وصل حال الاحتقان والترقب في العاصمة الأردنية أشده، قبل يومين من موعد انطلاق تظاهرات «ضخمة» دعت إليها جماعة «الإخوان المسلمين»، للمطالبة بإصلاحات دستورية. وبموازاة ذلك، أعلنت مجموعات مؤيدة للحكومة اعتزامها المبيت في العراء، احتجاجاً على تظاهرات الإسلاميين المطالبة بمزيد من التعديلات الدستورية. واستيقظ الأردنيون أمس، على بيانات أصدرتها تجمعات شبابية تطلق على نفسها «شباب الولاء للوطن»، أوضحت فيها أن «عشرات الحافلات الكبيرة ستنقل الأردنيين إلى العاصمة اعتباراً من مساء غد الخميس، للمبيت في ساحة «النخيل» التابعة لأمانة عمان، حيث قرر الإسلاميون التظاهر فيها صبيحة اليوم التالي. وجاء في تلك البيانات أن «لجاناً تنظيمية ستعمل على تجهيز الساحة للمبيت، وستعمل على توزيع 20 ألف قميص وقبعة طبعت عليها صور للملك عبدالله الثاني». وقالت أيضاً إن التجمعات «سترسل 113 حافلة لنقل المشاركين من خارج عمان، وستكون هناك أكبر تظاهرات موالية منذ 30 عاماً». وقال المتحدث باسم «شباب الولاء» راكان الشربجي ل «الحياة» إن «من حق الأردنيين أن يعبروا عن إرادتهم». وزاد: «أبناء العشائر والمخيمات الفلسطينية يدافعون عن الوطن ومليكه». لكن القيادي في «الإخوان المسلمين» الشيخ سالم الفلاحات، ندد بما سماه «الحشد الرسمي» ضد الإسلاميين. وقال للصحافة: «من أراد التظاهر ضدنا لن يجد لنفسه مكاناً آخر». وأضاف: «أعلنا منذ البداية نيتنا التجمع في ساحة النخيل، وعلى الدولة أن تمكن المؤيدين لها من التجمع في ساحات أخرى». يأتي ذلك، فيما واصلت المواقع الإلكترونية الأردنية نشر بيانات لأحزاب وفعاليات وقوى مجتمعية، تحذر من المساس ب «السلم الأهلي» في بلد يعتبر نصف سكانه من أصول فلسطينية ويضم العديد من الأقليات. كما شهدت وسائل الإعلام الرسمية والخاصة تراشقات واتهامات متبادلة بين مسؤولين رسميين وقيادات إسلامية، عشية التظاهرات المرتقبة. في غضون ذلك قال رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز للصحافة أمس، إن «على قوات الأمن أن تشرف على تنظيم مسيرات الولاء والمعارضة وتفصل بينهما، حفاظاً على السلم الأهلي والوحدة الوطنية». وجاء حديث الفايز رداً على ما نشرته إحدى الصحف الحكومية نقلاً عن مصادر أمنية لم تسمها أول من أمس، بأن «قوات الأمن العام والدرك لن تكون في مكان المسيرتين خوفاً من القول إن الأمن وقف مع جهة ضد الأخرى». وينبع الاحتقان والقلق لدى الأردنيين من الشكل غير التقليدي لطريقة الحشد المتصاعدة بين المؤيدين والمعارضين، بما في ذلك تأكيد المعارضين نشر سيارات إسعاف وفرق طبية ما يشير الى إمكانية وقوع صدامات دموية بين جميع الأطراف. إلى ذلك، أعلنت اللجان المشرفة على تظاهرات الإسلاميين التي حملت مسمى «إنقاذ الوطن» أمس، مشاركة ما يزيد على 80 حراكاً شعبياً وعشائرياً محددة منطقة وسط البلد نقطة التجمع الرئيسية. وأكدت هذه اللجان أن التظاهرات التي يتبناها المكون السياسي الأبرز في البلاد تدعو إلى مطالب إصلاحية ذات طابع سياسي، في مقدمها التعديلات الدستورية، وتغيير قانون الانتخاب، وأخرى متعلقة بمحاربة الفساد، وإطلاق معتقلي الرأي.