أزيح في بلدة رشميا - قضاء عاليه أمس الستار عن النصبين التذكاريين للرئيسين الراحلين حبيب باشا السعد والشيخ بشارة خليل الخوري في ساحة البلدة، في احتفال رعاه الرئيس اللبناني ميشال سليمان ممثلاً بالوزير نسيب لحود، وحضره ممثل رئيس مجلس النواب النائب هنري حلو، ممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال وزير الإعلام طارق متري، ممثل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري النائب السابق أنطوان أندراوس وشخصيات. وتحدث في بداية الاحتفال ميشال بشارة الخوري مؤكداً أن سليمان «قائد سياسي يصح فيه قول المؤرخ اليوناني: ليس على الحاكم السياسي أن تكون يداه نظيفتين فقط، بل عليه أن تكون عيناه نظيفتين أيضاً. ويقصد بذلك انه بالإضافة الى نظافة الكف، فانه حاكم يرى صحيحاً وانه يرى بعيداً». ثم ألقى النائب فؤاد السعد كلمة أكد فيها أن «الرئيسين حبيب باشا والشيخ بشارة هما الشخصيتان البارزتان والوجهان المضيئان في مسيرة لبناننا المعاصر». وقال: «لم يكن الرجلان دائماً على اتفاق في السياسة وقد اعتمدا في عهد الانتداب سياسة مختلفة. ولكن الصالح الوطني وقيام الدولة جمعهما على الدوام. أما الآن فالولاء للوطن يجمع أولادهما والأحفاد في خط سياسي وطني لبناني موحد. إذ أننا ملتزمون جميعاً سياسة تنبع من المبادئ الأساسية للدستور». وأضاف: «في ذكرى زيارة البطريرك نصر الله صفير الى الجبل نكرر تمسكنا بالمصالحة الوطنية الكبرى التي يعود الفضل فيها لغبطته ولوليد بك جنبلاط والتي نعمل على تعزيزها وتدعيمها وترسيخها كل يوم». وألقى لحود كلمة اعتبر فيها أن «الأقانيم الثلاثة المتلازمة، أي الاستقلال والوحدة والوطنية والعيش المشترك، ما زالت هي علة وجود هذا الوطن. والتجارب المريرة علمتنا انه لا يدوم استقلال غير محصن بالوحدة الوطنية وبالعيش المشترك القائم على الحرية والتنوع والتناغم، ولا معنى للوحدة الوطنية إذا فرضت فرضاً، ولا ضمانة أو حماية للعيش المشترك أقوى من ضمانة الدولة السيدة المستقلة والوحدة الوطنية الطوعية، هذا هو جوهر ما توافق عليه اللبنانيون في اتفاق الطائف». وأكد أن سليمان «الذي أعاد لبنان الى خريطة العلاقات الدولية والعربية، والذي أضفى على رئاسة الجمهورية الوقار والاحترام والهيبة التي تليق بها، والذي يعلق عليه اللبنانيون آمالهم وثقتهم، يسير اليوم في خطى الرؤساء الاستقلاليين الكبار، ويدرك تمام الادراك أهمية هذا التلازم»، مضيفاً أن سليمان «من الموقع الذي ينيط به السهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه، مصمم بكل قواه على حماية هذا الجوهر، جوهر اتفاق الطائف، ومصمم على استكمال بناء الدولة ومؤسساتها وعلى تفعيل آلية النظام الديموقراطي وسد الثغرات والشوائب التي تعتريه من دون المس بجوهر التوازنات الميثاقية الضامنة للاستقرار».