خفضت مؤسسة «موديز» التصنيف الائتماني لقبرص ثلاث درجات من «بي 3» إلى «سي أي أي 3» مع نظرة مستقبلية سلبية بسبب زيادة متوقعة في ديونها، محذرة من احتمال خفض التصنيف مجدداً. وتوقعت «موديز» في بيان أول من أمس، أن تتزايد أعباء الديون على قبرص بسبب الحاجات المالية لمصارفها التي تضررت نتيجة تعاملها مع اليونان، بينما أكدت مسؤولة الائتمان في مجموعة الأخطار لدى المؤسسة سارة كارلسون، وجود «احتمال أكبر لتخلف الحكومة عن التسديد أو للضغط لإجراء مبادلة صعبة للديون». إلى ذلك أعلنت الحكومة القبرصية أنها لا تسعى إلى الحصول على «معاملة خاصة» في شأن خطتها للإنقاذ المالي التي تناقش حالياً، إلا أنها توقعت من شركائها «بادرة تضامن». وقال الناطق باسمها ستيفانوس ستيفانو في تصريح إلى الإذاعة العامة «لم نطلب معاملة خاصة، وقبرص تريد فقط من شركائها الأوروبيين أن يكونوا معتدلين ومنصفين في المفاوضات حول خطة الإنقاذ المقدرة قيمتها ب17 بليون يورو على أربع سنوات، منها 10 بلايين يورو لإعادة رسملة مصارف قبرصية تأثرت بأزمة الديون اليونانية». وأضاف «نريد بادرة تضامن تجاه بلد يقر الجميع بأنه ضحية القرار الأوروبي بخفض الدين اليوناني»، من دون أن يوضح أكثر «البادرة» المطلوبة. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أعلنت عدم منح قبرص أية شروط تفضيلية من شركائها الأوروبيين، مذكرة بأن هناك قواعد عامة في أوروبا. وقالت بعد محادثات مع رئيس الوزراء المالطي لورانس غونزي: اتفقنا على أن من المهم... ألا نقدم شروطاً خاصة لقبرص، فلدينا قواعد مقبولة عموماً في أوروبا ونحن بعيدون جداً عن استكمال المفاوضات». وأكد رئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو جان كلود يانكر أول من أمس أن لا قرار في شأن خطة الإنقاذ المالي لقبرص في الاجتماع المقبل للمجلس في 21 الجاري، مشيراً إلى أن التوصل إلى حل سيتطلب وقتاً أطول. واضطرت قبرص، التي اعتمدت موازنة تقشف شديد هذه السنة، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي اللجوء إلى صناديق معاشات مؤسسات شبه حكومية لدفع رواتب الموظفين، وما زالت تفاوض «ترويكا» الجهات الدائنة، أي صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي، على شروط مساعدتها. وعقد وزير المال القبرصي فاسوس شيارلي أول من أمس محادثات مع ديبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، شدد فيها للشركاء على أن قبرص ليست موقعاً لغسل أموال المافيا الروسية كما جاء في سلسلة من المقالات الصحافية، خصوصاً في ألمانيا.