أثارت الصحافية الأميركية الحاصلة على جائزة بوليتزر كارين ايليوت هاوس جدلاً كبيراً بكتابها «عن السعودية.. شعبها.. الماضي والدين، خطوط الخطأ والمستقبل». وتقول الكاتبة الأميركية التي ترأست «وول ستريت جورنال» وشركة «داو جونز» إنها تستند إلى خبرة في زيارة المملكة، ومعايشة السعوديين على مدى 30 عاماً. وسألتها «الحياة» إن كانت مُنعت من زيارة المملكة إثر صدور كتابها المذكور، فأجابت: «أنا في الرياض، لم يطردني أحد». ولاحظت «أنه على رغم مطالبة سعوديين بلجم الفساد وتحسين الخدمات، فإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحظى بشعبية كبيرة». وتفجَّر - في مقابلة أجرتها معها «الحياة» في الرياض - جدلاً بقولها إن كثيراً من السعوديين لا يعرفون مدن المملكة ومحافظاتها، ويجهلون حجم التنوع الثقافي والاجتماعي في بلادهم! ووصفت ذلك التنوع بأنه «إيجابي إلى حد ما»، وقالت: «سني وشيعي، محافظ وليبرالي، نساء متشددات، ونساء منفتحات على بيئات العمل والحياة العامة، تنوع اجتماعي، وتنوع في الرأي، وهذا يدفع الحكومة (السعودية) إلى محاولة إرضاء الجميع في قراراتها، من الصعب إرضاء الجميع». (للمزيد) وتقول هاوس التي تقاعدت منذ العام 2006 إنها عكفت خمسة أعوام على تأليف كتابها عن السعودية. وسألتها «الحياة» إن كانت واجهت صعوبة في زيارة المملكة بعد صدوره، فردت: «أنا في الرياض، لم يسألني أحد، لم يطردني أحد، أظن أن الحكومة هنا تتفهم، ولديها إدراك بالتنوع». ورأت هاوس التي تزور السعودية منذ 1979 أن المملكة في الثمانينات كانت أكثر انفتاحاً منها الآن، وعن خيبة توقعات ب«ربيع عربي» في السعودية، قالت: «معظم من تحدثت إليهم لم يعبروا عن رغبتهم في نظام ديموقراطي كما يريده المواطن الأميركي مثلاً، كانت أحاديثهم ورغباتهم متعلقة بالعدالة (...) يريدون قوانين وأنظمة واضحة (...) ورقابة صارمة ومكاشفة عن أموال الدولة وإيراداتها ونفقاتها». وعن الموقف النمطي الغربي إزاء المرأة السعودية، قالت هاوس: «الملك عبدالله بن عبدالعزيز يدعم المرأة، هناك إعطاء فرص للمرأة على مستوى الوظائف، وهناك دعم واضح للمرأة - قدر المستطاع - لتوظيفها في وظائف مختلفة كانت حكراً على الرجال، وأيضاً دعم الملك المرأة بإدخالها مجلس الشورى، الممانعة ضد المرأة في السعودية ليست حكومية، وإنما من فئات مختلفة، وهذا بسبب التنوع في الثقافات والآراء. والحقيقة أن كثيراً من النساء الحديثات في السعودية يحببن الملك عبدالله بسبب دعمه للمرأة، وفي الجهة المقابلة، هناك نساء محافظات التقيتهن، وإحداهن أمضيت معها وقتاً طويلاً، هذه المرأة مثلاً كانت ضد توظيف النساء في محال الملابس النسائية، ومراكز التجميل، وضد خروج المرأة إلا عند الضرورة، وهذا جزء من الشعب، وليس الحكومة».