أربكت حمى الإصابات التي اجتاحت لاعبي المنتخب السعودي الأول حسابات المدرب الهولندي فرانك ريكارد حتى اللحظات الأخيرة فبعد أن قرر أول من أمس الاستغناء عن بدر النخلي عاد وعدل عن قراره إثر وضع الجهاز الطبي اللاعب أحمد عسيري العلامة الحمراء أمام اسمه التي لا تخول له اللعب في المباريات الرسمية، وهو ما حدا بريكارد إلى الاستعانة مجدداً بالنخلي واستبعاد عسيري. وبدا جلياً حرص المدرب الهولندي فرانك ريكارد خلال تجربته الأولى في دورة الخليج على تطبيق أعلى معايير السرية، وتجلى ذلك في اصراره الواضح على الاحتفاظ بكامل المعلومات والتفاصيل الفنية التي تقف خلف قراراته لنفسه، إذ تاهت علامات الاستفهام التي وضعها الإعلاميون حول القضايا الفنية لتعود من دون إجابة. ريكارد الودود جداً مع الجميع يحرص في معظم فصول التدريبات اليومية أو حتى في الفندق الذي تقيم فيه بعثة المنتخب السعودي على الوقوف مع الجماهير والترحيب بهم، أو الحديث مع الإعلاميين والإداريين، لكنه على رغم ذلك يرفض اطلاقاً التطرق إلى أي من التفاصيل الفنية. غموض المدرب الهولندي لا يقتصر فقط على تعاطيه مع الوسائل الإعلامية، فحتى الأجهزة المختلفة التابعة للمنتخب السعودي تجد منه التعامل ذاته، وعلى رغم الأدوار البارزة للجهاز الاداري في المنتخب السعودي، إلا أن أياً من أعضائه لا يملك أكثر من تلك التفاصيل التي تملكها الجماهير. القريب من الأجهزة غير الفنية في المنتخب السعودي يشعر بوضوح بأن كل ما يحدث داخل الملعب بات بكل معلوماته حصراً على المدرب ومساعده، المثال الأوضح للسرية التي حرص ريكارد على تطبيقها تجلى في القرارات التي أصدرها باستبعاد أربعة أسماء من المنتخب الأول، رغبة في قصر قائمته على 23 لاعباً، كما تنص أنظمة البطولة، وبعد أن كانت الاصابة أبعدت ياسر الشهراني، استبعد كلاً من مازن بصاص وخالد الزيلعي بناء على قرار فني، وحتى اللحظات الأخيرة لم يفصح عن التفاصيل الفنية لقراراه، ليتبقى الاسم المستبعد الأخير، وكان طبيعياً أن يبدأ الإعلاميون والجماهير في اصدار توقعاتهم، لكن الغريب هو حال الأجهزة غير الفنية في المنتخب، التي حالها كحال الجميع انتظرت هذا الاسم، وتوقعت أسماء مختلفة من دون أية معلومات أولية، وعلى رغم حاجتهم إلى ترتيب الحجوزات للاعب المغادر، إلا أن ريكارد لم يكشف عن نيته استبعاد بدر النخلي، إلا في وقت باكر من صباح أمس (الجمعة) قبل أن يعدل عن هذا القرار لاحقاً لإصابة عسيري.