أعلن مؤيدون للنظام الأردني أمس، تأجيلَ تظاهرات كان من المزمع تنظيمها اليوم الجمعة تزامناً مع تظاهرات دعت إليها جماعة «الإخوان المسلمين» وحراكات شعبية وعشائرية وسط عمان للمطالبة بإجراء تعديلات جذرية على الدستور. بموازاة ذلك، دعت الحكومة الأردنية «الإخوان» على لسان الناطق باسمها الوزير سميح المعايطة، إلى «تجنب إثارة الفوضى والتزام الهدوء والحكمة». وقال المعايطة ل «الحياة»: «من حق الإسلاميين أن يعبروا عن آرائهم، لكن الشارع لن يكون أداة للتغيير». وقال تجمع يطلق على نفسه «الولاء والانتماء للوطن والملك» في بيان: «قررنا تأجيل المسيرة المؤيدة للنظام إلى إشعار آخر، حتى لا نكون الشرارة التي ينتظرها ضعفاء النفوس». وأضاف: «ارتأينا وضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار، مؤيدين الإصلاحات التي نفذها الملك عبدالله الثاني». وأكد الناطق باسم التجمع جهاد الشيخ تأجيل المسيرة المؤيدة «درءاً للفتنة» و «لحساسية الموقف الذي تمر به البلاد». يأتي ذلك، فيما حذرت السفارة الأميركية رعاياها المقيمين في المملكة من الوجود وسط عمان عشية انطلاق تظاهرات «الإخوان»، وقالت في بيان: «على جميع رعايانا التزام تعليمات السلطات الأردنية للأهمية القصوى». ميدانياً، طوقت قوات الأمن الأردنية ساحة النخيل التابعة لأمانة العاصمة بسياج حديد متحرك في وقت متقدم من مساء أمس، بعد تأكيد «الإخوان» نيتهم الاعتصام فيها. وشهدت شوارع العاصمة وجوداً كثيفاً لقوات الأمن والدرك منذ ساعات المساء، فيما نصبت مفارز أمنية على طول الطرق والمنافذ المؤدية إلى مكان التظاهرات. وكشفت مصادر أمنية مطلعة ل «الحياة» توجه السلطات إلى نصب مفارز أمنية أخرى على الطرق الخارجية للحد من وصول المتظاهرين إلى عمان. وأوضحت أن «وسط العاصمة لا يتحمل الاختناقات المرورية والأعداد الكبيرة التي يتحدث عنها الإسلاميون». كما أكدت وجود حال من الاستنفار الطبي لدى المستشفيات القريبة من مكان انطلاق التظاهرات، خصوصاً في مستشفيي البشير الحكومي والطلياني الأهلي، تحسباً لأي طارئ. وغير بعيد عن ذلك، أعلن حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع السياسي ل «الإخوان» اعتقال أحد كوادره أمس خلال توزيعه دعوات الى المشاركة في التظاهرات. وقال القيادي الإسلامي علي أبو السكر ل «الحياة»: «اعتقال أحد كوادرنا بداية سيئة لتدخل أمني في تظاهراتنا ومحاولة إعاقتها». وأضاف: «شركات النقل التي كان يفترض أن تقل المواطنين إلى مكان التظاهرات، اعتذرت عن قيامها بذلك تحت الضغوط». لكن المصادر الأمنية رفضت هذه الاتهامات، وقالت: «إن سبب توقيف الشاب ناتج عن كتابته على الجدران ألفاظاً وعبارات تتجاوز القانون». وكانت مديرية الأمن العام الأردنية أكدت أول من أمس «فتح نقاط غلق وتفتيش على الطرق المؤدية من مكان تظاهرات الإخوان وإليه، لإجراء تدقيق أمني سريع على كل من يشتبه به». وقالت في بيان: «لن يسمح لأي شخص غير أردني الوجود في مكان التظاهرات لمبررات ومعلومات أمنية». وكانت «الحياة» نقلت عن مصادر أمنية رفيعة أول من أمس أيضاً «اعتقال مجموعات سورية مسلحة كانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية داخل فعاليات المعارضة لإثارة الفوضى في البلاد».