للمرة الأولى تكون قائمة الترتيب في دوري المحترفين السعودي، قابلة للتغيير صعوداً ونزولاً، حتى في المنافسة على بطولة الدوري التي انحصرت بين الاتحاد والهلال. ففارق النقطتين بين الفريقين يمكن أن يكسر، وقد يتعادل الفريقان في النقاط في نهاية المشوار، ويعيدا لنا سيناريو الموسم الفائت الذي انتهى بتعادل الفريقين نقطياً، لتذهب البطولة للهلال باعتباره صاحب التفوق في لقاءات الفريقين في الدور التمهيدي. لكن هناك سباق آخر غير سباق الفوز ببطولة دوري المحترفين، وهو سباق لبطولة أخرى لا تقل عن سباق الاتحاد والهلال، تشهد منافسة وصراعاً حاميين بين ثلاثة فرق لحجز المركزين الثالث والرابع في دوري المحترفين. وقد بلغت الفرق المتنافسة الثلاثة، الأهلي، والشباب، والنصر، بطولة كأس الملك للأبطال، وحجزت مراكزها في هذه البطولة الغالية، وتسعى في مبارياتها المقبلة إلى ضمان التأهل إلى دوري أبطال آسيا. ومما يزيد هذا الصراع سخونة وإثارة، أن الفرق الثلاثة متقاربة في عدد النقاط، فالأهلي لديه «33 نقطة من 19 مباراة»، وللشباب «32 نقطة من 20 مباراة»، وللنصر «31 نقطة من 19 مباراة». ولعل المتابع يلاحظ «فارق النقطة» بين الفرق الثلاثة، وإن بدت فرص الأهلي، والنصر، أفضل من فرصة الشباب، على اعتبار «فارق مباراة» للفريقين، وهو ما يمنحهما أفضلية في مبارياتهما الثلاث المقبلة. كل ذلك، أو بعضاً منه قد يتحدد في «جولة اليوم»، التي ستشهد ست مباريات، منها لقاء الشباب والنصر، وهو لقاء له حسابات بالغة الأهمية والتعقيد، ففوز الشباب سيعزز فرصته في بلوغ المركز الثالث، وقد يضمن معه المركز الرابع. غير أن خسارته ربما قللت من فرصه في تحقيق هدف التأهل إلى دوري أبطال آسيا، فيما فوز النصر يرفع رصيده إلى «34 نقطة» ليأتي خلف الأهلي الذي هو مرشح لتجاوز فريق الرائد في لقاء يشهده ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة. لكن حظوظ النصر في ضمان حجز بطاقة التأهل إلى دوري أبطال آسيا، تبدو أفضل منها للأهلي، إذ سيلعب الفريق النصراوي مباراتيه المقبلتين، أمام كل من أبها ونجران على ملعبه ووسط جماهيره، ناهيك عن مباراة اليوم أمام الشباب. وهذا عكس فريق الأهلي الذي سيواجه فريق الوطني في تبوك في الجولة المقبلة، مع مباراتين لا تقلان أهمية ستجمعه بضيفيه الرائد والحزم، فالأول هدفه الابتعاد عن المؤخرة، وضمان بقائه في دوري المحترفين، والآخر وهو فريق الحزم الذي سيلتقيه الأهلي في الجولة الأخيرة، لديه حافز التأهل لبطولة كأس الملك للأبطال. وهنا تبدو المنافسة شرسة بين الفرق، فالطموحات وإن اختلفت، لكنها تمثل لكل فريق «منجز» في دوري المحترفين، ولن تقل فرحة الفريقين الناجيين من الهبوط، عن فرحة بطل الدوري، ولن ترضى جماهير الأهلي، والنصر، والشباب عن فرقها الثلاثة، إلاّ إذا كان تعويض فوات المنافسة على بطولة الدوري، بالتأهل إلى دوري المحترفين الآسيوي. وللتذكير فقط، فإن صاحب المركز الثالث في الترتيب حتى الآن، وهو الأهلي، لم يخسر غير «4 مباريات» فقط، في حين خسر النصر «6 مباريات»، وتلقى الشباب مثلها، ولا ندري من سيتجرع الخسارة في جولة اليوم، مع أنه لا وقت للخسارة، لمن أراد آسيا!