أعربت تركيا عن «ارتياحها» بعد موافقة حلف شمال الأطلسي على نشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية - السورية. وأكد وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو ان بلاده تقدر عدد صواريخ ارض-ارض التي يملكها نظام الرئيس بشار الاسد بحوالى 700. وقال داود اوغلو موضحاً: «الأسد يملك حوالى 700 صاروخ ... ونعلم اليوم بالضبط اين نشرت هذه الصواريخ وكيف تخزن وبين يدي من». وأدلى داود اوغلو بهذه التصريحات في الطائرة التي نقلته إلى بروكسيل حيث وافقت الدول الاعضاء ال28 في الحلف على طلب انقرة نشر صواريخ ارض-جو على طول حدودها مع سورية. وأكد وزير الخارجية التركي لصحيفة «صباح» التركية امس ان المجتمع الدولي يخشى ان يقدم النظام السوري اذا شعر باقتراب أجله على اجراءات عقابية تجاه الدول التي طالبت برحيله ولا سيما تركيا. وبرر نشر صواريخ باتريوت بالمخاوف من «اعمال قد تنجم عن مجموعات غير منضبطة». وتملك سورية عدة انواع من صواريخ ارض-ارض من بينها سكود الروسية الصنع. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن الخارجية التركية اعرابها في بيان عن «سعادتها البالغة من تلقي نبأ مصادقة وزراء خارجية دول حلف شمال الاطلسي الناتو على طلب تركيا الخاص بنشر صواريخ «باتريوت». وأضاف البيان ان المصادقة على طلب تركيا هو «دليل على تضامن دول الحلف مع تركيا»، مؤكداً ان «الصواريخ ستنشر لأغراض دفاعية ولن تكون الغاية من ورائها إقامة منطقة حظر للطيران». ونوه بيان الخارجية التركية إلى المساعي التي بذلتها انقرة، في سبيل إيجاد حلول سلمية للأزمة السورية، مؤكداً انها ستواصل تلك الجهود والمساعي حتى الوصول إلى مخرج سلمي للأزمة. من ناحيته قال قائد القوات البرية المشتركة لحلف الاطلسي بن هودجز أمس إن قرار الحلف نشر صواريخ «باتريوت» في تركيا، هو إعلان واضح على أن «الناتو» لن يسمح لسورية بتهديد السيادة التركية. وأوضح هودجز، في حديث إلى وكالة «الأناضول» التركية، في مقر القيادة البرية للحلف بمدينة إزمير التركية، أن «قرار الحلف... يأتي بسبب تعرّض دولة عضو في الحلف لتهديد محتمل». وأشار إلى «امتلاك سورية لسلاح كيماوي، ما يوفّر إمكانية استخدامها عبر إطلاق صواريخ ذات رؤوس كيماوية، وهنا يأتي دور صواريخ باتريوت، التي يمكنها مواجهة مثل هذا التهديد، والقضاء عليه». وقال إن «بطاريات الصواريخ الموجودة لدى ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة، والتي ستؤمَّن من إحدى هذه البلدان أو من أكثر من بلد منها، سيتم تحميلها بواسطة السفن بسبب كبر حجمها، وهذا سيتطلب عدة أسابيع». وأضاف هودجز أنه لن يتمكّن من تحديد تاريخ معيّن لوصول المنصّات، لكنها ستصل تركيا في وقت أقل مما يتوقعه كثيرون. وكان الاطلسي وافق في ساعة متأخرة ليلة أول من أمس على نشر شبكة صواريخ باتريوت مضادة للصواريخ على اراضي تركيا. وأعلن الاطلسي في بيان انه «وافق على تعزيز قدرات الدفاع الجوي التركية من اجل الدفاع عن شعب واراضي تركيا والمساهمة في تخفيف تصعيد الأزمة على طول حدود الحلف». وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن قبل الاجتماع ان «الوضع على الحدود الجنوبية الشرقية للحلف يشكل مصدر قلق كبير. تركيا طلبت دعم الحلف ونحن متضامنون بشكل كامل معها». وأضاف ان هدف هذه الصواريخ «سيكون دفاعياً بالكامل» ولن «يكون بأي شكل من الاشكال طريقة لفرض منطقة حظر جوي او اي عملية هجومية». ونظراً للمهلة اللازمة المرتبطة بموافقة البرلمان في المانيا على العملية، يفترض ان تكون هذه الصواريخ جاهزة للاستخدام في الفصل الاول من 2013، كما قال مصدر ديبلوماسي.