رصدت أجهزة الروبوت «كوريوزيتي» عنصراً عضوياً بسيطاً على سطح المريخ، لكن يبقى على العلماء أن يحددوا إذا كان يعود فعلاً إلى الكوكب الأحمر حيث لم يعثر بعد على أي أثر للمواد العضوية المعقدة الضرورية لنمو الجراثيم. وخلال مؤتمر صحافي، صرح بول ماهافي من مركز غودارد التابع للوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) في غرينبلت (ولاية ميريلاند في شرق الولاياتالمتحدة) أن «إحدى المواد التي رصدتها أداة «سام» لاختبار العينات على سطح المريخ هي عنصر عضوي مؤلف من الكربون الضروري للحياة». وتحدث هذا الباحث المشارك في مهمة «كوريوزيتي» على هامش المؤتمر السنوي الذي عقده الاتحاد الأميركي للجيوفيزياء في مدينة سان فرانسيسكو (ولاية كاليفورنيا). لكنه استدرك أن ما من دليل قاطع في هذه المرحلة على وجود مواد عضوية على سطح المريخ، مضيفاً: «سوف نواصل أبحاثنا في محيطات أكثر تنوعاً من فوهة غيل» حيث حط «كوريوزيتي» في السادس من آب (أغسطس) الماضي منطلقاً في مهمة هدفها تحديد ما إذا كانت حياة جرثومية قد نشأت على الكوكب الأحمر. ورصدت تحليلات عينات الرمال التي استخرجها الروبوت من سطح المريخ والتي سخنت لتحديد تركيبتها الغازية، جزيئات مياه وكبريت وربما البيلكلورات المؤلف من الأكسيجين والكلور. ولكن لم يتم العثور بعد على أي عنصر معقد مشتق من الكربون هو ضروري لنمو الجراثيم. وحتى الآن، تعتبر التركيبة الكيماوية لسطح المريخ التي حللها «كوريوزيتي» شبيهة بتلك التي حللتها روبوتات أميركية أخرى في مناطق أخرى من الكوكب الأحمر، مثل «فينيكي» و»أوبورتونيتي». وقال المسؤول عن مهمة «كوريوزيتي» جون كروتزينغر: «مع أننا رصدنا مكوناً عضوياً، علينا أن نثبت أولاً انه يعود فعلاً إلى المريخ. الكثير من المواد العضوية والمواد الكونية تسقط على سطح الكواكب» في النظام الشمسي. ولم يستبعد أن يكون مصدر هذا المكون العضوي كوكب الأرض نفسه وأن يكون الروبوت نفسه هو المسؤول عن نقله إلى المريخ. وأضاف: «علينا أن نأخذ وقتنا، وبعد ذلك سيكون من دواعي سرورنا الإعلان عن أي جديد مهم قد نكتشفه».