دولة ونافذ لا بديل له في الوقت الراهن». وأضاف أن نتانياهو بكّر الانتخابات قبل أن تسوء الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في الدولة أو أن يظهر منافس ذو شأن ووزن.