صعدت الخرطوم لهجتها إزاء تحالف المعارضة، بعد توقيعه وثيقة «الفجر الجديد» لإطاحة نظام الرئيس عمر البشير، واعتقلت بعضاً من هؤلاء فور عودتهم إلى البلاد من كمبالا حيث تم توقيع الوثيقة. ووصفت الموقعين على الميثاق ب «الخونة» وتعهدت أن يكون 2013 عام «حسم الحركات المسلحة والمعارضة». واتهمت الرئيس الأوغندي يوري موسفيني بلعب «دور قذر» في المنطقة وإنها يقظة متحسبة لمؤامراته. وقال مساعد الرئيس السوداني ونائبه في الحزب نافع علي نافع «أن المعارضة خائنة بوضع يدها في ايدي المتمردين للعمل على إسقاط النظام والتبشير بنظام علماني». ورأى نافع، أمام حشد من متطوعي قوات الدفاع الشعبي التي تقاتل إلى جانب الجيش، أن «المعارضة حفرت لنفسها قبراً باعتمادها تلك الوثيقة، لأنها تقوم على رفض مبادئ الشريعة الإسلامية». وتوعدها بالملاحقة «لأن الصفوف قد تباينت، ونعد لهم الحسم بالقوة وما استطعنا من رباط الخيل... لن نترك لخائن فسحة من التنفس». وقال «إن قوى المعارضة تتحالف مع الحركات المسلحة وترغب في إقامة دولة علمانية كما أرادت الدول الغربية». وتعهد أن يكون 2013عاماً للحسم مرحباًَ بخوض تلك المعركة التي وصفها «بالحاسمة « وشبهها بما «شهده المسلمون في بدر الكبرى». في موازاة ذلك، ناقشت هيئة قوى تحالف المعارضة في الخرطوم مشروع ميثاق «الفجر الجديد». وشددت على «ضرورة الحوار مع الجبهة الثورية لتوحيد المعارضة السودانية من أجل إسقاط النظام وإقامة بديل وطني ديموقراطي»، وتمسكت ب «نهجها السلمي لإسقاط النظام عبر وسائل العمل الجماهيري». ودانت الهيئة «مواقف الحكومة العدائية تجاه لقاء كمبالا»، واعتبرته «مؤشراً خطيراً لتجاوزات أمنية مرتقبة بحق قيادات ورموز المعارضة والتضييق على الحريات العامة». وبالفعل، اعتقل جهاز الأمن ليل الاثنين - الثلثاء رئيس الحزب الاشتراكي الوحدوي الناصري جمال إدريس والقيادية في الحزب انتصار العقلي عقب عودتهما إلى الخرطوم من كمبالا، بعد مشاركتهما في اجتماع المعارضة التي وقعت على ميثاق «الفجر الجديد». وتوقعت أوساط مطلعة اعتقال ممثلي أحزاب المعارضة الذين شاركوا في الاجتماع فور عودتهم إلى الخرطوم. من جهة أخرى، اتهم الجيش السوداني الرئيس الأوغندي ب «لعب دور قذر في المنطقة تنفيذاً لأجندة أجنبية»، مؤكداً يقظة الجيش والأجهزة الأمنية، بعد زيارة موسفيني الأخيرة لجوبا. على صعيد آخر، قال عضو اللجنة السياسية الأمنية المشتركة في مفاوضات أديس أبابا الفريق عماد الدين مصطفى عدوي أن « قوات الجيش الجنوبي شرعت في تنفيذ انسحاب فوري غير مشروط من ستة مناطق داخل الحدود السودانية من ضمنها بحر أبيض وجودة والمقينص والبيبيس والأدهم، وذلك بعد أن تلقت أوامر بتنفيذ اتفاقيات التعاون» في أعقاب لقاء الرئيس البشير ونظيره الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت. وتوقع عدوي اكتمال انسحاب قوات الجيش الجنوبي في 16 الشهر الجاري في المرحلة الأولى، تعقبها إعادة الانتشار والانسحاب إلى خارج المنطقة المنزوعة السلاح وعمقها 10 كيلومترات على جانبي حدود البلدين. وتحدث عدوي عن «اتفاق الخرطوم وجوبا على إنشاء 10 معابر حدودية بعد صدور أوامر من كل دولة بتشكيل لجنة فنية خاصة بالمعابر لتجهيز ترتيبات النقاط الجمركية والهجرية والشرطية».